جريدة الرياض ــ السعودية بيئة العمل.. الأنظمة والممارسات - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 3:14 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جريدة الرياض ــ السعودية بيئة العمل.. الأنظمة والممارسات

نشر فى : الأحد 13 نوفمبر 2022 - 12:20 ص | آخر تحديث : الأحد 13 نوفمبر 2022 - 12:20 ص

نشرت جريدة الرياض السعودية مقالا للكاتب يوسف قبلان، تحدث فيه عن أساسيات بيئة العمل التى لا تختلف من بلد لآخر، وبعض الأمور الأخرى التى ترتبط بثقافة وعادات المجتمع وتؤثر بشكل سلبى على بيئة العمل.. نعرض من المقال ما يلى.
هل يوجد اختلاف بين مجتمع وآخر فى تحديد العوامل والظروف التى تجعل بيئة العمل إيجابية؟ أعتقد أن أساسيات بيئة العمل مشتركة إلا فى بعض التفاصيل التى قد تكون مرتبطة بثقافة وعادات المجتمع، سيتفق عامل أو موظف فى أى بلد مع موظف فى بلد آخر على أهمية التوازن بين الراتب وساعات العمل، ورفض التمييز بكل أشكاله، وأهمية الظروف المادية والصحية، وتقدير الإبداع والإنجازات المتميزة، وأهمية الاحترام فى العلاقة الرسمية وغير الرسمية بين زملاء العمل وبينهم وبين الرؤساء.
تلك مفاهيم أو قيم مشتركة، الفروقات لا تظهر بشكل كبير فى الأنظمة واللوائح وإنما تكون أوضح فى الممارسات. اللوائح والأنظمة والإجراءات عمود أساسى فى تأسيس بيئة عمل إيجابية وهنا قد يوجد اختلاف بسيط بين بلد وآخر حسب ثقافته ونظمه وسياساته العامة. أما الممارسات فهى التفاصيل التى تعكس ثقافة المنظمة وثقافة أفرادها ومهاراتهم القيادية، هنا يكون المسرح للعلاقات الإنسانية التى لا تخضع للغة الأرقام وقد لا تصل هذه العلاقة إلى درجة المثالية بحكم طبيعة ما يحدث فى أى تجمع إنسانى.
نعم، لن تكون البيئة مثالية، سيحدث تنافس غير بناء بين الزملاء وقد يكون المدير هو السبب، قد يحدث سرقة لأفكار الآخرين، وقد ينسب الإنجاز إلى غير أهله، وقد يكون تقييم أداء الموظف تقريعا أمام الآخرين، وقد تؤثر العلاقات الشخصية على القرارات أو الترقيات والتكليف بالمسئوليات، وقد تغيب العدالة فيعتمد المسئول على فئة محدودة من الموظفين الذين يجيدون استخدام كلمة (نعم)، وقد يخسر أحد الموظفين الأكفاء ترقيته أو وظيفته لأنه صاحب رأى مهنى مستقل ولا يجامل على حساب الجودة أو النظام.
تلك الممارسات لا يمكن تجنبها بشكل كامل ولكن العبرة أو الفرق بين منظمة وأخرى يكمن فى كيفية التعامل معها ومنع امتداد تأثيرها السلبى وانتشاره فى كل مفاصل المنظمة.
يمكن القول إذن إن الجميع يتفقون على معظم أساسيات بيئة العمل الإيجابية، لكن الفروق تأتى فى الممارسات، المدارس على سبيل المثال تخضع لنفس الأنظمة لكن التفاوت بين مدرسة وأخرى يظهر فى أساليب القيادة، قد تكون كل مدرسة حريصة على تطبيق الأنظمة لكن الأسلوب يختلف بين مدير وآخر فى التعامل مع الأنظمة، وإذا كانت الأنظمة تقيد المدير وتجعله يعمل كالآلة فهذه سلبية فى بيئة العمل لن يوافق عليها الجميع فى كل المنظمات وكل المجتمعات.

التعليقات