ثالث عيد بدون احتفالات.. سودانيون: الظروف القاسية التي نعيشها يصعب معها الاحتفال - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 3:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثالث عيد بدون احتفالات.. سودانيون: الظروف القاسية التي نعيشها يصعب معها الاحتفال

وكالة أنباء العالم العربي
نشر في: الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 9:09 م | آخر تحديث: الثلاثاء 9 أبريل 2024 - 9:14 م

يهلّ عيد الفطر على السودان هذا العام خاليا من بهجة الأعياد المعهودة، وسط أجواء حزن تخيم على الكثيرين بسبب الحرب والفقد والنزوح وتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية.

فتكاد الحرب الدائرة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، تكمل عامها الأول، وقد ذهبت بفرحة السودانيين بثالث عيد على التوالي؛ فعيد الفطر الماضي جاء بعد أيام معدودات من تفجر الحرب في 15 أبريل 2023، تلاه عيد الأضحى في 28 يونيو مع استمرار النيران، ثم يحل عيد الفطر الجديد، غدا الأربعاء، بينما رحى الحرب لا تزال دائرة.

وتحدث سودانيون، لوكالة أنباء العالم العربي، عن فقدانهم الإحساس بالفرح وأجواء العيد التي اعتادوا عليها في الظروف الطبيعية، وعن شعور بالمرارة يصعب أن يمتزج بالبهجة.

وقال محمد علي، الذي يقيم مع عائلته في منطقة الثورة شمال مدينة أم درمان، إن العيد هذه المرة يجيء في ظروف قاسية يصعب معها الاحتفال.

وأضاف متحدثا لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): "كيف نحتفل ونفرح ومعظم الأهل والأصدقاء بعيدون، نصفهم نزح ونصفهم الآخر عالق في مناطق العمليات لا يستطيع الخروج ولا نقدر أن نصل إليه، وبالكاد نستطيع التواصل معهم بالهواتف هذا إن سمحت الشبكة".

وستقتصر مظاهر الاحتفال عند علي، مثله مثل كثيرين، على أداء صلاة العيد؛ فجيرانه الذين كان يقضي معهم أيام العيد نزحوا إلى ولايات آمنة نسبيا أو لجأوا إلى دول الجوار.

وتابع: "لا أشعر بأي إحساس يوحي بأجواء العيد التي اعتدنا عليها، حتى الأطفال هذه السنة لم يشتروا الألعاب والملابس الجديدة لأن أُسرا كثيرة لم تستطع فعل ذلك بسبب الحرب اللعينة".

واستطرد: "اختلاف هذا العيد عن السنوات الفائتة كبير جدا، قبل الحرب كانت هناك حياة وكان هناك أمن وأمان وحرية تنقل وكل الأهل والأصدقاء موجودون؛ أما الآن فلا أمن ولا حتى نجرؤ على السير لأماكن بعيدة، ولا نستطيع وصل كل الأهل".

* إما نازح أو لاجئ
كان سليمان فرج الله، الذي نزح من منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم إلى مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق جنوب يملك محلا لتصفيف الشعر يدر له دخلا كبيرا خلال موسم العيد؛ لكنه فقد المحل وضاع الدخل في صراع الجيش والدعم السريع.

ويقول لوكالة أنباء العالم العربي: "بعد صلاة العيد كنا نمر على جميع بيوت الحي ونتبادل المعايدات مع الجيران والأهل ونلتقط الصور التذكارية؛ كل هذه الأشياء نفتقدها في هذا العيد بعد أن تشتت الجميع بين نازح في الولايات الآمنة ولاجئ في دول الجوار".

ويحلم فرج الله، بالعودة إلى منطقته لزيارة قبر أبيه الذي توفي قبل أشهر بعد صراع مع المرض عانى خلاله من انعدام الأدوية وإغلاق المستشفيات، ويقول: "لم أودّع والدي عند وفاته؛ سيكتمل عيدي إذا استطعت زيارة قبره".

ولا تختلف هذه المشاعر كثيرا عن تلك التي تتملك محمد موسى الذي يسكن مدينة أم درمان، يقول إنه يشعر بالحزن والكآبة هذا العيد: "لأنه فارقنا أعز الأصحاب ونعيش ويلات الحرب العبثية".

فقد أجبر تصاعد وتيرة المعارك عائلة موسى على النزوح إلى قرية شمالي أم درمان، لكن نظرا لصعوبة الوضع الاقتصادي، اضطرت العائلة للعودة إلى دارها رغم استمرار القتال.

قال: "نحن الآن في منطقة تفصل بين الطرفين المتحاربين لا تتجاوز فيها المسافة بينهما كيلومترا واحدا، والاشتباكات تحدث في أي لحظة، نحن مجبرون على البقاء هنا رغم الرصاص والدانات وقطع الكهرباء والماء".

وعن مظاهر الاحتفال بالعيد قال: "نظرا لسخونة منطقتنا التي تشهد عمليات عسكرية نشطة واشتباكات مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لن نستطيع وصال الأهل البعيدين".

وبنبرة حزن أضاف: "فقدنا أعز الناس علينا. صبرنا سنة كاملة تحت الرصاص وفقدنا الكثيرين".

لكن رغم جراح الفقد وتردي الأوضاع في شتى مناحي الحياة بالعاصمة الخرطوم ومناطق الصراع الأخرى، وامتداد تأثير الحرب إلى المدن الآمنة نسبيا، أصر البعض على التشبث بتلابيب بهجة، حتى وإن اقتصرت على بعض الزيارات بين الأهل وإعداد الكعك وحلوى العيد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك