محللان أمريكيان: واشنطن قصفت مواقع إيران النووية قبل فوات الوقت - بوابة الشروق
الجمعة 27 يونيو 2025 9:37 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

محللان أمريكيان: واشنطن قصفت مواقع إيران النووية قبل فوات الوقت

واشنطن (د ب أ)
نشر في: الخميس 26 يونيو 2025 - 10:26 ص | آخر تحديث: الخميس 26 يونيو 2025 - 10:26 ص

فوجئ العالم يوم الأحد الماضي بتوجيه الولايات المتحدة ضربة قوية إلى البرنامج النووي الإيراني في عملية جوية خاطفة باسم "عملية مطرقة منتصف الليل"، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية كانت قد أكدت انها لن تقدم على استخدام القوة ضد إيران قبل أسبوعين تقريبا لكي تسمح للجهود الدبلوماسية بفرصة الوصول إلى حل سلمي لأزمة البرنامج النووي الإيراني.

لذلك تساءل الكثيرون عن السبب الذي دفع الرئيس ترامب إلى توجيه هذه الضربة المفاجأة.

وفي تحليل نشره موقع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي قال كاري بينجن مدير مشروع الأمن الفضائي والزميل الكبير لبرنامج الأمن في المركز وكلايتون سواب نائب مدير مشروع الأمن الفضائي والزميل الكبير في إدارة الدفاع والأمن بالمركز، إنه ربما لم يكن هناك وقت أفضل من ذلك الوقت الذي نفذت فيه الطائرات الأمريكية هجومها.

وبحسب بينجن وسواب، كانت إيران أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، في الوقت الذي تعثرت فيه المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، وقالت إنها غير مهتمة بالدبلوماسية. ثم إن إيران أصبحت ضعيفة بشكل مفاجئ، ودفاعاتها الجوية في حالة من الفوضى، بعد القصف الإسرائيلي لها على مدى أكثر من 10 أيام قبل الهجوم الأمريكي.

وعلى مدى سنوات، أقامت إيران منشآت نووية سرية في مجمعات أعمق وأكثر اتساعا تحت الأرض. وفي مايو الماضي ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم شبه الصالح للاستخدام في صناعة الأسلحة زاد بنسبة 50% منذ تقريرها الأخير قبل ثلاثة أشهر، مشيرةً إلى التراكم السريع لليورانيوم عالي التخصيب الذي "يثير قلقًا بالغًا"، ويضع إيران على بُعد مسافة قصيرة من امتلاك السلاح النووي.

وفي شهادته أمام الكونجرس في وقت سابق من الشهر الحالي قال قائد القيادة المركزية الأمريكية إن إيران تمتلك يورانيوم مخصب يكفي لصنع 10 أسلحة نووية، ويمكنها إنتاج كمية كافية لصنع قنبلة واحدة في غضون أسبوع. وعلى الرغم من وجود فتوى دينية رسمية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعدم إنتاج قنبلة نووية، فإن الضغوط كانت تتزايد عليه على الأرجح للتراجع عن الفتوى والسماح بامتلاك بلاده لقنبلة نووية بعد بدء الضربات الإسرائيلية في 12 يونيو.

وتعثرت الجهود الدبلوماسية لإقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم بمستويات تتجاوز المستويات اللازمة للاستخدامات المدنية لأكثر من عام. في الوقت نفسه عزز رفض إيران مقترح أمريكي لحل الأزمة، حالة الجمود الدبلوماسي المخاوف داخل الحكومة الأمريكية من أن الوقت يعمل لصالح إيران - وأن نافذة الفرصة لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية كانت تغلق بسرعة.

وفي مارس الماضي أعلن ترامب منح إيران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي عبر المفاوضات، وهو ما لم يحدث، لتبدأ إسرائيل حربها ضد إيران في اليوم الحادي والستين.

وأثناء القصف المتبادل مع إسرائيل، فشلت مجددا المحادثات التي أجرتها إيران مع كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن البرنامج النووي، وبدا الأمر وكأن إيران تقترب بشدة من لحظة الحصول على قنبلتها النووية الأولى وهو ما يعني غلق أبواب الحلول الدبلوماسية على حد قول كل من بينجن وسواب.

في الوقت نفسه بدا أن الخيار العسكري لضرب قدرة إيران على تطوير القنبلة النووية واعدا بشكل مفاجئ. فالقصف الإسرائيلي على مدى نحو 10 أيام حطم جزءا كبيرا من قدرات الدفاع الجوي الإيرانية، وأتاح فرصة نادرة أمام عملية مطرقة منتصف الليل والتي كانت عملية عسكرية معقدة وعالية المخاطر تحتاج إلى ذخائر دقيقة وإدارة معقدة للمعركة وتفوق جوي كاسح.

ورغم أن المساهمة الإسرائيلية كانت حيوية، فإن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك القنابل القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالغة التحصين المدفونة تحت الجبال التي تتمتع بأنظمة دفاع جوي متقدمة. ولو فرطت واشنطن في هذه الفرصة النادرة، لتمكنت إيران من إعادة بناء دفاعها الجوي وأصبحت المهمة الأمريكية أشد صعوبة.

يشير استهداف الولايات المتحدة لمنشأتي التخصيب في فوردو ونطنز، ومنشأة التخصيب التي كانت ستُفتتح قريبًا في أصفهان، إلى أن الهدف كان إضعاف قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بسرعة إلى المستوى اللازم لصنع سلاح نووي.

ورغم أن العالم ينتظر مزيدًا من المعلومات حول الأضرار الدقيقة التي لحقت بهذه المواقع الثلاثة، فمن المرجح أن برامج التخصيب الإيرانية قد تعطلت بشدة. فحتى لو تمكنت إيران من نقل كميات من اليورانيوم قبل القصف، فسيستغرق الأمر وقتًا حتى تتمكن من إعادة بناء قدرتها على مواصلة التخصيب.

كما أن المؤشرات على قدرة إيران على الاعتماد على حليفتيها الصين وروسيا، لمساعدتها في إعادة بناء دفاعاتها وقدراتها العسكرية، ضعيفة، وربما يكون هناك سبب أقل للاعتقاد بأنهما سيساعدان إيران في إعادة بناء قدراتها على تخصيب اليورانيوم.

ومنذ بدء الضربات الإسرائيلية في 12 يونيو، وعلى الرغم من العلاقات المهمة مع إيران، لم تقدم الصين ولا روسيا أكثر من بيانات علنية لدعم النظام. فعلى الرغم من توقيع روسيا اتفاقية شراكة لمدة 20 عامًا مع إيران وحصلت منها على طائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه وصواريخ باليستية لاستخدامها ضد أوكرانيا، لم تسارع موسكو إلى تقديم دعم حقيقي لطهران، وهو نفس السيناريو الذي حدث مع الصين التي تعتبر شريكا تجاريا مهما لإيران.

وهذا الموقف الصيني والروسي سيكون بمثابة ناقوس خطر للدول الأخرى التي تتطلع إلى الصين وروسيا كشركاء محتملين، ويشير إلى أنهما حليفين لا يعتمد عليهما.

ورغم ذلك فإن الكثير من التداعيات الأوسع والأطول مدى لعملية "مطرقة منتصف الليل" مازالت غير واضحة، بما في ذلك مدى تأثير الضربات على البرنامج النووي الإيراني أو تدميره.

لكن على المدى القصير، منحت الضربات العالم مزيدًا من الوقت لإيجاد حل تفاوضي يُقنع إيران بالتخلي عن طموحاتها في تطوير سلاح نووي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك