سلاح الخروج على الحاكم - محمد موسى - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سلاح الخروج على الحاكم

نشر فى : الأربعاء 26 فبراير 2014 - 5:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 فبراير 2014 - 5:10 ص

عقدة الشرعية السياسية لم تزل متحكمة فى فكر المسلمين وواقعهم، منذ مذبحة كربلاء إلى مذبحة رابعة.

ليست هذه العبارة سوى مقدمة يكتبها بكل هدوء أستاذ جامعى لتاريخ الأديان فى كلية قطر للدراسات الإسلامية، وتنشرها مجلة الرسالة، التى تصدر فى القاهرة، بآخر عدد لها.

يتعب الكاتب نفسه لاختلاق التشابه بين الواقعتين، ولا علاقة فى السياق ولا الوقائع ولا التاريخ. «رابعة هى كربلاء عصرنا، إذ فيها وقف الحق الناصع من كل قوة سوى قوة الإيمان والمبدأ، فى مواجهة الباطل الصراح المتسلح بكثافة القوة المادية والبطش الدموى والأموال الحرام والتواطؤ المخزى». هكذا يكتب محمد بن مختار الشنقيطى خطبته النارية، دون أدلة أو وقائع، أو أدنى احترام لعقل القارئ، خاصة إذا كان على الجانب الآخر من هذا الرأى.

المجلة التى تصدر عن شركة الرسالة للصحافة والطباعة والنشر بشارع الهرم فى الجيزة، تخصص عددها الأخير، تقريبا، لتلوين كل ما يحدث فى مصر بألوان العصور الوسطى، وتستدعى شخصيات من مسيرة التاريخ الإسلامى، لتجعل منهم رموزا خالدة لا يلمسهم الزمن، ولا يقترب منهم الخطأ. بل يزايد كاتب الافتتاحية، الدكتور محمد عمارة، على ابن تيمية نفسه، حين يرفض فتواه بتحريم الخروج على الحاكم المسلم، ويطالب بمراجعتها، لأن موقف ابن تيمية ناجم عن «ملابسات» عابرة فى زمن الخطر المغولى. ويدعو عمارة لإحياء سلاح الخروج على الحاكم، الذى هو «سلاح من أمضى أسلحة مواجهة الظلم ومحاربته».

وبعد هجوم على ما فعله النظام المصرى بالإسلاميين، يكتب راشد الغنوشى، زعيم إخوان تونس، أن الإسلام السياسى «بصدد إصلاح أخطائه والتهيؤ لطور جديد غير بعيد من الممارسة الأرشد للحكم،...فى مواجهة مشاريع انقلابية عارية من غطاء قيمى وحضارى وسياسى». نفس العبارات الفضفاضة التى لا تشير إلى مثال، ولا تستند إلى أرض.

والإسلام السياسى الذى يتحدث عنه الزعيم ليس بصدد أية مراجعة، بل يزيد صموده وهو يتمسك بنفس اللغة الجامدة، والرؤيا التى لا يؤثر فيها مرور الليل والنهار، ولا تعاقب القرون.

‎لن يجدد بارونات الإسلام السياسى خطابهم، لأن ذلك يحتاج إلى جهد واجتهاد، والأسهل هو التحريض المجانى ضد من يختلف عنهم، من «الانقلابيين»، إلى معتنقى الأديان الأخرى، كما ورد فى نداء بعدد المجلة إلى كل المسلمين: احذروا فخ حوار الأديان.

«لا سياسة فى دين، شعار أم مؤامرة؟»، سؤال وضعه الكاتب محمد عباس، الذى تصفه المجلة بأنه «مفكر إسلامى»، وهو الذى يكتب سلسلة مقالات بعنوان من يبايعنى على الموت، ضد «الصعاليك، كلاب النار، حطب جهنم». لغة حوار يستخدمها عباس فى كل مقالاته تقريبا.

الكاتب فى مقاله «يدعو الحاكمين فى مصر وأمثالهم إلى معرفة دين الإسلام الذى بعث الله به محمدا، صلى الله عليه وسلم، لإصلاح الدين والدنيا، فلا انفصال فى الإسلام بين الدين والسياسة». نتيجة يقفز إليها الكاتب دون مناقشة.

أتفق مع الكاتب فهمى هويدى فيما كتبه فى العدد نفسه، بعنوان «أخطر نموذج لاغتيال الحقيقة عرفته مصر»، وهو يكتب أن «تاريخ مرحلة ٢٥ يناير وما بعدها تم طمسه وتزييفه، بحيث أعيدت صياغته وجرى تركيب وقائعه فى شكل جديد»، لكننى أعمم ما توصل إليه هويدى، فالكل يكذب.

محمد موسى  صحفي مصري