قال سمير زاهر إنه لم يكن راضيا ولا سعيدا عندما دخل فى يوم المداخلات العالمى، بالبرامج التليفزيونية تعقيبا على عقوبات الفيفا. ولكنى سمعته يقول: «الحمد لله.. الحمد لله» (ولله الحمد من قبل ومن بعد) وسمعته يصف العقوبات بأنها خفيفة وقد كانت كذلك فعلا، لكنه اعتبرها انتصارا ونصرا. ومن يرى العقوبة نصرا فهو حتما فرح بها وبهذا النصر، فلا أعرف نصرا يغضب.
ثم إن كل تصريحات زاهر المنقولة عنه والمنسوبة إليه، والتى سمعتها أيضا وأنا ألهث خلفه فى القنوات متابعا، كلها كانت تحمل علامة الرضا. وإذا كان نسى، فلا مانع أن يرجع إلى ملايين المشاهدين الذين سمعوه مثلى راضيا (بلاش فخورا سأسحبها).. وكنت أفضل أن يقرأ على سمير ما كتبناه، وأن يسمع سمير تعليقاته على العقوبات فى الوقت نفسه، لعله يتذكر فرحته، التى يصفها بالعادية!
على أى حال سألت من أثق فى خبرتهم بلوائح الفيفا ولجنة الانضباط: هل العقوبات التى وقعت على الاتحاد المصرى كانت قاسية أم أنها مخففة؟
الإجابة: مخففة. وهى نتاج عمل ثلاثة أشهر من التفاوض. فمصر لها تأثيرها وقوتها ووسائلها.. وقد راعى الفيفا البعد السياسى فيما يتعلق بعلاقات البلدين. وكان ممكنا أن يخصم من منتخب مصر 6 أو 9 نقاط فى تصفيات كأس العالم المقبلة، بجانب نقل مباريات خارج مصر وليس لمسافة 100 كليومتر كما حدث. أقول ذلك لأتضامن اليوم مع سمير زاهر فى الدعاء: الحمد لله. (قضاء أخف من قضاء).. «هييه».. كنا هانروح نلعب فى جزر الأنتيل الهولندية!
يبقى الدرس الذى كررته ألف مرة قولا وكتابة: لن نتهاون فى حق منتخباتنا وفرقنا ولاعبينا. وأية إساءة بالقول أو بالسباب أو بالفعل فى أىة دولة ستعنى تسجيلها ورصدها للمراقبين وللاتحادات المعنية وتقديم شكوى بها والمطالبة بعقوبات شديدة لمن يتجاوز ضد الفرق المصرية.. هل هذا التهديد واضح وواصل..؟!
وأعلم أن عيسى حياتو أجدع من بلاتر، فعندما أعلن الأخ روراوة رئيس الاتحاد الجزائرى أنه يطلب الإقامة فى سفارة بلاده بالقاهرة خلال زيارته لحضور اجتماعات الكاف. أبلغه حياتو بأن إقامته ستكون فى الفندق المخصص من قبل الاتحاد الأفريقى، وإلا فإن عليه عدم حضور الاجتماعات. وقد حضر وأقام فى الفندق الذى حدده الاتحاد الأفريقى.
الموضوع أصبح خبرا قديما. لكن يبقى فيه تصريحات أبوتريكة. فليس معقولا أبدا أن أهل الرأى، الذين يهتفون كل ساعة بحرية الرأى والرأى الآخر، ليس معقولا أن يحولوا كل رأى يقوله نجم مثل أبوتريكة إلى قضية ينقسم فيها الفريق الواحد إلى فريقين.. الموضوع انتهى.. وماكنا نرغب فيه، ونتمناه، تحقق وزيادة، ردا على مقعد كأس العالم الذى طار من فريقنا الوطنى فى أم درمان: ألا تكفيكم أربعة أهداف هزت شباك الفريق الجزائرى الشقيق فى أنجولا؟!