فى ندوة تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى.. شريف عرفة: السينما ليست صراع إيرادات.. والبقاء دوما للفيلم الجيد - بوابة الشروق
الأربعاء 15 مايو 2024 10:03 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى ندوة تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى.. شريف عرفة: السينما ليست صراع إيرادات.. والبقاء دوما للفيلم الجيد

كتبت ــ منة عصام:
نشر في: السبت 23 نوفمبر 2019 - 10:50 م | آخر تحديث: السبت 23 نوفمبر 2019 - 10:50 م

* لا أرى تقليلا من قيمة الصحفى فى «الممر».. وأول تكريم للفيلم جاء من مؤسسة صحفية
* أحمد زكى صور مشهد تحية الجمهور فى «حليم» وتوفى بعده بأسبوع
* علاقتى بيسرا بدأت من تيست كاميرا على كاميرة والدى.. ليلى علوى دعمت إنتاج فيلمى «سمع هس» و«يا مهلبية» بنصف أجرها
* رسالة من عراقى غيرت حياتى بعدما وصفت «الدرجة الثالثة» بـ«الفاشل»

وجه المخرج السينمائى شريف عرفة رجاءً إلى أهل الصحافة والإعلام بألا يحولوا السينما إلى صراع على إيرادات، وفى ندوة تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى التى اقيمت أمس بمسرح الاوبرا المكشوف قال عرفة: «الإيرادات مهمة بالطبع لصناعة السينما ولكنها ليست المحك الرئيسى لعمل الأفلام وليست هى دافعنا الأول فى صناعة السينما، فالأفلام هى التى ستعيش وليس الإيرادات، فلا أحد يتذكر الآن كم حصد فيلم سمع هس أو طيور الظلام من إيرادات».
وردا على تحفظات البعض على بإظهار شخصية المراسل الصحفى بشكل سلبى فى فيلم «الممر»، قال: «لا يمكن أبدا أن نطلق أحكاما مطلقة على فئة بعينها من خلال شخص واحد، وما المانع أن أظهر إنسانا كان يفعل أمرا خطأ ثم أراد أن يغيره للأحسن، فنحن لم نهن فئة أو شخصا من خلال شخصية الصحفى، وأتذكر أن أول تكريم حصده «الممر» كان من مؤسسة الأهرام الصحفية، فالأحكام المطلقة مجحفة وإلا لوجب أن يتم عمل محاكمات لصناع الممر مثلما حدث معى أنا ووحيد حامد وعادل إمام بعدما تعرضنا لموجة عنيفة من الهجوم واتهامنا بإظهار المحامى بشكل سلبى عقب فيلم «طيور الظلام».
وأضاف: «لماذا تم النظر للجانب السلبى ولم يتم الالتفاف للأمر الإيجابى أن هذا الصحفى فى النهاية أنقذ جندى الصاعقة من الموت»، وهنا تدخل الناقد طارق الشناوى وقال: «الصحفيون ليس على راسهم ريشة، ونحن معشر الصحفيين ومعنا النقابة دائما ما ندافع عن الحريات ولابد أن نسمح بها، ولا نعيد الكرة مرة أخرى مثلما حدثت من قبل مع فيلم عمارة يعقوبيان بعدما هاج الصحفيون بسبب شخصية رئيس التحرير الشاذ».
وانتقل شريف عرفة للحديث عن أزمات متعلقة بصناعة السينما المصرية، حيث بدأها بالتنويه لمشكلة التمثيل والإنتاج، وقال: «نحن كصناع للفن فى مصر لدينا مشكلة دائما فى اختيار الممثلين لأن التنوع ليس كبيرا، فمثلا لو فكرت فى إعادة تقديم فيلم قديم كعائلة زيزى أو دعاء الكروان، فمن سيستطيع حاليا من الممثلين الموجودين إعادة تقديم شخصية التى جسدتها فاتن حمامة أو التى قدمها أحمد مظهر، فالتنوع ليس كبيرا بحق، فضلا عن أن إعادة تقديم فيلم قديم صعب بالنسبة لنا لأن الجمهور نفسه ليس مستعدا أو متقبلا لفكرة إعادة تقديم الأعمال القديمة ويصنع مقارنة مباشرة».
وعن دور الدولة فى دعم السينما، أكد عرفة أن الدولة يكفى عليها أعبائها «لا أطلب من الدولة أن تدعمنا لأن المنتجين والموزعين يقومون بهذا الدور على أكمل وجه، ويغامرون كثيرا، ولكن أطلب من الدولة أن تسمح لنا بتسهيلات أكبر، فمثلا لو فكرت فى تصوير مشهد ما داخل البحر فإنى سأحتاج لـ 8 تصاريح، ولو صورت على الشاطئ سأحتاج لـ 6 تصاريح، وهذا أمر معقد ويستغرق وقتا طويلا، أما الدعم فلا أطلبه من الدولة»، واستطرد «مع الأسف السينما المصرية لا تسير وفق مخطط ولكن الأمور فيها تسير بالبركة، ففى الخارج عندما يتقدم أحد بفكرة إنتاج فيلم ما فإن الموزع يخبره بخطة مسبقة عن شكل الإيرادات المتوقعة وغيرها من الأمور المالية وبالتالى فإنه يستطيع عمل خطة واضحة لميزانية الفيلم، أما هنا فالمنتج يجازف ويغامر بميزانية الله وحده يعلم هل ستعود إليه أم لا».
وانتقل للحديث عن أزمة عمل فيلم استعراضى أو غنائى على غرار «سمع هس» وغيره، وقال: «صناعة هذه النوعية مكلفة للغاية وصعبة فى الوقت الراهن، وأذكر أنه وقت عملى بفيلم الكنز كنت محتاجا لـ 10 راقصات لتصوير مشهد معين، ولكن بسبب صعوبات الإنتاج اضطررت لتخفيضهن إلى 4 فقط وكان مستواهن ليس جيدا، أتذكر ايضا مدى دعم ليلى علوى لى هى ممدوح عبدالعليم لفيلم «سمع هس»، ومن جانبى عملت بهذا الفيلم بدون أجر، وكذلك ممدوح عبدالعليم، أما مودى الإمام وليلى علوى فعملا بنصف أجر تقريبا».
وبسؤاله عن حلول للسينما المصرية لمواجهة أزماتها، قال عرفة «السينما المصرية على مدار تاريخها تمرض ولكن تنهض مجددا، وأتذكر أنه فى منتصف الستينيات كان هناك تأميم للسينما وتراجع حجم الإنتاج بشكل رهيب، ولكن ظهر عقب ذلك جيل واعٍ أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وخيرى بشارة نقلوا السينما المصرية لمنطقة مختلفة ونجحوا بقوة، ثم جاء جيلى كتالٍ لهم».
وعن صناعة النجم وكيف يستطيع نجم أن ينهض ويحقق نجاحا مثلما حدث مع محمد سعد عقب دور اللمبى الناجح فى فيلم الناظر من إخراجه، أكد شريف عرفة أن الإصرار والإرادة نصف المشوار ويأتى قبلهم الموهبة، قائلا: «صادفت فى حياتى كثير من الفنانين الموهوبين بحق ولكن نقصهم الإصرار فتراجعوا أو لم يكملوا أصلا، فالفنان ستواجه بالتأكيد عثرات كثيرة ولكن عليه أن يعى كيف يقف مجددا ويحقق نجاحات، وهنا أتذكر أنه بعد عملى فيلم الدرجة الثالثة كتبت مقالا أنه فاشل، لأفاجأ بعدها بخطاب مرسل من معجب عراقى يعترض على وصفى الفيلم بالفاشل، وأوضح لى أن الأمر دوما نسبيا، فرغم أن الفيلم لم يحقق نجاحا جماهيريا إلا أنهم يحبونه فى بلده للغاية».
وتحدث عرفة عن كثير من المواقف التى مر بها فى حياته، لا سيما اللقاء الذى جمعه بالمخرج صلاح أبوسيف، والذى قال له فى إحدى المرات «لا يوجد ما يسمى بالواقعية فى السينما، لأنه طالما المخرج اختار زاوية بعينها وشخصيات بعينها فإن هذا يعتبر بعدا ضمنيا عن الواقعية».
وكذلك تحدث عن النجمة ليلى علوى والتى قال إنها من أوائل الداعمين له منذ لقائهما فى فيلم «يا مهلبية» وساهمت فى دعم الانتاج بنصف أجرها، وكذلك ذكر يسرا التى أهدته الجائزة فى حفل الافتتاح، وأثنى على هذا الاختيار بقوله «علاقتى مع يسرا بدأت عندما شاهدت لها أول اختبار كاميرا على يد والدى».
وأثار عرفة تعاطف الحاضرين فى الندوة عندما حكى عن آخر موقف فى حياة أحمد زكى، والذى أخرج له آخر أفلامه «حليم»، وقال: «وقت عمل هذا الفيلم كان أحمد زكى مريضا جدا، ولكن كانت تتحسن صحته بمجرد أن تدور الكاميرا حتى أن طبيبه نصحنى بذلك، وأتذكر أنه لم يتأخر عن أداء أى مشهد حتى فى أحلك الظروف، وهنا أتذكر أنه فى يوم كنا نصور وكان الطقس سيئا وطلبت منه عدم الحضور ولكنه أصر على المجىء، وعقب انتهائه من تصوير المشهد ومسح الماكياج، أصر على أن تدور الكاميرات مجددا ورغب فى إلقاء تحية الوداع للكاميرا، ثم توفى بعد هذا اليوم بأسبوع واحد».
فيما أثنى عدد من الحضور على المخرج شريف عرفة، وأبرزهم شريف منير الذى قال عنه: «مخرج لا يعرف المجاملات أو الخواطر، ولا يعمل مع أحد إلا إذا كان فى موقعه المناسب، وأتذكر مدى استمتاعى بالعمل معه أثناء فيلم ولاد العم لدرجة أننى تمنيت عدم انتهاء التصوير».
أما ليلى علوى فأثنت على تكريم مهرجان القاهرة له رغم أن هذا التكريم تأخر كثيرا ــ على حد وصفها، وقال أخاه المخرج عمرو عرفة «مهنتنا أهم هاجس فى حياتنا، وهو ملتزم جدا بعمله، وعندما توكل له عملا فإنه يؤديه بمنتهى الضمير والحرفية».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك