قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم، إنها تراقب عن كثب الهدنة الهشة في العاصمة الليبية طرابلس، مجددة دعوتها العاجلة لجميع التشكيلات المسلحة بالعودة إلى ثكناتها دون أي تأخير.
وأكدت البعثة الأممية، في بيان لها، على أهمية الامتثال الكامل لوقف إطلاق النار، داعية جميع الأطراف على الامتناع عن أي أعمال أو تصريحات من شأنها تصعيد التوترات.
مظاهرات في طرابلس على خلفية التوترات
وأعربت البعثة عن قلقها العميق إزاء التقارير الواردة عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين الذين خرجوا في طرابلس الليلة الماضية، مضيفة: يثير هذا الرد مخاوف حقيقية تتعلق بحقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بالحق في حرية التعبير والتجمع السلمي. بل ويسلط الضوء على بيئة قمعية متزايدة يتم فيها مواجهة المعارضة السلمية بالعنف.
ودعت البعثة جميع السلطات إلى صون حقوق الليبيين في التعبير عن آرائهم والتجمع سلمياً. وتابعت: لا ينبغي أن يواجه أي فرد، العنف أو الانتقام لممارسته هذه الحريات الأساسية.
وأكدت البعثة الأممية، أن استقرار طرابلس أمر بالغ الأهمية، وتعتبر أي انتكاسة في الوضع الأمني لا تهدد فقط بإعاقة توفير الخدمات العامة الحيوية، وتعريض التعافي الاقتصادي لليبيا والبنية التحتية المدنية للخطر، بل تمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار على نطاق أوسع في جميع أنحاء المنطقة الغربية.
وذكّرت البعثة جميع الأطراف بالتزاماتها الملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وتابعت: إن مهاجمة وإلحاق الضرر بالبنى التحتية المدنية، وإلحاق الأذى الجسدي بالمدنيين، وتعريض حياة وسلامة السكان للخطر قد يرقى إلى مستوى الجرائم، ويعرض المسئولين للمحاسبة.
وتشارك بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بنشاط مع الوسطاء وهي بصدد إطلاق آلية مخصصة لدعم وإدامة الهدنة الحالية.
وناشدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، جميع الليبيين، تضافر جهودهم لتجاوز الانقسامات الداخلية، وإعطاء الأولوية للوحدة الوطنية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي للبلاد.
دعم الشعب الليبي لتحقيق سلام دائم
وأكدت البعثة أنها ملتزمة كليا بدعم الشعب الليبي في سعيه لتحقيق سلام دائم واستقرار وحكم ديمقراطي.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الليبية المنتهية ولايتها أمس الأربعاء عن بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في جميع محاور التوتر داخل العاصمة طرابلس، مشيرة إلى مباشرة القوات النظامية بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التهدئة، بما في ذلك نشر وحدات محايدة في عدد من نقاط التماس.
مقتل الككلي وتوتر الوضع في العاصمة
وجاء سريان الهدنة في العاصمة طرابلس بعد اضطرابات أمنية خلال الأيام الماضية، بدأت بمقتل قائد ما كان يسمى جهاز دعم الاستقرار عبدالغني الككلي، المعروف باسم غنيوة، يوم الاثنين الماضي، وذلك في عملية تصفية وُصِفت بالأمنية المعقدة داخل معسكر التكبالي، مقر اللواء 444 قتال، لتندلع مواجهات بين اللواء 444 وجهاز دعم الاستقرار.