الأهلى والهلال.. والشخصية الكروية! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 3:48 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأهلى والهلال.. والشخصية الكروية!

نشر فى : الخميس 10 فبراير 2022 - 8:55 م | آخر تحديث : الخميس 10 فبراير 2022 - 8:55 م
** الأهلى والهلال يوم السبت مواجهة مختلفة تماما عن مباراة الأهلى مع بالميراس والهلال مع تشيلسى. سوف تشهد مباراة المركز الثالث ندية، وهجمات متبادلة، وفرصا تصنع وربما أهدافا وأهدافا. فأين كان هذا عندما لعب الأهلى مع بالميراس. وأين كان هذا عندما لعب الهلال مع تشليسى؟ لماذا دافع الأهلى والهلال فى الشوط الأول أمام بالميراس وتشيلسى وهاجما فى الشوط الثانى وأهدرا الفرص؟ لماذا تبدأ فرقنا العربية بالتراجع أمام الفرق الأوروبية واللاتينية وتتأخر ثم تتحلى بالجرأة والشجاعة وتهاجم وتهدد؟
** الأهلى يخوض البطولة بدون مجموعة كبيرة من لاعبيه الدوليين والمصابين، ويغيب عنه فى مباراة المركز الثالث أيمن أشرف، وأفشة. ويستند الأهلى على المحترفين التونسى معلول، والمالى ديانج، فيما يغيب المغربى بانون، والجنوب أفريقى بيرسى تاو، بينما يضم الهلال مجموعة مميزة من اللاعبين، ومنهم المحترفون السبعة، الكولومبى جوستافو كويلار، والكورى الجنوبى هيو سو، والمالى موسى ماريجا، والنيجيرى إيجالو، والبرازيليان ماتيوس بيريرا، ومايكل ريتشارد وأندريه كاريبو من بيرو.
** نعود للسؤال بشأن البداية الدفاعية للأهلى والهلال أمام بالميراس وتشيلسى، ثم الانتقال للهجوم فى الشوط الثانى والاقتراب من التسجيل فما السبب؟ هل هو عدم القدرة البدنية على ممارسة مباراة مفتوحة مبكرا أم هو حرص وتقدير مبالغ فيه أو محسوب لقوة المنافس بجانب غياب الثقة بالنفس والشخصية أيضا؟ لكن القدرة البدنية ظهرت عند الأهلى والهلال فى الشوط الثانى. ولا شك أن هناك فروقا بدنية، وخططية، وثقافية وذهنية بجانب فروق القوة والسرعة واللياقة البدنية العامة والصحية. ولتلك العوامل تأثير واضح على أداء الفرق العربية عموما على المستوى الدولى والغريب أن يتأثر بتلك الفروق الهلال الذى يضم سبعة لاعبين محترفين. إلا أنه كان ندا فى الشوط الثانى لفريق تشيلسى واقترب من التعادل، وأضاع لاعبوه أكثر من فرصة محققة لولا تألق الإسبانى كيبا أريزابالاجا، حارس المرمى.
** وربما كان بطل أوروبا حريصا وحذرا، فقد قال مساعدا المدرب زولت لوف وأرنو ميشيلز أنهما اتصلا بتوخيل المحجوز فى لندن بسبب كوفيد 19، بين الشوطين وقال لهما إنه لاحظ عصبية لاعبيه فى الشوط الأول..!
** تلك العصبية تبدو حقيقية، لتأخر التهديف وتسجيل هدف واحد، وخوفا من تكرار عدم الفوز باللقب الذى خسره الفريق اللندنى عام 2012 فى النهائى باليابان. وقبل المباراة قال الإسبانى أزبيليكويتا «إن الخسارة أمام كورينثيانز فى نهائى 2012 لحظة لا يحب أن يعيشها مرة ثانية». ويأمل تشيلسى فى أن يصبح ثانى فريق إنجليزى يتوج بكأس العالم للأندية بعد مانشستر يونايتد وليفربول، اللذين فازا بالبطولة عامى 2008 و2019 على الترتيب ويتطلع أيضا لمنح الأندية الأوروبية لقبها الرابع عشر فى مونديال الأندية والتاسع على التوالى، بعدما احتكرت فرق القارة العجوز الفوز بالبطولة منذ نسخة عام 2013 فى المغرب.
** يشارك الأهلى فى كأس العالم للأندية للمرة السابعة فى تاريخه، ويبقى الإنجاز الأبرز هو تحقيق المركز الثالث فى نسختى 2006 و٢٠٢١. ويشارك الهلال فى مونديال الأندية للمرة الثانية فى تاريخه، بعدما توج بلقب دورى أبطال آسيا فى الموسم الماضى. وكان مدربا الأهلى والهلال، موسيمانى وليوناردو جارديم، الذى قاد موناكو إلى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا عام 2017، قد قالا فى تصريحات صحفية إن تلك البطولة غير عادلة بالنسبة لبطلى أفريقيا وآسيا؛ حيث يلعب بطلا أوروبا وأمريكا الجنوبية مباراتين فقط بينما على بطلى أفريقيا وآسيا لعب 4 مباريات فى ثمانية أيام للفوز باللقب. وأن ذلك ليس عدلا من الفيفا وتقليلا من شأن قارتى أفريقيا وآسيا.
** هل تتفق مع وجهة نظر المدربين؟
** أتفق لأن أى مسابقة رياضية يجب أن تحكمها قواعد العدل. إلا أن العدل لا يحكم الفيفا ولا يحكم مسابقاته دائما، وإنما يحكمها شركات الرعاية، وقوة وسلطة الأندية الأوروبية تحديدا، ثم الأمريكية الجنوبية، كما دعونا لا ننسى أن أصل بطولة كأس العالم للأندية يعود إلى عام 1909 عندما طرحت فكرة كأس ليبتون، لاختيار أفضل فريق أوروبى، ثم تطورت على مراحل وسنوات وأصبحت كأس الإنتركونتنتال بين بطلى أوروبا وأمريكا الجنوبية 1960، وكانت أوروبا ترفض مشاركة أندية أوروبية وآسيوية، بينما حاول الفيفا دعم البطولة وتوسيع قاعدة المشاركين ورفضت أوروبا وأمريكا الجنوبية، ومن محاولات الفيفا نشير إلى أن الإسماعيلى بطل أفريقيا 1969، كان مقررا مشاركته فى كأس العالم للأندية فى 1970 كما جاء فى عدد جريدة الجمهورية فى عددها الصادر يوم 10 يناير 1970، كما كان الإسماعيلى مرشحا للمشاركة فى كأس القارات وذلك كما ذكرت أيضا جريدة الأهرام فى عددها الصادر يوم 24 يناير عام 1970 على أن تقام البطولة فى 23 يونيو من العام نفسه إلا أن المشروع لم يكتمل بالنسبة للبطولتين سوى بعد سنوات!.
حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.