القتال الأخير وتحسين حماس لقدراتها القتالية - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:46 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القتال الأخير وتحسين حماس لقدراتها القتالية

نشر فى : السبت 11 مايو 2019 - 9:40 م | آخر تحديث : السبت 11 مايو 2019 - 9:40 م

كانت جولة القتال الأخيرة فى منطقة الحدود مع قطاع غزة الأكثر فتكا بين جولات القتال التى لا لزوم لها منذ عملية «الجرف الصامد» العسكرية فى صيف 2014. ولا شك فى أن معطيات هذه الجولة توضح هذا الاستنتاج أكثر من أى شيء آخر. فعلى مدار 57 شهرا منذ انتهاء تلك العملية العسكرية لم يُقتل أى مستوطن إسرائيلى، فى حين أنه فى الجولة الأخيرة قُتل 4 مستوطنين جرّاء الصواريخ التى أُطلقت من القطاع، وفى الجانب الفلسطينى قُتل 30 شخصا. وخلال ساعات القتال الـ60 أُطلق فى اتجاه إسرائيل نحو 700 صاروخ، فى حين أنه خلال أيام القتال الـ50 سنة 2014 تم إطلاق 4500 صاروخ.

استخدمت حركة «حماس» خلال هذه الجولة القصيرة أدوات قتالية جديدة. ويتبين بجلاء الآن أن لدى «حماس» صواريخ أكثر بكثير مما تقدّر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ووفقا لتقديرات هذه الأجهزة تمتلك «حماس» نحو 15,000 صاروخ معظمها من إنتاج ذاتى. ويبدو كذلك أن الرءوس الحربية لهذه الصواريخ باتت أكبر وأن مداها آخذ فى الاتساع أكثر فأكثر. كما أنها تمتلك طائرات مسيّرة كانت إحداها مسلحة وحاولت «الانتحار» وسط مجموعة جنود. وقامت بإطلاق قذائف صاروخية بوتيرة مثيرة للانطباع، وفى إحدى المرات أطلقت أكثر من 100 قذيفة بهدف بلبلة منظومة «القبة الحديدية». كما أقدمت على محاولة مفاجأة إسرائيل من خلال هجوم سيبرانى استهدف بنى تحتية مدنية مهمة يرفض الجيش الإسرائيلى تقديم أى تفاصيل بشأنها.

***
وأقامت حركة «حماس» مع حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينى التى يتهمها الجيش الإسرائيلى بالاستفزازات التى تسببت باندلاع موجة التصعيد الأخيرة، غرفة قيادة حربية مشتركة ووزعتا فيما بينهما جبهات القتال المتعددة وأثبتتا قدرة كبيرة على التنسيق والقيادة والسيطرة. وكل هذه الأمور تثبت أن حركة «حماس» تقوم بتحسين قدراتها بمساعدة خبراء وأشخاص مهنيين من غزة.

فى المقابل دخل الجيش الإسرائيلى إلى هذه المواجهة وهو أكثر جهوزية، ولا سيما سلاح الجو وأجهزة الاستخبارات. وقام سلاح الجو بمهاجمة 350 هدفا فى القطاع. وتمكنت «القبة الحديدية» من تقليص الوقت الذى تستغرقه لتحديد الصواريخ وإسقاطها وزادت من مدى تغطيتها. والمعلومات الاستخباراتية كانت دقيقة وأتاحت لشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» وجهاز الأمن العام «الشاباك» بالتنسيق مع سلاح الجو إمكان استئناف عمليات الاستهداف الموضعية التى امتنعت إسرائيل من القيام بها منذ عملية «الجرف الصامد».

مع كل ذلك، لا بد من القول إن الجيش الإسرائيلى وضع لنفسه خطا أحمر بتوجيه من المؤسسة السياسية وقرر عدم تجاوزه. وكانت الأوامر للجيش بهذا الشأن تقضى بأن يوجّه ضربات قوية لكن من دون تجاوز الخط الأحمر، كى لا يتسبّب ذلك باندلاع حرب شاملة. كذلك لا بد من القول إن «حماس» كبحت نفسها، ولم تقم بتفعيل كل ما فى حيازتها من قدرات. وحقيقة أن «حماس» امتنعت من إطلاق صواريخ فى اتجاه تل أبيب وغوش دان [وسط إسرائيل] تثبت أنها أدركت ما يمكن أن يعنى ذلك فى نظر إسرائيل.

***
مع انتهاء جولة التصعيد الأخيرة بقيت إسرائيل وقطاع غزة واقفتين فى نفس المكان الذى كانتا فيه قبل هذه الجولة. ومنذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية وتدخل معيّن من طرف قطر، يخوض الجانبان حربا على الوعى، تهدف إلى إقناع الرأى العام لدى كل منهما بأن هذه الجولة كانت حتمية وليست زائدة.

ولعل ما يجب قوله بخصوص إسرائيل هو أن الحكومة الإسرائيلية لا تسعى لغاية سياسية محددة فيما يتعلق بغزة. كما لم يتضح ما الذى يحرّك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إزاء هذا الموضوع. وما يمكن تقديره فقط هو أن غايته الأسمى هى تشويش إمكان إقامة دولة فلسطينية. وتهدف إجراءاته إلى تكريس الفصل والانقسام بين غزة والضفة وإقامة كيانين منفصلين لنفس الشعب.

فى هذه الأثناء سيظل اتفاق وقف إطلاق النار هشا. وهذا ما يؤكده أيضا كبار المسئولين فى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الذين يقرّون علنا بأنه ما من ضمانة أكيدة بأن يصمد هذا الاتفاق وقتا طويلا حتى جولة التصعيد المقبلة.

التعليقات