مفاوضات فيينا لن تردع إيران - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:54 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مفاوضات فيينا لن تردع إيران

نشر فى : الأحد 23 فبراير 2014 - 8:35 ص | آخر تحديث : الأحد 23 فبراير 2014 - 8:35 ص

• ينبغى أن يكون المرء أعمى أو غبيا حتى لا يرى صلة وثيقة بين قيام صحيفة يونانية بتسريب نبأ حول محاولة جهات إسرائيلية بيع إيران معدات عسكرية وبدء المفاوضات فى العاصمة النمساوية فيينا بشأن الاتفاق النهائى المتعلق بتجريد إيران من القدرة العسكرية النووية. وعلى ما يبدو، فإن يدا خفية حاولت قبل بدء المفاوضات، أن توجّه صفعة إلى إسرائيل على هيئة تحذير فحواه: «لا تتدخلى ولا تزعجى».

• إن الكشف عن قضية عمرها أكثر من عام وذات أبعاد أعمق مما تم عرضه فى الصحيفة اليونانية، يدل على أن ثمة جهات قلقة جدا من احتمال أن تفسد إسرائيل المفاوضات النووية مع إيران.

• ويعود سبب هذا القلق إلى إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على معارضة هذه المفاوضات والاستمرار فى التحذير من مغبة الوقوع فى فخ الخداع الإيرانى.

• وانعكس ذلك فى التصريحات التى أدلى بها نتنياهو فى الفترة القريبة الماضية، وكان آخرها بموازاة افتتاح المفاوضات أكد فيها أن النظام الإيرانى لم يغيّر طابعه الوحشى وعلى العالم أن يدرك ذلك. كما أشار إلى أن إيران تموّل مرتكبى المجازر فى سوريا وتقوم بتزويدهم بالأسلحة والإرشادات.

• يجوز لنا أن نفترض أن أصدقاء إسرائيل فى البيت الأبيض يصغون إلى الحملة الدعائية التى جدّدها نتنياهو فى الأسابيع الأخيرة فى كل ما يتعلق بالموضوع الإيرانى. وما يقلقهم على نحو خاص إمكان أن تقوم إسرائيل بتزويد أعضاء مجلس النواب الأمريكى بمعلومات محدثة عما يجرى فى البرنامج النووى الإيرانى تؤدى بهم إلى خوض مواجهة أخرى مع البيت الأبيض.

• إذا ما تبين أن أصدقاءنا الأمريكيين هم الذين سربوا هذا النبأ، يجب أن نعترف أنهم كانوا متواضعين هذه المرة واكتفوا بصحيفة يونانية لا بصحيفة «نيويورك تايمز» التى باتت الأداة التى يفضلونها للكشف عن نشاط سلاح الجو الإسرائيلى فى سوريا.

• وبالنسبة إلى المفاوضات النووية نفسها التى من المفترض أن تستمر بين ستة أشهر إلى عام وتهدف إلى كبح البرنامج النووى الإيرانى العسكرى وتطبيع علاقات إيران مع الغرب، يمكن القول إن التغطية الإعلامية الكبيرة التى تحظى بها لا تعنى أنها ستسفر قريبا عن نتيجة جوهرية لأن المرحلة الحالية هى مرحلة محاولة كسب الوقت. ويبدو أنه لن يحدث أى شىء دراماتيكى حتى مايو المقبل. لكن آنذاك، ستبدأ الدراما الحقيقية لأنه يجب اتخاذ القرار بشأن إطالة أمد الاتفاق المرحلى الذى وُقّع فى جنيف فى نوفمبر الماضى نصف عام آخر.

• وبرأينا سيغدو واضحا حتى ذلك الوقت أن الاتفاق النهائى ليس خيارا واقعيا، فالإيرانيون لا ينوون التخلى عن مفاعل البلوتونيوم أو إغلاق المنشآت الموجودة تحت الأرض. ولذا من المتوقع أن تُوجّه كل الجهود نحو صياغة اتفاق موقت بعيد المدى يتيح للجميع إمكان الاستمرار فى التظاهر بوجود إنجاز ما، والأهم انه يتيح إمكان عدم العودة إلى المربّع الأول، مربّع الخيار العسكرى.

• فى ضوء ذلك يجب حتى ذلك الوقت إخراس الضفدع التى تواصل النقيق فى أطراف المستنقع وهى إسرائيل. صحيح أن الأمريكيين يبلغون إسرائيل آخر المستجدات ويتبادلون المعلومات معها بل إنهم فى حالات معينة يطلبون مشورتها أيضا، لكنهم لا ينسون أن يصفعوها هنا وهناك وأن يذكروها بمكانتها فى النظام العالمى الجديد، على الأقل حتى نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما.

التعليقات