اقطعوا طريق التشويه والزيف - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اقطعوا طريق التشويه والزيف

نشر فى : الثلاثاء 20 أغسطس 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 20 أغسطس 2013 - 8:00 ص

تبقى السينما سواء كانت تسجيلية أو روائية أحد أبرز عناصر التأريخ المؤثرة فى وجدان الشعوب بفعل سحرها وجاذبيتها وصورتها، وقد شاهدنا كيف كشفت كثير من الأفلام حقائق كانت قد زيفت بفعل ميديا مغرضة حول ثورات وانتفاضات شعوب، وكذلك حول مخططات وأهداف الحروب العالمية الأولى والثانية، لهذا يأتى توثيق ما يحدث على ارض مصر ولتلك الفترة من عمر الوطن سينمائيا الآن بالشىء الضرورى والمهم.. فتسجيل ما يحدث بواقعية مخلصة للحياة وللتاريخ سيكون بمثابة شهادة ومرجع للأعمال السينمائية العالمية، التى بالقطع لن تفوت الأحداث وستتناولها وفقا لأهواء منتجيها وتوجهات صناعها وولائهم لأنظمة وحكومات ونحن نعلم بالطبع استراتيجيات كثير من الشركات الهوليوودية والأوروبية التى يمكن أن تزيف التاريخ والوقائع والأحداث وتلوى الحقائق فى مجموعة أفلام مبهرة بحكم ولاء معظمها لسيطرة رأس المال اليهودى وسياساته.

ضرورى أن يتحرك المركز القومى للسينما، وأيضا ماسبيرو لتصوير أحداث مصر بوعى وحرفيه، فهو تراث أمة وشاهد إثبات لموقعة هى الأهم فى تاريخنا المعاصر، والأهم هو الحفاظ عليه، وعدم التفريط فيه أو التخاذل فى تهريبه من الأبواب الخلفية كما حدث ومازال مع أرشيفنا السينمائى والتليفزيونى والإذاعى، وظللنا نبكى على اللبن المسكوب.

إن تسجيلنا وتوثيقنا لصوره ما يحدث فى مصر، سيكون بما لا يدع مجالا للشك خير رد على ما يمكن أن تزيفه الأعمال التليفزيونية والسينمائية المزمع صناعتها مستقبلا، بل وعلينا أيضا أن نأخذ المبادرة، ونجهز من الآن ما نقوم بتسجيله وتصويره وتوثيقه، ونعلن لشركات الإنتاج السينمائى والميديا العالمية توفير تلك المواد وإذا كانوا يريدون صنع أعمال عن ثورة ٣٠ يونيو والحقبة التى تليها، بل وتشكل لجنة متخصصة لجمع كل ما تم تصويره سواء من هواه أو بعيون احترافية بشكل عملى.

أرجو ألا ننتظر لكى تستعين السينما العالمية الروائية أو التسجيلية بالمواد التى صورتها وسجلتها الفضائيات العربية والأجنبية المغرضة والتى لا تريد ألا أن تهدم مصر.

خاصة بعد أن تم كشف مؤامراتهم وفضائحهم، فتلك الفضائيات مأمورة لمحطاتها المأجورة لنظم سياسية، ومعظم المراسلين الأجانب لا يغطون الأحداث بمهنية بل وفق أغراض استخباراتية، وقد شاهدت الكثيرين من الوطنيين المصريين ممن يتحمسون لتوثيق الأحداث الجارية فى بلادنا بأفلام وثائقية لتسجيل الحقيقة أرجو ألا يفقدون حماسهم.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات