الإسلام كما أدين به 9ــ القضاء والقدر بـ«قاموس» - جمال قطب - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الإسلام كما أدين به 9ــ القضاء والقدر بـ«قاموس»

نشر فى : الخميس 18 فبراير 2016 - 10:15 م | آخر تحديث : الجمعة 19 فبراير 2016 - 11:24 ص

ــ1ــ


نحاول تيسير القول فى ركن «القضاء والقدر» ذلك الركن الشائع فى نصوص القرآن الكريم شيوعا متسعا متمددا يكفى لاطمئنان القلب ورضا النفس وموافقة العقل. ورغم ذلك فإن بعض الناس يعتبر عقله هو المقياس الوحيد للحقيقة حتى ولو كانت إحدى حقائق عالم الغيب! هكذا نرى بعضهم قد اقتطع «بعض آية» وربما آية يقتطعها من سياقها ويتخذها بمفردها جذرا وساقا وفروعا للموضوع متناسيا بقية السياق ومتجاهلا آيات كثيرة واضحة بينة لابد من رصدها جميعا حتى يتعرف على «مقصود القرآن» فى الشأن الذى يدرسه.

ــ2ــ

وركن «القضاء والقدر» ليس مقصورا على الإنسان وهل هو مسير أم مخير، كما أنه ليس مغلقا على قضية التسخير، ولا ينتهى ببحث طبيعة الخير ومصدره والشر وموقف المسلم من الخيرات والشرور، فكل هذا بعض مكونات «القضاء والقدر» وهناك بعض آخر من قدرات الله وتجلياته غير المتناهية، وما يترتب على القدرات الإلهية لذلك نذكرها مشروعا لقاموس «القضاء والقدر»، تمهيدا لتصور الموضوع تصورا يجعل الفهم سريعا والاستيعاب يسيرا والإيمان ثابتا. ونبدأ هنا بذكر «الأطراف المهمة» فى القضاء والقدر (1) تقدير الشئون (تدبيرها وضبط المقدار والحجم والزمان والمكان لكل مخلوق)، هذا التقدير الذى نقتدى الذى نقتدى به (مع الفاروق)، حينما نلتزم بإتقان التخطيط والإعداد لأى عمل قبل الإقدام عليه ضمانا لحسن سيره وحسن خواتيمه (2) «وعلم الله» ومدى تنوعه بين «علم خبرة، وعلم حكمة، وعلم إحاطة، وعلم قدرة» وعلوم إلهية كثيرة يعجز العقل السليم عن حصرها، فضلا عن ضرورة تدبر الفوارق بين تلك العلوم حتى لا نقع فى الخلط بين أمور يحيط بها الله علما وأمور أخرى قدر سبحانه خلقها وإيجادها وندرس فى القضاء والقدر مصطلحات (3) «إرادة الله»، (4) «مشيئة الله»، (5) «أمر الله»، (6) «إذن الله»، وكذلك (7) «اللوح المحفوظ» وما دون فيه من التقدير الإلهى لجميع الكون المشهود والغيبى، (8) كما ندرس الخلق والإيجاد والإبداع وغير ذلك مما يتعلق بقدرات الله وتجليات القادر القدير المقتدر سبحانه.

ــ3ــ


ومن موضوعات «القضاء والقدر» (9) «قضايا التسخير» لكل الكائنات المشهودة مثل السماوات والأرض وما فيها، وتسخير الكائنات الغيبية التى نرى نتائجها النهائية فقط مثل الرياح والأمطار والزلازل والبراكين فكل تلك الكائنات مسخرة لا نرى إلا نتائجها وآثارها، وأيضا قضايا (10) «حرية الإنسان»، (11) «مسئولية الإنسان»، (12) و«سعادة الإنسان»، (13) «شقاء الإنسان»، (14) «أرزاق الإنسان»، (15) «آجال البشر والمخلوقات». هكذا يمكن للإنسان أن يتفكر فى «القضاء والقدر» حينما ينظر إلى الموضوع من طرفه الأعلى وهو الله جل جلاله، وطرفه الأدنى وهو الإنسان كما يدرس «حواشى وزوايا» الموضوع مثل تسخير الكائنات وتفاعلها الأمين مع الإنسان الذى كثيرا ما يخون أمانته ويصطدم بالكائنات الطائعة العابدة لله والنافعة للبشر وغير الضارة لأحد، فنرى الإنسان يخون أمانته التى حملها فيعصى ربه، ويضر بكل ما ومن حوله ثم يلقى بنفسه إلى التهلكة، حيث صادم النسق الإلهى الذى قدره الله على أحسن مثال كما قال سبحانه ((الَذِى أَحْسَنَ كُلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ)) كما قال جل شأنه ((صُنْعَ اللهِ الَذِى أَتْقَنَ كُلَ شَيْءٍ﴾)

ــ4ــ

لم ينته قاموس القضاء والقدر فمازال هناك عناوين تتصل دراستها مع بقية دراسات القضاء والقدر، وأبرز هذه العناوين (16) الشيطان وكيف تحول من ملك مأمور بالسجود إلى شيطان مريد يرفض إنفاذ الأمر الإلهى، (17) ولماذا أجابه الله بانتظاره وتأجيل حسابه إلى اليوم الموعود (18) ثم ما علاقة إبليس بالإنسان؟ وكيف يقدر عليه؟ ومازال قاموس القضاء والقدر متخما بمصطلحات أخرى تستحق الذكر.

يتبع..

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات