اعتقلت السلطات الجابونية، عددًا من ضباط الجيش الجابوني، بعد سيطرتهم على مبنى الإذاعة الرسمي للبلاد، فجر اليوم، معلنين تشكيل مجلس إصلاح وطني في خطوة وصفها مراقبون، بأنها انقلاب عسكري على الرئيس الجابوني الحالي، علي بونجو، بحسب وكالة أنباء سكاي نيوز.
يأتي ذلك عقب جدال دام نحو 10 سنوات، بينه وبين المعارضة، منذ وصول الرئيس علي بونجو سدة الحكم في 2009، خلفًا لوالده الذي حكم البلاد 42 عامًا.
الضباط المنتمون إلى ما يعرف بالحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الجابون، سيطروا على مبنى الإذاعة الرسمية للجابون، وأذاعوا بيانًا أعلنوا فيه أنهم دبروا الانقلاب من أجل التصحيح الديمقراطي بحسب سكاي نيوز.
وأعلن زعيم الحركة، اللفتنانت كيلى أوندو أوبيانج، عدم رضاهم عن استمرار حكم الرئيس علي بونجو، الذي يعالج من جلطة دماغية في المغرب قائلًا: "الكلمة التى ألقاها بونجو بمناسبة العام الجديد عززت الشكوك فى قدرة الرئيس على الاستمرار فى القيام بمسؤوليات منصبه" بحسب ما نقلته وكالة رويترز، قبل إعلان فشل الانقلاب.
- عن رئيس الجابون
ولد بونجو أونديمبا عام 1959 بمدينة في برازفيل عاصمة الكونجو، وأثارت ولادته خارج البلاد الجدل؛ إذ اتهمته المعارضة أنه من أصول غير جابونية، وطالبوا بعزله من السلطة لأن توليه كان مخالفًا لدستور بلادهم، وحكم بونجو الجابون بداية من العام 2009 بعد وفاة والده، وجدد فترته الانتخابية في 2016، والذي أعقبه أعمال عنف وشغب، أما والده عمر بونجو حكم الجابون لمدة 42 عامًا بين عامي 1967-2009 وتزوج من فرنسية بعد اعتناقه الإسلام.
- انتخابات 2016 مصحوبة بجدل
في عام 2016 بعدما أعيد انتخاب بونجو كرئيس لولاية ثانية بنسبة 42%، وفارق ضئيل على منافسه مرشح المعارضة الرئيسي جان بينج، بحسب النتائج الرسمية، أثار إعلان النتائج أحداث عنف في البلاد، بسبب اعتراض بينج وأنصاره، على النتائج بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية في فبراير، إذ خيمت مزاعم تزوير واحتجاجات عنيفة على إعادة انتخاب بونجو بحسب وكالة رويترز.
- تأخر حالته الصحية
دخل رئيس الجابون، على بونجو أونديمبا 59 عامًا، مستشفى فى المملكة العربية السعودية، بعدما أصيب بجلطة، وقام ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، بزيارته في أكتوبر 2018 بحسب سكاي نيوز، وانتقل بونجو إلى المغرب ليستكمل علاجه هناك بحسب مجلة جون أفريك الفرنسية، وفي كلمته بمناسبة العام الجديد أقر بونجو بمشكلاته الصحية وتلعثم في نطق بعض الكلمات ولم يحرك ذراعه اليمني، لكنه قال إنه يتعافى.
- فرنسا وأمريكا توتر العلاقات
ورغم علاقة والده الأكثر من جيدة مع فرنسا؛ إلا أنه فشل في الحفاظ عليها، وتجلى ذلك في تصريح لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أوائل 2016 سخر فيه من طريقة انتخاب بونجو 2009، فاستدعت الجابون سفيرها بفرنسا احتجاجا على هذا التصريح، بحسب فرانس 24.
وفي يونيو 2011 قال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس أوباما حثه على إصلاح المؤسسات والقضاء على الفساد، بحسب وكالة رويترز.
- عن الجابون
الجابون هي إحدى دول أفريقيا الوسطى الغربية، عاصمتها ليبرفيل، ومنذ العام 1910 كانت الجابون مستعمرة فرنسية، إلى أن حصلت على استقلالها في العام 1960، تبلغ مساحتها نحو 267,668 كيلومترًا، وتعداد سكاني يبلغ نحو مليون و94 ألف نسمة.
اللغة الرسمية للجابون هي الفرنسية، إلى جانب العديد من اللغات المحلية، وهي دولة ذات أغلبية مسيحية تشكل الديانة المسيحية بها نحو 73% يتبعون 7 كنائس مختلفة، وتضم نحو 40 مجموعة عرقية مختلفة، كما تحوي ثقافات وديانات مختلفة، بها نحو 12% مسلمون، 5% لا دينيون، و10% ديانات محلية أخرى.
- قوام الجيش الجابوني
ولكون تعدادها السكاني صغير، تمتلك الجابون جيشًا صغير، يبلغ قوامه نحو 5 آلاف جندي، مقسمون إلى 5 وحدات بحرية وجوية ودرك وشرطة وطنية، كما تقوم قوة قوامها 1800 جندي بحماية الرئيس الجابوني بحسب مصادر صحفية مصرية.
- اقتصاديًا.. غنية بالموارد مثقلة بالديون
تعد الجابون من أكبر منتجي النفط في إفريقيا، رغم انخفاض إنتاجها إلى 220 ألف برميل يوميًا، حسبما نشرت وكالة رويترز في يونيو 2018، وهي دولة غنية بالأخشاب ومعادن المنجنيز والحديد، كما توجد مساعي ومحاولات لاستغلال مناجم الحديد الواقعة بها.
وتعتبر الجابون أكثر الدول ازدهارا، وأعلاها في معدلات النمو، قياسا بالدول الأفريقية المجاورة لها، وفقا للإحصائيات الاقتصادية للبنك الدولي؛ بسبب إنتاجها من النفط، واعتماد البلاد على الموارد الطبيعية؛ بل إنها كانت عضوا كامل العضوية في منظمة أوبك لعشرين عاما من 1975 إلى 1995.
بلغ الدين العام في 2016، 64.2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في الجابون، بزيادة 19.5 نقطة مئوية عن عام 2015، عندما كان 44.7٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي يونيو 2017، وافق صندوق النقد الدولي على منح قرض يقدر بـ642 مليون دولار إلى الجابون، على 3 سنوات، تلقت منهم الجابون 98.8 مليون دولار كدفعة أولى بشكل فوري.
- المزيد من التقشف
الجابون قد أعلنت في يونيو 2018 عن المزيد من إجراءات التقشف، التي شملت خفض الإنفاق من قبل المؤسسات الحكومية والإدارة بنسبة 15%، وتخفيض رواتب أعضاء الحكومة بنسبة 10%، وإلغاء عقود الموظفين المؤقتين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة بحسب وكالة رويترز.
- صندوق النقد متفائل
وتوقع صندوق النقد الدولي، أن يرتفع النمو الاقتصادي في الجابون بنسبة 2% في 2018، بدلًا من 0.5% بفضل النمو القوي في الزراعة والتعدين، وقطع الأشجار، مما سمح لها بتجنب الركود، لكنه دعى الجابون إلى المزيد من الإجراءات التقشفية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز في يونيو الماضي.
- ورغم الإزدهار.. تتفاقم الاحتجاجات
ومنذ انضمامها إلى منظمة أوبك، وارتفاع نصيب الفرد الواحد من الناتج المحلي الإجمالي، إلى عشرة آلاف دولار، صارت الجابون إحدى أغنى الدول الأفريقية؛ لكن أغلب الثروة تتركز في أيدي نخبة ضيقة، الأمر الذي يفاقم الاحتجاجات بها بصفة دورية بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
- اضطرابات دائمة
وبحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية في فبراير 2016، على أعقاب انتخابات التجديد للرئيس على بونجو، فأن عائلة بونجو عادت لتشغل الرأي العام الدولي، بعد أعمال العنف التي شهدتها البلاد، جراء تشكيك المعارضة في نتائج الانتخابات، بعدما فاز بونجو الابن بنسبة 42%.
كما أن المشهد في الجابون، لا يخلو من الاضطرابات الدائمة التي تشهدها العاصمة، احتجاجًا على تدني مستوى المعيشي، وتدني الخدمات الاجتماعية، وارتفاع الأسعار، وعدم مواكبة ذلك في مستى الرواتب.
- العلاقات مع مصر
العلاقات السياسية مع القاهرة بدأت عام 1975، بزيارة بونجو الأب، الرئيس السابق، عمر بونجو، الأولى لمصر، أعقبها تبادل التمثيل الدبلوماسى بين البلدين، حيث افتتحت السفارة المصرية عام 1975، ثم توالت الزيارات، وكان أبرزها زيارة الرئيس الجابوني، علي بونجو، للقاهرة في يناير 2011، لتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين شهد قفزة كبيرة بين أعوام 2005 إلى 2008 بحسب الأهرام.
ويقيم بالجابون 140 مواطن مصري، يعملون كخبراء متعاقدين فى المجالات الطبية والتعليمية والتجارية الخاصة والمقاولات، بالإضافة إلى 13 مبعوث من الأزهر سنويًا بحسب الصحف المصرية.