على غرار خط 122 نجدة، ورقم 123 إسعاف، لماذا لا يتم إنشاء خط ساخن تحت رقم 440، ويتم تخصيصه للكوارث؟!
«440» هو عدد المناطق السكنية غير الآمنة فى مصر، والتى يطلق عليها من باب الأدب مناطق العشوائيات، لنختصر بالكلمة التاريخ والجغرافيا والعلوم أيضا.
نختصر بها التاريخ عندما نشير إلى أن مصر دفعت ثمنَا لسكنى العشوائيات قارب أعداد الذين ذهبوا ضحايا فى غرق العبارة المنكوبة سالم إكسبريس واحتراق قطار الصعيد وسقوط صخرة الدويقة ودفن الفقراء أسفلها فى مقبرة جماعية، كما نختصر بها التاريخ، أيضا، عندما نشير إلى دور المناطق الفقيرة، المعروفة تأدبا بالعشوائيات، فى إفراز الجريمة والتطرف.
ونختصر بها الجغرافيا عندما نشير إلى أن هذه المناطق تتوازى مع منتجعات الصفوة السكنية، والأموال الباهظة المنفقة على إنشائها، مثلما تتوازى مع مشاريع «قومية» معلنة، خلال ثلاثين عاما، للإسكان وحل أزمته الخانقة وتوفير مسكن آدمى لكل إنسان فى هذا الوطن.
ونختصر بها العلوم والصحة، كما علمونا فى المدرسة الابتدائية، فنشير إلى أن هذه المناطق تفتقر إلى أبسط تعريف للخدمات الصحية وشروط النظافة اللائقة بشعب علَّم العالم الحضارة والعلوم.
لكن واقع الحال أننا أصبحنا مثلما قال الشاعر المهجرى جبران خليل جبران (1883ــ1931) فى قصيدته البلاد المحجوبة:
قد كفانا من مساء يدِّعى أن نور الصبح من آياته!