«الهجوم على المهرجان لم يعد مستغربا بالنسبة لنا».. هكذا قالت السيدة سهير عبدالقادر، نائب رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، مشيرة إلى أن النقاد والصحفيين يهاجمون المهرجان على الفاضى والمليان، وهى الجملة الشهيرة التى تصدرها السيدة الهمام كل عام متخطية بها الإجابة عن تساؤلات الصحفيين والنقاد حول أمور غير منطقية وتصرفات تدعو للدهشة وأخطاء لم يقع فيها صبية يحظى بها المهرجان كل عام.

هل تتصورين أيتها السيدة المخضرمة أن الإعلاميين المصريين يشرفهم أن يبخسوا بحق أو بمجهود أو برسالة يحملها على عاتقه أحد من أجل النهوض بالمهرجان؟ كلا، فهم يتمنون حقيقة أن يتعافى المهرجان من سلبياته وأن يسترد بريقه ووعيه قبل أن يدخل فى مرحلة غيبوبة تحزننا جميعا.

يا سيدتى لقد جلست سنوات طويلة من عمر المهرجان تحاولين وتكافحين من أجله، لكن يبدو أنه كان كفاحا من أجل بقائك أكثر من كونه من أجل بقاء المهرجان. إننى أحترم عطاءك طوال الفترة السابقة كمسئول أول «غير مباشر» عن تنظيم المهرجان، لكن عطاء اليوم يختلف عن عطاء الأمس، وفكر اليوم يختلف عن فكر الأمس، ونفوس اليوم غير نفوس الأمس.

واقع الأمر أن إدارة مهرجان القاهرة ــ سيدتى ــ تحتاج لمن يسمع جيدا بحكمة ويناقش أحواله بوضوح، ولمن يعترف بأخطائه ولمن يحاول أن يتجاوزها، ولمن يدرك أن تنظيم المهرجانات السينمائية الكبرى مسئولية عقل مستنير ووجدان غيور على اسم بلده ووطنيته، وروح تجوب بين عوالم السينما حتى تعثر على المنطقة الخضراء التى لا يخشى على المهرجان فيها.

سيدتى لا تتصورى لحظة أن انتقاد المهرجان سيقلل من قيمته الأدبية وشأنه الدولى، ووضعه بين مهرجانات أخرى.. بل إن إصرار إدارة المهرجان ولجانه بالسير على منهج «تسكين أى برامج وفاعليات وحفلات والسلام» «وأن المهرجان كده كده هيعدى»، هذا بحق هو من يزلزل المهرجان ويجعله عرضة للانهيار فى أى وقت.

سيدتى عندما سئلت عن اختيار مصر ضيف شرف مهرجان القاهرة، قلت «لا يوجد أى مانع أن نكون أصحاب الأفكار المبتكرة».. إننى معك فى الحماس للابتكار وتسيّد ساحة الفكرة السينمائية المبتكرة لتطوير المهرجان وابهار ضيوفه وجعله يتميز بشىء عن أى نظير له، لكن أى ابتكار سيدتى فى جعل مصر ضيف شرف مهرجانها؟، إنه شىء بحق لا يشرف، وكفانا ضيوف شرف فى مهرجان القاهرة.