أطقلت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية الدولية، إجراءات تأديبية في 5 حالات تتعلق بمعاداة السامية من عدد من العاملين بها مع إمكانية إنهاء عملهم، حسبما قال مدير الشبكة بيتر ليمبورج اليوم الاثنين.
ولم يكشف ليمبورج أي تفاصيل عن الموظفين المتورطين في المخالفات، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
يأتي ذلك، فيما أكدت الصحفيتان الفلسطينية مرام سالم، والأردنية فرح مرقه، اللتان كانتا تعملان مع شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، أنهما أبلغتا بقرار فصلهما من الشبكة، وذلك بعد شهرين من اتهامها بمعاداة السامية وإسرائيل، بجانب موظفين عرب آخرين.
وقالت سالم في منشور لها على حسابها على "فيسبوك": "لقد تم إعلامي الآن بقرار فصلي من دويتشه فيله، وذلك عقب نشر صحافي ألماني تقريرا يتهمني مع زملاء آخرين بمعاداة السامية وإسرائيل، وذلك بسبب بوستات منشورة عبر فيسبوك".
وأضافت: "ما حدث معي هو انتهاك واضح لحرية التعبير، الذي هو شعار ترفعه دائما (دويتشه فيله)، وفي حالتي، فإن المنشور خاصتي لم يكن يحتوي على أي تعبير معاد للسامية، ولم يذكر إسرائيل، بل تحدثت عن حرية التعبير في أوروبا فقط".
وتابعت "دويتشه فيله قمعت حريتي في التعبير عن رأيي! أصدقائي وصديقاتي، لطالما وجدت نفسي وحيدة في مواجهة صراعاتي السياسية والإنسانية والحقوقية والاجتماعية، ولكن هذه المرة أنا بحاجتكم، لأن ما يحدث الآن هو هجوم صارخ على حرية التعبير وعلى الصحافيين وعلى هويتي لمجرد أنني فلسطينية. أتمنى ألا يلقى هذا البوست صمتا".
وأكدت مرام أنها ستتقدم بدعوى قضائية أمام القضاء الألماني ضد قرار فصلها.
أيضا كتبت الصحفية الفلسطينية- الأردنية فرح مرقه، عبر حسابها على موقع تويتر، أنّها أبلغت بفصلها من عملها في الشبكة من دون إيضاح الأسباب، أو تسليمها نتائج التحقيق.
وأبدى منتدى الإعلاميين الفلسطينيين استيائه البالغ بعد إبلاغه بقرار فصل الزميلة الإعلامية مرام سالم من موقع "الدويتشه فيله"، عقب نشر صحفي ألماني تقريراً يتهمها مع زملاء آخرين بمعاداة السامية و"إسرائيل" بسبب منشورات عبر "الفيسبوك".
وأشار المنتدى في بيان صحفي أن فصل الإعلامية سالم جاء رغم تأكيدها على خلو منشوراتها من أي تعبير معاد للسامية أو حتى ذكر لــ"إسرائيل"، بحسب ما نقلته وكالة "صفا" الفلسطينية.
وأضاف أن الصحفية الفلسطينية تناولت في منشورها حرية التعبير في أوروبا، مضيفًا "نرى في ذلك تمادياً خطيراً في التنكر لحرية الرأي والتعبير خلافاً للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية المؤكدة على حرية الإنسان في التعبير عن أفكاره".
وأكد منتدى الإعلاميين استنكاره الشديد فصل الزميلة مرام سالم بدعوى "معاداة السامية" وانتقاد "إسرائيل"، مطالبا بالتفريق بين معاداة الاحتلال والصهيونية ومعاداة "السامية".
وشدد على تضامنه التام معها، مطالبًا مؤسسة "الدويتشه فيله" بضرورة العدول عن نهج استهداف الصحفيين الفلسطينيين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية.
وأجري تحقيق خارجي بشأن عدد من العاملين في الخدمة العربية بـ"دويتشه فيله" وعدد من العاملين المستقلين بالخارج خلال الأسابيع الماضية.
وجاء التحقيق في أعقاب تقرير في صحيفة زود ويتشه تسايتونج في نهاية نوفمبر. وتم وقف العاملين الذين يجري التحقيق معهم عن العمل أثناء إجرء التحقيق.
ووجد التحقيق سلوكا غير لائق في حالات فردية لكنه لم يجد أي دليل على معاداة منهجية للسامية في الخدمة العربية في "دويتشه فيله".
كانت الحكومة الألمانية قد أعلنت في شهر ديسمبر الماضي عقب نشر تقرير الصحيفة، أنها تتوقع استجلاء سريعا لاتهامات بمعاداة السامية ضد موظفين تابعين لإذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله".
وقال متحدث باسم مفوض الحكومة الاتحادية لشؤون الثقافة والإعلام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "يتعامل مفوض الحكومة الاتحادية لشؤون الثقافة والإعلام مع الاتهامات الحالية ضد عاملين بقسم تحرير دويتشه فيله باللغة العربية على محمل الجد تماما، ويتوقع استجلاء سريعا وشاملا. إذا تم تأكيد الاتهامات، فإنه لابد من اتخاذ اجراءات ضد العاملين على الفور في هذا القسم".
كانت الصحيفة قد نشرت مقالا تحت عنوان "محطة إذاعية تنظر بعيدا"، جاء فيه أن عدة موظفين لدى دويتشه فيله نشروا بيانات معادية للسامية ومعادية لإسرائيل خلال الأعوام الماضية على الإنترنت، وتم حذفها بعد ذلك.