** كرة القدم لعبة بها تفاصيل كثيرة جدًا، وحولها تفاصيل أكثر، واهتمام لايمكن تخيله لأنها ليست مجرد لعبة، لكنها ظاهرة على الكوكب. شعبية واسعة ومذهلة، وانتصاراتها وانكسارتها درامية وملهمة. وأبدأ فى تقرير من جريدة الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن، وأنقله حرفيًا لما فيه من معانٍ علمية، حيث جاء أن العلماء رصدوا رد فعل جماهير ليفربول على الهدف الثانى فى مباراة توتنهام التى ضمنت لهم اللقب رقم 20، تسبّب فى هزة أرضية بقوة 1.74 درجة على مقياس ريختر، أى أقل بقليل من 2.0 درجة اللازمة لحدوث زلزال خفيف، وفق ما ذكرته شبكة «سكاي» البريطانية. وأظهرت البيانات أن هدف محمد صلاح، الرابع لليفربول سجل ثانى أكبر هزة، مسجلًا 1.60 على مقياس ريختر
** وكان علماء من جامعة ليفربول على أرض الملعب فى أثناء المباراة، وربطوا الإشارات الزلزالية التى سجلوها بلحظات الإثارة طوال اللقاء وقالت الدكتورة فرناز كامرانزاد، من قسم علوم الأرض والمحيطات والبيئة فى الجامعة: «من كان يتخيل أن مشجعى كرة القدم قادرون على توليد طاقة زلزالية؟ تُظهر لنا هذه التجربة أن العلم موجود فى كل مكان، حتى إنه مخفى تحت هدير مرمى فى (أنفيلد)!».
** وأضافت: «من المدهش أننا سجّلنا ست هزات أرضية بقوة تتراوح بين 0.7 و1.75 ريختر.. كانت هذه هزات صغيرة، لم تكن قوية بما يكفى للشعور بها فى المدرجات، لكنها قوية بما يكفى لترك أثر واضح ودائم فى (أنفيلد)». واستطردت: «كل هتاف، وكل احتفال، يترك أثرًا تحت أقدامنا، بصمة زلزالية من الفرح الجماعي، محفورة فى ذاكرة الأرض لفترة طويلة بعد صفارة النهاية!».
** ما هذا؟ ما الذى يجعل علماء من جامعة ليفربول يتوجهون إلى أنفيلد لتسجيل الهزات الزلزالية المحتملة من جانب جماهير الفريق فى حالة الفوز بلقب الدورى؟ أكرر أن التفكير، والسؤال، والبحث، ودراسة كل شىء من أسباب نهضة أوروبا التى بدأت فى القرن الثامن عشر بعد أن كانت قارة بغيضة ومريضة يحارب كل شبر فيها الشبر الآخر.
** رصد التأثير الزلزالى لفرحة جمهور ليفربول يكتمل برصد آخر، فقد سجل فوز الفريق باللقب رقم 20 أرقاما قياسية على مواقع التواصل الإجتماعى إحتفالا وإنفعالا بالفوز، فوفقا لموقع Blinkfire Analytics وهى منصة تحليل رقمية جاء أن اللقب جذب 71 مليون تفاعلًا مباشرًا بعد المباراة على مدى يومين. وهو أعلى تفاعل مع مباراة للفريق فى تاريخه، أما مباراة ليفربول وتوتنهام وحدها فقد سجلت تفاعلًا قدره (58 مليونًا) ليحقق التفاعل رقما مذهلا أخر قدره ( بليون و100 مليون ) على جميع ومنصات وقنوات ليفربول. وسجلت مشاهدات للأهداف ومباراة توتنهام 429 مليون مشاهدة وإضافة نصف مليون متابع للنادى.
** حقق ليفربول أكبر نسبة تفاعل بين فرق البريمييرليج هذا الموسم، فشهد مليار تفاعل فى شهر مارس الماضى. وفى بداية العام اشترك عشرة ملايين شخص فى قناة يوتيوب الخاصة بالنادى، وهو ما يمثل اتساع قاعدة أنصار ليفربول على مستوى العالم. وأعتقد أن محمد صلاح وراء ارتفاع عدد الأنصار والمتابعين لليفربول عربيًا وإفريقيًا وآسيويًا. وهى أرقام تساوى ملايين الدولارات.
** كرة القدم ليست مجرد لعبة (أكرر تلك الجملة وعايز أحلف كمان ربما تصل الجملة إلى لاعبينا ومدربينا وإداريينا وأنديتنا واتحادنا ورابطتنا وكله).. إنها مشروع اقتصادى هائل يحقق أرباحًا مادية تفوق الوصف، وفى مقال للدكتور محمد فضل الله عن أغنى الهيئات والاتحادات الدولية ستجدون كم تجنى الرياضة من أموال: «إيرادات فيفا 7.5 ملياردولار من 2020 إلى 2024، والاحتياطى النقدى 4 مليارات دولار. وإيرادات اللجنة الأولمبية الدولية 4 مليارات دولار والاحتياطى النقدى 2 مليار دولار النقدى 1.5 مليار دولار. والاتحاد الدولى للرجبى يحقق إيرادات كل كأس عالم تتراوح بين 700 و900 مليار دولار. و..«كفاية كده لأنى مش عايز أسأل عن اتحادتنا وأنديتنا، لأنى عارف لو سألت لن تكون هناك إجابة إطلاقًا؟!».