الاتحاد ــ الإمارات قلوب البشر تقهرُ الوباء - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 7:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاتحاد ــ الإمارات قلوب البشر تقهرُ الوباء

نشر فى : السبت 27 يونيو 2020 - 9:00 م | آخر تحديث : السبت 27 يونيو 2020 - 9:00 م

نشرت جريدة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب «محمد عارف»، تحدث فيه عن إنسانية البشر لمواجهة وباء كورونا وذلك بذكر أمثلة من مختلف دول العالم.. جاء فيه ما يلى.
وباء «كوفيد ــ 19» الذى أغلق الحدود، حتى بين الأقطار الأوروبية، قهره الحبُ فى أوتيل قرية «لكيور» الصغيرة، التى تقسمها نصفين الحدود بين سويسرا وفرنسا. تفاصيل مثيرة فى تقرير «اموجين فولكس»، مراسلة «بى بى سي»، عن القرية التى اشتهرت بمفاوضات ميثاق «إفيان» عام 1961 بين ممثلى منظمة التحرير الجزائرية وفرنسا. وتضاهى ذلك الآن فى الإثارة قصة حبيبين من جنسيتين مختلفتين، فرنسية وسويسرية، عازمين على الزواج، إلاّ أن غلق الحدود قَسَم القرية والأوتيل قسمين، لكل مدخله المختلف. مالك الأوتيل وضع الحبيبين فى غرفة رقم 9 التى تقطعها الحدود نصفين، وطلب منهما الالتزام بالغلق!
وهكذا، قهرت قلوب الناس الوباء حول العالم. فى بريطانيا وحدّت مواجهة الوباء بين الدكتورة «كيران أحمد» (34 عاما) مسئولة التخدير فى قسم الطوارئ فى مستشفى لندن، وأطباء جدد التحقوا بالخدمة الصحية. «هجمة الوباء الصعبة، التى تثير الهلع العام، شدّت عزم 50 طبيبة وطبيبا شبابا، جمعتهم مواقف زمالة يصورها شريط فيديو يتضمن تفاصيل عمليات الإنقاذ، والأجهزة المستخدمة، كالرئة والكلية الصناعيتين اللتين تعيدان الحياة لمصابين على شفا الموت. وفى تايلاند بادرت فرقة «تايلاند للتايلانديين»، التى شكلها متطوعون شباب، إلى جمع أموال لشراء الأدوية، واستخدموا مدّخراتهم الشخصية لتأمين وسائل التعقيم فى الأحياء الفقيرة، المعرضة للوباء أكثر من غيرها فى معظم أنحاء العالم.
وزورق الموسيقى فى أمستردام اغتبط به مالكه، وسكان المنازل على جانبى قناة أمستردام. مالك الزورق «رينيه» فقد عمله بسبب «كوفيد ــ 19» الذى أغلق أبواب الرزق حول العالم، ومنحته حكومة هولندا معونة قدرها ألف يورو، فحمل فى زورقه طبلَة يقرعها بقدمه وبوقه يعزف عليه بفمه، وتجمّع السكان فى شرفات منازلهم، أو على متن زوارقهم يرقصون ويهزجون. «رينيه» يقول: «كل شخص يمكن أن يفعل شيئا للمشاركة فى الكفاح ضد فيروس كورونا».
وقلوب الفلسطينيين كوطنهم، الذى يقول عنه محمود درويش: «ليس سؤالا تجيب عليه وتمضى، إنه حياتك وقضيتك معا»، وهنا «الأمل ليس مادة ولا فكرة.. إنه موهبة». وموهوبون ممثلو المنظمات غير الحكومية الفلسطينية، الذين أقاموا «أوتيل القديس جورج» فى المدينة القديمة لحجر المصابين بالفيروس مجانا.
وتوجع القلب رسالة طبيب عراقى مقيم فى قسم الطوارئ فى «مدينة الطب» ببغداد عن أعداد مخيفة متزايدة للمصابين، وقلة أجهزة إنقاذهم، حيث يضطر الطبيب إلى مناوبة قنينة الأوكسجين بين مصابين على شفا الموت، «كل شويه واحد منهم ياخذ نَفَس». وتتضمن رسالة الطبيب العراقى مواقف، كما يسميها، يصعب تصديقها، لولا أنه وقع الرسالة باسمه الصريح، وأرسلها عبر أكاديمى عراقى يعيش فى لندن.
و«مِن عَطبك تأتى قوتك»، قالها عالم النفس فرويد، ومن عَطب البشر بالكورونا تأتى قوتهم فى المرح وإطلاق النكات. بعض النكات رُقع من الكرتون تحمل نصوصا ورسوما يتبادلها ملايين الناس عبر وسائل الاتصال الاجتماعى، مثل صورة ضفدع يُطلق تعليقات بلهاء، كتعليقه على سبب قبض البوليس على متفائل بالعام 2020، «يا ستار جابوه منين!». وبعض النكات للتخفيف من مشاعر الضيق بالحجر المنزلى، مثل «صاحب نظرية أن الكورونا ستختفى فى الحر، هو نفسه صاحب نظرية الجزمة الضيقة تتوسع بالمشى، والحب يأتى بعد الزواج! ».
* مستشار فى العلوم والتكنولوجيا

التعليقات