شيوخ اليومين دول - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 6:03 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شيوخ اليومين دول

نشر فى : الأربعاء 26 أكتوبر 2011 - 9:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 26 أكتوبر 2011 - 9:55 ص

غدا الخميس تشهد ساحة الأزهر وقفة من علماء ودعاة وطلبة الأزهر، تضامنا مع على جمعة، مفتى البلاد، ضد الاعتداءات اللفظية والاتهامات التى وجهها الشيخ أبو إسحاق الحوينى ومازن السرساوى، على شاشة قناة الحكمة، كما ورد فى صحف الأمس.

 

الحوينى من «أعلم الناس بعلم الحديث فى عصرنا»، حسب مواقع أنصاره وأشياعه. والرجل وصف المفتى بأنه ولد ميتا، وهو تعبير لا يدخل فى السجال الفقهى بين عالمين كبيرين، ولا يعكس خلافا سياسيا، ولا يفسره إلا سياق متصل من لغة التهوين والتطاول، وهدم الخصوم بدلا من الحوار معهم، كما أرى فى كل حوار دينى هذه الأيام.

 

فى مصر مجلة شهرية تصدر عن جمعية المختار الإسلامى بالسيدة زينب، وتحمل اسمها، تقدم دليلا على ما أقول.

 

العدد الأخير يبدأ بمقال يدعو القيادات الإسلامية للوحدة على طريقة المهاجرين والأنصار، وهى دعوة تثلج صدر كل مواطن مصرى. لكن الكاتب أصر على تقسيم مصر، حرفيا وحسب المقال، إلى 3 قوى، هى الإسلام، والجيش، و«قوة التجمع الصهيونى الصليبى»، التى تضم «كفاية و6 أبريل واليسار والعلمانيين والليبراليين والشيوعيين وأقباط المهجر فى الخارج وامتداداتهم فى الخارج (هكذا بالنص) أو أبناء شنودة فى الداخل وإفرازاتهم (بالنص) فى الخارج». أما لغة الخطاب والإقناع، فى مقال آخر بنفس العدد لنفس الكاتب، فهى «يا كلاب النار يا دعاة الليبرالية والعلمانية».

 

لا يحتاج عالم الدين إلى قاموس الشتائم البذيئة، ولا يتوسل بالعنف والابتزاز لفرض وجهة نظره، فمهمته هى الإقناع. ولا يوجد بيننا من يمكن مقارنته بفرعون ذى الجبروت والكفر، ومع ذلك طلب الله من موسى وهارون أن يعاملاه باللطف، «فقولا لَه قَولا لينا لَعله يتَذكر أو يخشى» (طه، 44).

 

يتذكر الحوينى على صفحته الرسمية حادثا من طفولته، عن لص كان يسرق حقل الوالد، «فاختبأ الأب حتى لا يراه هذا الشخص، ولم يروعه حتى أخذ ما أراد وانصرف». والدرس واضح، فالتسامح مطلوب حتى مع لص، أما ما يفعله الحوينى وأنصاره فهو العكس، بدليل تعليقات أنصاره على المنتديات، والقصائد التى تمدح الحوينى «أسد السنة»، وتهجو الشيخ جمعة، فهو «إِمام فى الضلالِ المستَطير».

 

«فعلا المفتى ميت وإنسان جاهل كمان»، فى رأى كاتب تعليق.

 

«والله يا اختى اللى اعرفه ان الشيخ ابواسحاق كان بيتكلم عن بعض الفتاوى الخاطئة لمفتى الازهر (هكذا)... فرفع المفتى عليه قضية، وهذا لاينبغى بين الشيوخ».

 

هذا ما فهمته أم عدولة، كاتبة التعليق.

 

أما الثمن الفادح الذى سيدفعه علماء من طراز الحوينى وكاتب مجلة المختار الإسلامى، فهو انصراف الجميع عنهم فى النهاية. كتب أحد الزوار: لا المفتى كويس ولا حتى اللى شتمه. فعلا أنا مش عارف اسمع لأى حد من شيوخ اليومين دول».

محمد موسى  صحفي مصري