الجمعة الحزينة جدا... - خولة مطر - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 2:00 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجمعة الحزينة جدا...

نشر فى : السبت 2 يوليه 2016 - 9:05 م | آخر تحديث : السبت 2 يوليه 2016 - 9:05 م
كالوشم فى الذاكرة بقى ذاك اليوم وحشود من البحرينيين والبحرينيات يزحفن إلى شوارع العاصمة المنامة.. تكتظ الطرق بالزحف البشرى هذا.. يتساءل البعض وقد سدت الشوارع وتعطل سير العربات.. تقفز الأسئلة الكثيرة ما المناسبة لمثل هذه المسيرة إلا أنه وحينها قبل سنين طويلة عندما كانت فلسطين بوصلتنا وهى أول العرب وآخرهم ومنها تبدأ الحياة أو تنتهى، حينها كان ليوم القدس وقع خاص.. تلك الجمعة الأخيرة حيث لا يمكن أن تبتعد عاصمة عربية أو حتى عواصم أخرى دون أن تكون هناك احتفالية بيوم القدس للتذكير ربما أو ربما لأنها كانت تسكن أعماقنا..

***

مرت ذكرى يوم القدس بشىء من اللامبالاة أو الانشغال أو الانغماس فى الحاضر الذى غمرته صور الانتحاريين الموزعين على قارعة الطرق وعند الزوايا وأماكن تجمع البشر.. أو ربما لأن الإعلام كل إعلامنا قد أصبح فى يد هذا أو ذاك الذى قال إن إسرائيل لم تعد هى الخطر، وإنما الخطر هو من الأقرب والجار وخلقوا شياطين كثيرة وزعوها هنا وهناك، وقاموا بخلق جبهة جديدة هى بعيدة جدا عن القدس الذى ربما لذلك راح البعض يتساءل لماذا قام البعض بالتركيز على القدس فى تلك الجمعة الحزينة التى أعلنت ربما الموت الأخير لما تبقى من بوصلة القدس وفلسطين.. تلك المدينة العتيقة التى غنت لها فيروز وغيرها.. لفلسطين التى تبقى محفورة فى ذاكرتنا لأنها خيبتنا الكبيرة وجرحنا النازف دوما منذ أكثر من 60 عاما.. نزيف لم يتوقف يوما وطريق طالما عبره الفلسطينيون بالعرق والدم لا عجب إذن أن تستمر إسرائيل فى حروبها المتنوعة لمحو فلسطين من على خرائطنا وليس آخر محاولاتها سوى شطب المواقع التى تؤيد فلسطين سلميا من على صفحات الفيسبوك وغدا على كل وسائل التواصل الاجتماعى فيما تستمر دابق وأخواتها فى نشر الذعر المعنوان باسم الإسلام!!!!

مر يوم القدس أكثر حزنا من مدينة المدن، تلك التى تجر فيها النساء والأطفال كل يوم فقط لأنهم صمدوا فى مدينتهم، فقط لأنهم يرفضون صهينة المدينة وإفراغها من سكانها ليحلوا مكانهم مستوطنين لا يشيطنهم أحد ولا تمسهم لفظة جماعات إرهابية رغم أن جميع ممارساتهم لا تبعد أبدا عن الوصف الدقيق والتعريف الأوضح للإرهاب باسم الدين أيضا ولكنهم صدقوا أن الله اختارهم من بين كل البشر ومنحهم حق القتل والسحل والضرب وبناء الجدران وعزل العائلات بعضها عن بعض وسجن الأطفال، كله باسم الدين أيضا!!!

استفاقت هذه الجمعة الأخيرة من رمضان على حزن إغراق العرب فى قضايا وصراعات تمتد لآلاف السنين وانعزالهم عن الواقع وبعدهم عن تلك القضية الأساس.. جمعة غير مباركة تلك التى لا تعرف ولا تذكر اسم القدس عاصمة لفلسطين كل فلسطين.. كل شبر وزقاق وجدار وحجر من فلسطين هو مغتصب ومحتل ولا وصف آخر له سوى هذا الوصف رغم أنهم عملوا جهدهم أن يبقى رمضان هو شهر التناقضات كلها إما الدم الموزع بالتساوى على مدن وقرى منكوبة أو مسلسلات رمضانية ممجوجة مليئة بالمغريات من نساء مثيرات وقصور فارهة وبشر قد لا يشبهون الكثيرون من الماشين فى الطرقات العربية جدا..

***

جمعة أخرى انتصر فيها الإعلام المملوك لرأس المال بأن يحول كل هذه المنطقة إلى مكان آخر، موقع آخر وصراعات متنوعة لا تشملها إسرائيل أبدا.. ويبدأ التمهيد التدريجى لقبول انضمام تل أبيب إلى قوائم المدن التى يصطاف فيها بعض العرب هناك بدلا عن عواصم عربية عدة..

كانت ليلة القدر حزينة هى الأخرى لأنها بعدت جدا عن القدس ولم يكن هناك ذكر لتلك المدينة المسلوبة.. للمسجد الأقصى الذى يسلب كل يوم أمام أنظار الكون دون أن يتحرك أحد الحريصين على الدين حاملى راية حماية الدين والمعتقدات..

كان يوم القدس حزينا جدا إلا من بعض الذكرى هنا وهناك. أما غالبية العرب فقد هرعت تقلب الريموت بحثا عن مسلسل آخر أو خطاب للمنافقين الذين ذكرهم القرآن بشكل مفصل..
خولة مطر  كاتبة صحفية من البحرين
التعليقات