برلمان باهت ورئيس بالصدفة - محمد عصمت - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 8:04 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

برلمان باهت ورئيس بالصدفة

نشر فى : الثلاثاء 13 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 13 مارس 2012 - 8:00 ص

ضاعف الأداء الهزيل للبرلمان فى تناوله الباهت لمشاكلنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى اندلعت بسببها ثورة 25 يناير، من خطورة  معركة الانتخابات الرئاسية القادمة، فقد أصبحت مؤسسة الرئاسة هى الأمل الوحيد المتبقى لدينا لقيادة قاطرة النظام السياسى الجديد نحو تحقيق أهم أهداف الثورة فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، خاصة بعد أن فشل المجلس العسكرى بكل حكوماته، بدءا من شفيق وحتى الجنزورى، فى إدارة المرحلة الانتقالية التى نكتوى فيها بنار الانفلات الأمنى والتدهور الاقتصادى والفوضى السياسية!

 

ومع ذلك، فإن الرئيس القادم ــ أيا كان اسمه ــ سيواجه معارك ضارية لن تقتصر على محاولات التيارات المهيمنة على البرلمان، وعلى رأسها أصوات عالية فى حزب الحرية والعدالة تقليم أظافر الرئيس وكسر أنيابه، ليكون قائدا بلا صلاحيات وكأنه نمر من ورق، يملك ولا يحكم، ليس له صوت ولا صدى فى القرارت المصيرية، لتهيمن السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية، دون أى عوائق تحول دون تنفيذ الاخوان وحلفاؤهم فى البرلمان أجندتهم الايديولوجية فى كل مؤسسات الدولة، المفترض أن تكون محايدة بين الأحزاب.

 

وتستند هذه الأصوات الإخوانية المطالبة برئيس شرفى ــ أو تشريفاتى إن صح التعبير ــ إلى محاولتهم السيطرة على لجنة وضع الدستور الجديد، ليحددوا هم صلاحيات الرئيس القادم على مقاس طموحاتهم السياسية، ويقلصوا نفوذه للدرجة التى يريدونها بالضبط، كما تستند هذه الأصوات أيضا إلى دعم المجلس العسكرى، الذى تؤكد الشواهد أنه يريد رئيسا أليفا، لا يضع أنفه فيما لا يعنيه، خاصة فيما يتعلق بميزانية الجيش، وعمولات السلاح، ومحاكمة المتورطين فى قتل الثوار.

 

وباستعراض الأسماء الكبيرة فى بورصة انتخابات الرئاسة، لن نستطيع أن نجد من بينهم ــ حتى الآن ــ من يمكن الرهان على فوزه من غير إعادة، فبدون مثلا تكتل يمزج بين توجهات عبدالمنعم أبوالفتوح وأبوالعز الحريرى وخالد على ستتفتت الأصوات فيما بينهم وقد تطيح بحظوظ أى منهم فى الفوز، وهو ما ينطبق على بقية المرشحين الذين قد تجمعهم أرضية سياسية وبرامجية مشتركة مثل عمرو موسى ومنصور حسن وهشام البسطويسى، أو حازم أبوإسماعيل وسليم العوا.

 

الخطير فيما يحدث الآن فى حياتنا السياسية، أن الأبواب أصبحت مفتوحة أمام المغامرين، ومن يدعون بطولات زائفة، ومن تحركهم ــ كعرائس الماريونيت ــ قوى داخلية وخارجية من وراء الستار، وأصبح الكثير منهم من نجوم هذه المرحلة البائسة، وهى أوضاع قد تأتى برئيس بالصدفة يعيد انتاج مافيا مبارك، ليضع البلد كله على كف عفريت!

محمد عصمت كاتب صحفي