• الشرطة تعثر على ذخائر فى منزل منفذ هجوم دالاس.. ووزير الأمن الداخلى: تحرك بمفرده
خرج الآلاف من المتظاهرين، أمس الأول بالتوقيت المحلى، فى عدة ولايات أمريكية مطالبين بإنهاء عنف الشرطة ضد المواطنين السود، وذلك بعد هجوم دامٍ قُتل فيه خمسة شرطيين وأصيب سبعة آخرون على يد مسلّح قالت السلطات إنه استهدف الشرطيين ردا على مقتل رجلين أسودين برصاص الشرطة خلال الأيام الماضية.
وأدان آلاف المتظاهرين الأمريكيين، الذين خرجوا إلى الشوارع لليوم الثانى على التوالى، قتل الشرطة لرجلين أسودين قبل أيام فى كل من لويزيانا ومينيسوتا، وأغلق المحتجون الطرق فى نيويورك وأتالانتا وفيلادلفيا. كما شهدت كل من سان فرانسيسكو وفونكس حشودا كبيرة من المحتجين. وهتف المحتجون فى لويزيانا: «لا عدل، لا سلام، لا شرطة عنصرية»، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وجاءت احتجاجات أمس الأول، بعد مقتل خمسة شرطيين كانوا يؤمنون احتجاجات على قتل السود فى مدينة دالاس بولاية تكساس، جنوبى البلاد، على يد شاب أسود قبل أن يُقتل فى النهاية باستخدام إنسان آلى يحمل قنبلة.
وقال وزير الأمن الداخلى، جيه جونسون، أمس، إن ميكا جونسون، وهو جندى سابق عمره 25 عاما خدم خصوصا فى أفغانستان تحرك بمفرده، مستبعدا، كما البيت الأبيض، أى ارتباط مع «منظمة إرهابية» فى المرحلة الراهنة من التحقيق، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وعثرت الشرطة فى منزل مطلق النار على ترسانة حقيقية تحتوى على مواد يمكن استخدامها لصنع قنابل وبنادق وذخائر، ومفكرة شخصية تتضمن تكتيكات حربية. وكان جونسون قد هدد مفاوضيه من الشرطة بأنه زرع متفجرات فى أماكن متفرقة من المدينة، موضحا أنه يريد «قتل أمريكيين من البيض، وخصوصا شرطيين من البيض»، قبل أن يُقتل بعد مواجهة طويلة مع الشرطة.
وإلى جانب مقتل الشرطيين الخمسة، أوقع إطلاق النار تسعة جرحى بينهم سبعة من عناصر قوات حفظ الأمن، وهى أسوأ حصيلة تسجل فى صفوف الشرطة الأمريكية منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وعُثر على صفحة باسم ميكا جونسون على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تم إغلاقها فى ما بعد، على رسائل توحى بدعمه لمنظمات للدفاع عن السود وتدعو إلى الكراهية، بحسب ما أفاد مركز «ساوذرن بوفرتى لوو سنتر» الذى يتابع هذه الحركات فى الولايات المتحدة.
إلى ذلك، أبرزت وسائل الإعلام الأمريكية حالة الانقسام الشديدة التى يشهدها المجتمع الأمريكى بين الشرطة والمواطنين السود فى الآونة الأخيرة، ودعا كُتّاب الرأى إلى إنهاء حالة الانقسام والتوحد مجددا من أجل البلاد، فيما عبر البعض عن خوفه من كون الأمور قد تخطت مرحلة الإصلاح، بينما ظهر البيع الحر للسلاح كمتهم مرة أخرى فى انتشار أعمال العنف.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكى، باراك أوباما إلى مبادرة للحد من البيع الحر للأسلحة الحربية، وقال «حين تكون أسلحة قوية بحوزة الناس، فهذا يجعل للأسف هذا النوع من الاعتداءات أكثر دموية ومأساوية. وسيتحتم علينا خلال الأيام المقبلة أخذ هذا الواقع بالاعتبار».
كما أعلن أوباما اعتزامه بحث «إجراءات سياسية تعالج الفوارق العنصرية التى لا تزال كامنة فى نظامنا الجنائى». وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيختص جولته الأوروبية ويعود إلى واشنطن مساء الأحد، أى «قبل يوم مما كان مقررا»، وسيتوجه إلى دالاس بدعوة من رئيس بلدية المدينة مايك رولينجز.
بدوره، دعا رولينجز، خلال تجمع ضم آلاف الأشخاص أمس الأول، إلى تضميد جراح العنصرية، قائلا: «هل يمكن لمجتمعنا أن يفهم بصدق وعمق المعاناة التى تسبب بها التمييز العنصرى والاستعباد، خطيئة أميركا الكبرى، عبر التاريخ؟».
من جانب آخر، نفت حركة «حياة السود مهمة» التى تصدرت الاحتجاجات، أن تكون أججت الاضطرابات. وقالت إن «حركة حياة السود مهمة تكافح من أجل الكرامة والعدالة والحرية وليس من أجل القتل».
