«ابحثوا حيث ينظر الملَك».. محاولة لحل لغز مقتل ابنة أحد المقربين لبابا الفاتيكان قبل 36 عاما - بوابة الشروق
السبت 7 يونيو 2025 8:56 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

«ابحثوا حيث ينظر الملَك».. محاولة لحل لغز مقتل ابنة أحد المقربين لبابا الفاتيكان قبل 36 عاما

د ب أ
نشر في: الأربعاء 10 يوليه 2019 - 12:41 م | آخر تحديث: الأربعاء 10 يوليه 2019 - 12:41 م

 

مقابر الحجاج الألمان، الواقعة خلف الأسوار السميكة للفاتيكان، هي مكان للراحة والسكينة، هناك تنمو أشجار سرو، وتتهادى أشجار النخيل أمام الرياح، وتزقزق الطيور، فيما عدا ذلك يسود هدوء.

لا تكاد تسمع شيئا من صخب السائحين في ساحة بطرس القريبة، يستطيع أي شخص ألماني، أن يطلب من قوات الحرس السويسري، المكلفة بحماية المقبرة، عند البوابة، السماح بدخول المقابر.

عادة ما يُسمح بذلك، ولكن ليس الآن، حيث ستصبح مقبرة كامبو سانتو تويتونيكو، غدا الخميس، مسرحا لحدث من شأنه أن يحل أحد أكثر حالات الاختفاء غموضا في تاريخ الفاتيكان.

سيتم فتح قبرين، يعتقد أن بهما رفات الفتاة إيمانويلا أورلاندي، نجلة خادم البلاط البابوي، التي اختفت قبل 36 عاما، ولا يعرف أحد حتى الآن، سبب اختفائها.

وحيث إنه لم يتم الكشف عن خبايا هذه الواقعة حتى الآن، فإن هناك منذ ذلك الحين تكهنات متضاربة بشأن الواقعة.

يقول أليساندرو جيسوتي، المتحدث باسم البابا، إن الحالة "طويلة ومؤلمة ومعقدة".

كان يوم 22 يونيو 1983، عندما لم تعد الفتاة إيمانويلا، البالغة 15 عاما -نجلة أحد خدام البابا الأسبق، يوحنا بولس الثاني- للمنزل، وذلك بعد حضور درس في الموسيقى.

كانت محاولات كشف الجريمة عديدة، ومبهمة أيضا.

اعتقد المحققون، لفترة، أن إيمانويلا وقعت ضحية لمجرمين أرادوا ابتزاز براءة علي أغا، الذي حاول اغتيال البابا.

ثم رجحوا أن دبلوماسيا في الفاتيكان اختطفها واستغلها في حفلات جنس.

أصبح عالم الجريمة في روما، هو الآخر، طرفا في التحقيقات، حيث فتح المحققون -في سبيل البحث عن آثار للجريمة- قبر إنريكو دي بيديس، الزعيم في المافيا الإيطالية، بكاتدرائية سانت أبوليناري في روما، ولكن ذلك كله لم يفض لنتيجة.

ثم عُثر في خريف العام الماضي على عظام، بالقرب من سفارة للفاتيكان في روما، وتم فحصها، بلا نتيجة أيضا، حيث تبين أن العظام ليست للفتاة إيمانويلا، بل تعود لأحد العصور القديمة.

نشر صحفي إيطالي، قبل عامين، وثيقة يعتقد أنها مزيفة، كان يريد من خلالها إثبات أن الفاتيكان هو الذي أراد للفتاة إيمانويلا أن تختفي.

أخبار كاذبة، رحلات خاطئة، وآمال مخيبة، لا حصر لها، عانت منها الأسرة، وينتظر لفتح القبر الواقع في مقبرة سانتو تويتونيكو، أن يلقي الضوء على كل هذا الغموض.

واعتبر بيترو أورلاندي، شقيق إيمانويلا، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ"، هذه التطورات "فصلا جديدا".

أورلاندي هو الذي يناضل بلا كلل منذ سنوات، من أجل الكشف عن الحقيقة، قال: "لم يكن هناك تعاون من الفاتيكان، على مدى 36 عاما"، مضيفا: "يقر الفاتيكان ولأول مرة، من خلال موافقته على فتح القبر، بالمسؤولية الداخلية عن مقتل إيمانويلا، أو بوجود متواطئين داخل دولة الكنيسة".

وذكر شقيق القتيلة، أنه كانت هناك الكثير من الخيوط التي تؤدي إلى مقبرة الحجاج، والتي تقع خلف أسوار الفاتيكان، ولكنها لا تزال أرضا تقع تحت سيادة الدولة الإيطالية.

هنا يرقد رفات جثامين رجال دين و أمراء من المنطقة الناطقة بالألمانية والمنطقة الفلمنكية، تتوجه الأنظار بشكل خاص إلى قبر عنده تمثال من المرمر لملَك، حيث جثمان الأميرة صوفيا، وهي قريبة للكاردينال جوستاف أدولف فون هوهين لوهي.

تزعم عائلة أورلاندي أنها تلقت إشارة تقول: "ابحثوا حيث ينظر الملَك". يرى بيترو أورلاندي أن موافقة الفاتيكان، إضافة إلى ذلك، على فتح القبر الملاصق، تعني أن التحقيقات دقيقة هذه المرة.

كما يرى أن البابا فرنسيس هو الذي يسعى هذه المرة للكشف عن أسرار الجريمة، "حيث التقيته بعيد توليه منصبه، وقال إن إيمانويلا في الجنة".

إذا آن الأوان للخطوة التالية، بالنسبة للمأساة العائلية، حيث كانت آخر مرة تفتح فيها هذه المقابر عام 2010، وذلك لإجراء ترميمات على يد نحاتين، حسبما أوضح هانز بيتر فيشر، رئيس المقبرة، في حديث لموقع فاتيكان نيوز، الإخباري الخاص بالفاتيكان، مشيرا إلى أن المسؤولين عن المقبرة وافقوا قبل بعض الوقت على فتح المقابر.

ولم نستطع الوصول فيما بعد لرئيس المقبرة، لنسأله عن سبب فتح هذه المقابر بالذات، وما إذا كانت هناك علاقة لذلك بالمدفونين.

سيتواجد أقرباء لإيمانويلا، ولأصحاب الجثامين المدفونة، عند فتح المقابر، إضافة بالطبع إلى خبراء في الجريمة ومحققين. وسيضطر الصحفيون للبقاء في الخارج. سيتم فحص العظام التي يعثر عليها، لتحديد عمر أصحابها، وستكون هناك مقارنة للحمض النووي. هناك لافتة على القبر الذي وضع عنده تمثال يراد له أن يكون لملَك، مكتوب عليها "السكينة في السلام"، لن تعود السكينة بسرعة، على الأقل هذا الأسبوع.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك