مصر فى غزة - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 9:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر فى غزة

نشر فى : الإثنين 7 يونيو 2021 - 7:20 م | آخر تحديث : الإثنين 7 يونيو 2021 - 7:20 م
معدات بناء مصرية تدخل غزة وسط ترحيب فلسطينى، ورفع أعلام مصر فى كل مكان، قيادات تنفيذية فلسطينية تصل القاهرة للاطلاع على تفاصيل المبادرة التى أطلقها الرئيس السيسى بقيمة 500 مليون دولار لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلى على غزة، وفصائل فلسطينية تستعد لبدء حوار معمق على الأراضى المصرية، خلال أيام، عل الأشقاء يخرجون من حالة الانقسام التى ضاعفت من معاناة الفلسطينيين خلال السنوات العشر الأخيرة على الأقل.. هل نحن أمام مشهد جديد؟
قد يبدو الأمر جديدا لمن لم يفهموا الارتباط الدائم بين قوة مصر فى إقليمها وانحيازها بلا مواربة أو مساومة إلى الأشقاء الفلسطينيين بجميع مكوناتهم وفصائلهم، خاصة فى الضراء، فالأصل فى الأشياء أن تكون مصر حاضرة فى المشهد الفلسطينى، مناصرة لأصحاب الحق فى وجه عدو غاشم، ودفاعا فى الوقت ذاته عن مصالحها وأمنها القومى، لأن فلسطين ستظل خط الدفاع الأول عن مصر، فعلا لا قولا لمن يستوعبون جغرافية وتاريخ بلدهم بصدق.
هذا الكلام عن قدر مصر ودورها فى مساندة ودعم الأشقاء فى فلسطين المحتلة، باعتباره أمرا طبيعيا، لا يمنعنا من توجيه التحية لمن يديرون الملف، ومن بادروا باتخاذ الخطوات العملية فى تدفق الشاحنات المحملة بالمواد التموينية والطبية إلى قطاع غزة، قبل أن تبدأ الرافعات المصرية فى إزاحة ركام البيوت التى دمرها العدوان الإسرائيلى الأخير، فقد شاهدنا فى سنوات عجاف كيف أغلقت المعابر وتجاهل البعض ما يدور على بعد أمتار من أقدامهم.
رد الفلسطينيون الاعتبار لقضيتهم، بصمودهم، وتصديهم للمحتل وآلته العسكرية التى اقتحمت المسجد الأقصى، وحاولت إخلاء سكان حى الشيخ الجراح فى القدس المحتلة، قبل أن يخرج فلسطينيو الداخل فى تظاهرات عارمة مؤيدة لإخوانهم فى الضفة والقطاع الذى سعى الجيش الإسرائيلى لكسر إرادة سكانه بقتل المزيد من الأطفال والنساء بصورة وحشية جلبت له الخزى فى العديد من بلدان العالم.
هذه الصورة التى تعكس تضحيات شعب مقاوم فى مواجهة عدو غاصب للأرض، تتناقض مع اللقطة التى ظهرت فى الأيام الأخيرة لأحد قيادات الحركة الإسلامية داخل ما يطلق عليه الخط الأخضر، والمنتمى لجماعة الإخوان، وهو يقف مبتسما إلى جوار اليمينى المتطرف نفتالى بينيت وحلفائه بعد لحظات من توقيعه على اتفاق يمنح بينيت أغلبية حاكمة فى الكنيست تمكنه من رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
منصور عباس، أو «الإخوانى الإسرائيلى»، كما أطلق عليه أحد الكتاب العرب، لم ير غضاضة، للأسف، فى الدخول فى تحالف مع اليمين الإسرائيلى المتطرف، وبما يمكنه من إزاحة بنيامين نتينياهو عن مقعد رئاسة الوزراء الذى تولاه لسنوات طويلة، فى تحالف يعكس شعار «الغاية تبرر الوسيلة» على ما يبدو، فقد دفعت الرغبة فى الوصول لمقاعد الحكم واحدا ممن ينتمون إلى جماعة طالما يذكرنا أنصارها بأن «جيش محمد سوف يعود» لتحرير الأرض السليبة (!!)، إلى الدخول فى شراكة مع عدوه!
بينيت، الذى سيتولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية المحتملة، بفضل تحالف منصور عباس معه، سارع عقب الإعلان عن هذا التحالف إلى التأكيد على أن حكومته «لن تجمد الاستيطان فى الضفة الغربية، كما أنها ستشن عملية عسكرية على غزة أو لبنان إذا اقتضت الحاجة»، فكيف سيدافع منصور أو «مهزوم» فى الحقيقة، عن قرارات حكومة هو يعلم مدى تطرفها، وتمسكها بالاستيطان، وشن العدوان على الفلسطينيين؟!
وحتى نكون منصفين، نقول إن مهزوم عباس هو الاستثناء الذى يثبت القاعدة، فى دفاع الفلسطينيين عن حقوقهم وقضيتهم، ورفضهم لكل نشاز يخرج من بين صفوفهم.. لأن «وحدهم من يتمسكون بالأرض ينشئون وطنا».
التعليقات