دولة رئيس الوزراء.. وحديث غابت عنه حقائق - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دولة رئيس الوزراء.. وحديث غابت عنه حقائق

نشر فى : الجمعة 26 يونيو 2020 - 7:40 م | آخر تحديث : الجمعة 26 يونيو 2020 - 7:40 م

لم أتوقف كثيرا عند تصريح الدكتور مهندس مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، فقد شاع فى الفترة الأخيرة أن يقوم البعض بتركيب بعض التصريحات التى قد تبدو كثيرا غير منطقية على صور تضفى عليها صفة الرسمية والانتساب إلى مواقع بعينها لتنشر فى وسائل التواصل الاجتماعى على أنها حقيقية، الأمر الذى قد يخدع البعض. تصورتها «فبركة» تشيع الوقيعة بين الدولة والأطباء فلم ألق بالا إلى أن بدأ رد الفعل الغاضب يتزايد وسجلت وسائل التواصل الاجتماعى ذلك المد العالى من الانفعال فانتبهت. إذن فالأمر واقع وحديث دولة رئيس الوزراء عن الجيش الأبيض للإعلام صدر عنه رسميا.

ذكر رئيس الوزراء أن أحد أسباب تفاقم عدد الوفيات من جراء وباء عدوى فيروس كوفيد ــ ١٩ جاء نتيجة تقاعس «بعض» الأطباء وعدم انتظامهم فى الحضور لأداء واجبهم فى المستشفيات وتغيبهم عن العمل وأنه قد أوصى المحافظين ووزارة الصحة باتخاذ الإجراءات ضدهم!!

جاء التصريح مفاجئا صادما لجموع الأطباء التى زادت إصابتهم بالعدوى عن ألف طبيب وقضى منهم شهيدا عدد يقارب المائة فى معركة شرسة غير متكافئة بين فيروس ضارٍ اجتاح العالم بأسره وبين فرسان فى وطننا لا تنقصهم شجاعة يدافعون عن حياة أبنائه مترجلين بسيوف من خشب! تهاوت نظم صحية عالية الكفاءة فى دول عظمى أمام اجتياح الفيروس ولم يخرج منها من يتهم بعض أطبائها بالتقصير أو الإهمال بل اهتزت لهم القلوب إعجابا بأداء بطولى محصن بأحدث أجهزة التنفس الصناعى ووسائل التشخيص وإمكانات العلم الحديث وتجهيزات المستشفيات. تساقط الآلاف من الضحايا فى كل بلاد العالم ومنها ما زال يعانى حتى اللحظة ومنها ما تعافى مثل ما حدث فى نيوزيلندا التى ترأس وزارتها شابة شجاعة واجهت محنة الوباء بثبات وموقف سيسجله التاريخ حتى أعلنت عودة الحياة الطبيعية لبلادها.

يا دولة الرئيس ما زالت المعركة حامية الوطيس والأحداث فى ذروتها والنتائج مرتفعة وعلينا أن نبحث عن طرق الانتصار على الفيروس وليس عن مبرر للهزيمة.

لسنا فى موقف دفاع عن أنفسنا يا سيدى فلسنا على الإطلاق بمتهمين كما أنك لست خصما لنا ولا نحن أعداءك بل نحن جميعا جنود معركة واحدة دفاعا عن حياة الوطن ومواطنيه.

انتبهت يا سيدى إلى تفاقم أعداد الوفيات ولم تلحظ أن أعداد الشهداء من الأطباء المصريين قد تخطت كل النسب العالمية فرفعت جدول الحضور والانصرف وقد فاتك أن كل من استشهد من الأطباء كان على رأس العمل.

راهنت يا دولة الرئيس على وعى الشعب ولم تبذل جهدا فى دعمه أو محاولة تنبيهه واليوم تلومه لأنك خسرت الرهان؟

أرجأت الاهتمام بمنظومة الصحة والتعليم فجاءت استثماراتك فى البناء والتشييد مذهلة باهظة التكلفة وحينما انتبهت إلى أن الإنسان المصرى بعد أن داهمه الوباء اكتشفت أنه مغيب الوعى قليل الحيلة يموت على أبواب المستشفيات دون أن يتم تشخيصه ليس لغياب الأطباء إنما لغياب الإمكانات ونقص التجهيزات والعجز عن إدارة الأزمة بعلم وقرارات سليمة.

المواطن مغيب الوعى يا دولة الرئيس وقام بتصديق الإعلام الذى نقل له صورا للاستعدادات والتجهيزات لمعركة قادمة هو المنتصر فيها بلا ريب.

دولة الرئيس: قبل أن تراجع كشوف الحضور والغياب للأطباء، هل تفضلت بمراجعة جاهزية المستشفيات وأن الدولة قد أمدتهم بوسائل الحماية الكافية التى تمنع عنهم خطر العدوى المتفشية؟ هل تفضلت بسؤالهم إذا ما كان هناك من اهتم بمتابعة ما يلاقونه من مشكلات وهم يعملون فى أحلك الظروف.

يا دولة الرئيس:
إذا غاب طبيب عن أداء واجبه فاعلم أنه
إما مريض.. أو لقى ربه.
يا دولة رئيس الوزراء:
غاب عن تصريحك الصادم حقائق كثيرة
فهل لديك رغبة فى أن تعرفها؟
نحن هنا يا سيدى
فاسمح لنا.
أطباء مصر

التعليقات