سقط طفل مغربي يدعى "ريان"، يبلغ من العمر 5 سنوات، في بئر عميقة شمال مدينة شفشاون بالمغرب، صبيحة يوم الأربعاء، في الوقت الذي لا تزال توسع فيه السطات المحلية عملية البحث مستعينة بأدوات ضخمة وحديثة، وإنزال الغذاء والأكسجين للطفل صباح اليوم الخميس.
وتعرض الطفل لإصابة وجروح طفيفة على مستوى الرأس، فيما تتواصل جهود إنقاذه ليل نهار دون انقطاع، ومحاولة الحفر داخل المحيط للوصول إليه بطريقة أفقية نظرا للضيق الشديد للبئر.
وتعالت الأصوات على شبكات التواصل الاجتماعي، في الوطن العربي، بالدعاء لريان لإنقاذه قبل فوات الأوان، وانتشرت منشورات كثيفة عبر فيس بوك وتويتر تحمل وسم "أنقذوا ريان".
وفي واقعة مشابهة للطفل ريان، أنقذ رجال الإطفاء حياة كلب مسن بعد أن سقط بطريقة ما في بئر ضيقة جدا بعمق 40 قدما في مدينة ماكدونو، بولاية جورجيا الأمريكية، في سبتمبر عام 2016.
ووفقا لما نشره موقع "ABC" الأمريكي، كان الكلب باما من نوع "لابرادور"، يحاول يائسًا إبقاء رأسه فوق الماء داخل البئر عندما عثر عليه ضباط مهام مراقبة الحيوانات بعد الظهيرة.
واستخدم فريق الإنقاذ نفس الوسائل اليدوية المستخدمة في إنقاذ الطفل ريان، حيث استخدم الطرفان هيكل حديدي مثلث الشكل مثبت فوق الحفرة يحمل في منتصفه حبل متين استخدمه رجل إنقاذ في النزول لإنقاذ الكلب تمام مثلما فعل رجال إنقاذ مغربي في محاولة يائسة لإنقاذ الطفل ريان.
وباستخدام نفس التكنيك المستخدم لإخراج الطفل ريان، قام فريق الإنقاذ الأمريكي أولاً بضخ الأكسجين إلى أسفل البئر الذي يبلغ عمقه 40 قدمًا قبل إنزال رجل إطفاء باستخدام الجبل لاستعادة الكلب باما.
وقال المتحدث باسم إدارة رعاية الحيوانات والسيطرة عليها في المقاطعة إن الضباط أدركوا أن استخراجًا من هذا النوع كان يفوق قدراتهم، لذلك اتصلوا على الفور بإدارة إطفاء مقاطعة هنري للحصول على المساعدة، الذين كان لديهم كل المعدات المتخصصة للتعامل مع هذه المواقف، ليتمكنوا من إنقاذه بعد 3 ساعات.
وسقط الكلب عن طريق الخطأ في البئر، التي تقع في الفناء الخلفي لمنزل جيران مالكه، خلال وقت الظهيرة، فيما لم يكن يعرف مالكه بسقوطه في البئر حتى تم إخراجه بالفعل.
واقعة ريان تعيد للأذهان مأساة الشاب الجزائري عياش
أعادت حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في بئر بعمق 62 مترا، قصة الشاب الجزائري عياش محجوبي الذي فشلت قوات الإنقاذ الجزائرية في إنقاذه، بعد سقوطه في بئر "ارتوازية" يصل عمقها إلى 100 متر، وعرضها نحو 35 سم، في ولاية المسيلة شمالي الجزائر عام 2018.
وربما ما ينذر بتكرار مأساة الشاب الجزائري عياش الذي هلك داخل البئر بعد 5 أيام، هو أن الطفل ريان سقط في بئر شديد الضيق أيضا، مشابه للذي سقط فيه عياش وعجزت السلطات الجزائرية عن إنقاذه، وهو ما يسبب الآن صعوبة عملية الإنقاذ لدى السلطات المغربية، إذ بالكاد نزل فيه أحد عناصر الدفاع المدني، معتمدا على حبل مشدود ببكرة.