●● المشهد فى الجلسة الأولى لمجلس الشعب التى تلت جلسة الإجراءات كان حافلا بالحماس والشعور بالمسئولية تجاه أصوات الناخبين، وبمشاعر فياضة تجاه قضية الشهداء.. فيما كان مشهد جلسة الإجراءات مزعجا بسبب الاختلاف فيما لا يجب الخلاف عليه، بجانب أننا لم نألف مثل هذا الحوار والاختلاف تحت سقف البرلمان على مدى سنوات طويلة، فقد تربى الناس سياسيا على فرض إرادة الدولة وهى فى الواقع إرادة الرئيس على مجلس الشعب، وكنا نتندر بتفصيل القوانين، وكنا نضحك كلما سمعنا أو شاهدنا المنصة تطلق كلمة «موافقة» قبل أن ترفع أيدى الأعضاء بالموافقة فعلا؟
●● فى المقابل تلك أول خطوة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية نحو الديمقراطية، وهى تبدو لى ترجمة حرفية لمقولة طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. ومن المستحيل أن ترى اليوم نهاية الطريق، أو تراه ثم تلمسه، وقد وصفت جريدة الهيرالد تريبيون فى صدر صفحتها الأولى مشهد البرلمان المصرى بأنه: «الديمقراطية التى تعرفها مصر لأول مرة منذ ستة عقود».. هذا برلمان الشعب.. حصيلة مشاركة أكثر من 27 مليون مصرى فى أول انتخابات نزيهة وحرة.. إذن الشعب المصرى هو صاحب الاختيار وليس الشعب السويسرى.. وعلينا ان نحترم إرادة المصريين، وأن ننتظر ونرى كيف تمضى بنا سفينة الديمقراطية..
●●●
●● فى معرض تعليقى على بطولة الأمم الأفريقية قلت إن مكافأة مليون دولار لفوز غينيا الاستوائية على ليبيا هو مبلغ ضخم فى بلد يصل تعداد سكانه إلى 670 ألف نسمة يتقاضى 75 % منهم 60 بنسا فى اليوم».. وكان تعليق قارىء بإسم طنطاوى أن غينيا دولة غنية ومتوسط دخل الفرد فيها 36 ألف دولار فى السنة.. واعتبر ما قلته غير صحيح.. أولا أشكره على اهتمامه، ولكن ما قلته فى تعليقى صحيح، ومصدرى كان تقريرا فى صحيفة الإندبندنت البريطانية.. فالواقع أن نسبة 75 % من السكان فقراء، وأن 20 % من أطفال غينيا يموتون قبل بلوغ سن الخامسة، وأن نصف السكان يشربون مياها نظيفة، والنصف الآخر تقريبا لا يجد الماء النظيف، وعلى الرغم من أن غينيا الإستوائية دولة من أسرع الدول صعودا فى النمو منذ عام 2004 وأثرت بسبب البترول، إلا أن الدخل القومى للدولة لا يوزع على إجمالى مواطنيها، وإنما يحظى به النخبة الحاكمة وأسرة الرئيس، ولذلك تأتى غينيا الاستوائية على رأس أول 12 دولة فى العالم فى قائمة الفساد حسب تقرير مؤسسة الشفافية الدولية التى تراقب الفساد.. واختصارا تعد حسبة قسمة الناتج المحلى على عدد السكان للحصول على متوسط دخل الفرد غير دقيقة، لأنها لا تأخذ فى الاعتبارالتفاوت فى الدخول.
●●●
●● لماذا يخفى مصدر اسمه وهو يتحدث عن عقد احتراف تلقاه جدو من ماليزيا.. هل العرض من أسرار الدولة العليا؟.. أتساءل بعد أن أصبحت جملة صرح مصدر مسئول شائعة لدرجة إنها باتت تستخدم فى الإعلان: بأن الذهب معدن نفيس.. وقل بعدها يا سلام إعجابا وذهولا واندهاشا؟