الضغط والسكر: وجهان لعملة واحدة - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الأربعاء 8 مايو 2024 11:06 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الضغط والسكر: وجهان لعملة واحدة

نشر فى : الجمعة 27 أكتوبر 2023 - 8:10 م | آخر تحديث : الجمعة 27 أكتوبر 2023 - 8:10 م

إذا ما نصحك طبيبك الباطنى الذى يعالجك من ارتفاع الضغط لقياس نسبة السكر فاعلم أنك بين أيد أمينة. الملاحظ حاليا الآن أن ارتفاع ضغط الدم قد يوازيه فى آنٍ واحد ارتفاع فى نسبة سكر الدم.
أى أنهما عارضان متلازمان فى أحيان كثيرة لذا يجب التنبه لتشخيصهما مبكرا لتلافى أضرار لاحقة. التحكم فى ارتفاع ضغط الدم لدى مريض السكر يقلل من فرص الإصابة بجلطات القلب أو السكتة الدماغية أو الوفاة المفاجئة لمرض بالقلب إلى النصف. كما أن بين مرضى ارتفاع الضغط فإن التحكم بمستوى السكر يقلل من احتمالات فقدان البصر والفشل الكلوى ومشاكل الأعصاب الطرفية كفقدان الإحساس فى الأطراف كأصابع القدمين وما يعقبها من مشاكل مترتبة عليها.
ومن الملاحظات الهامة التى تربط أيضا بين السكر والضغط: أن الضغط ينخفض أثناء النوم ليرتفع بسرعة عند الصحيان فى الصباح لكن ذلك لا يتحقق عند كبار السن أو المصابين بمرض السكر مما يعرضهم لمخاطر قد تحدث أثناء النوم.
تظل قياسات الضغط مقبولة عند حدود ١٤٠/٩٠ بالنسبة لمن يعانون من ارتفاع فى الضغط فقط ويتعاطون علاجا مستمرا يجب أن تهبط إلى حدود ١٣٠/٨٠ للمصابين بالسكر.
السكر مرض الجسم كله: دم وخلايا وأنسجة فازدياد نسبة السكر فى الدم عن معدلاته الطبيعية (١١٠ ميلجرامات/ ديسيلتر) فى الصباح وقبل تناول أى طعام أو شراب تؤدى إلى زيادة مضطردة فى إنتاج هورمون الإنسولين المسئول عن توزيع سكر الجلوكوز بين الدم والأنسجة وفقا لاحتياجات الجسم. كلما طالت فترة دوران الجلوكوز فى الدم كلما استنفذت خلايا البنكرياس طاقتها فى إفراز الإنسولين حتى تبدأ فى الاضمحلال فيقل إفراز الإنسولين وتزداد نسبة السكر فى الدم باستمرار وترتفع خاصة بعد تناول الطعام مباشرة مما يساهم فى ظاهرة مقاومة الإنسولين التى تقل فيها حساسية الجلوكوز لهرمون الإنسولين مما يزيد المسألة تعقيدا.
الزيادة الكبيرة فى نسبة الجلوكوز السارى فى تيار الدم تصيب الأنسجة على اختلافها وتؤثر بالسلب على طريقة أدائها لوظائفها الطبيعية، وتضر بالشرايين الدقيقة وتعوق سريان الدم فيها وقد تتأثر الكلى وشرايين القلب التاجية وشرايين شبكية العين مما يمهد لأخطار كثيرة قادمة.
رغم أن ارتفاع الضغط والسكر عرضان مختلفان إلا أنهما يستجيبان معا وبصورة مماثلة للتغيرات التى قد تحدثها التغيرات المختلفة فى إسلوب ونمط الحياة التى ينتهجها الإنسان.
انتهاج نظام غذائى للوصول لوزن ملائم والحفاظ عليه يعيد التوازن لمريض السكر وينخفض بمعدلات الضغط العالية لقياسات مرضية بدون علاج إذا ما كانت حالة متوسطة.
ممارسة بعض تمارين اللياقة والرياضة تسجل تحسنا ملموسا فى حالة مريض السكر الذى تتراجع قياسات نسبة الجلوكوز فى دمه لأن الحركة هى مفتاح انتظام وثبات مستوى السكر فى الدم. بينما للرياضة ذات التأثير على مريض الضغط المرتفع الذى تتراجع قياسات ضغطه بصورة مشجعة.
إذا كان من الضرورى تناول الأدوية للضغط والسكر فإن مركبات الاستاتين تفيد فى كلتا الحالتين إذ إنها تؤخذ كإجراء وقائى لارتفاع نسبة الكولستيرول وتفادى الإصابة بالأزمات القلبية إذ إنه من المعروف أنه إذا ما اجتمع مرض السكر وأمراض شرايين القلب التاجية فإن الجلطة وإن حدثت لا تسبقها تلك الآلام القاسية التى تعلن عن الإصابة بالذبحة الصدرية. إنها تتسلل خلسة فلا تعلن عن نفسها إلا بعد أن تتمكن من التغلب على الشرايين العليلة بداء السكر.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم وعلاجه بكفاءة وإدارة معركة السكر بين الدم والأنسجة بحزم ودراية شأن يشترك فيه الطبيب والمريض بقدر متساوٍ من المسئولية.

التعليقات