كى لا تكون السنة الجديدة كسابقاتها - علي محمد فخرو - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 2:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كى لا تكون السنة الجديدة كسابقاتها

نشر فى : الأربعاء 28 ديسمبر 2022 - 8:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 28 ديسمبر 2022 - 8:50 م

أما وأن السنة الحالية ستنتهى بعد بضعة أيام دعنا نذكر بأن السنة القادمة فى بلاد العرب ستلحق بالسنوات العربية العجاف التى سبقتها، إن لم تطرح للنقاش، واتخاذ القرارات القومية الصائبة بشأنها، النقاط التالية:
أولا: مساعدة القطر العربى السورى على فك الحصار الاقتصادى الأمريكى اللاإنسانى العبثى الجائر، وعلى إيقاف التلاعبات الأمنية التآمرية الأمريكية وحلفائها فى الشمال السورى، وعلى دحر التدخلات الاستعمارية التركية فى الشئون الداخلية السورية باستعمال أوراق الموضوع الكردى التركى والسورى كمبرر لتلك التدخلات، وعلى اتخاذ موقف قومى تضامنى من الضربات الجوية الإجرامية الصهيونية على الأهداف العسكرية السورية تحت ذرائع مشاكلها وخلافاتها مع إيران وغيرها، وعلى عودة سوريا إلى مكانها الطبيعى فى كل المؤسسات العربية القومية المشتركة، وعلى الأخص الجامعة العربية ومنظومة قمة الرؤساء العرب.
وبنفس المنطق الالتزامى القومى المساهمة الفاعلة المستمرة فى إخراج فلسطين وليبيا واليمن ولبنان والسودان والعراق من الأوضاع المتشابكة المأساوية التى يتلاعب بها ويزج أنفه فيها الاستعماران الخارجى والصهيونى.
فلقد ملت الشعوب العربية رؤية التفرج العاجز اللامبالى من قبل المؤسسات المشتركة العربية بشأن الجحيم والدمار والانتهاك الذى تعيشه بعض أقطار الوطن العربى، ومن ترك حلول مشاكل الوطن العربى كله فى يد الأغراب والأعداء التاريخيين وكل من هب ودب من القريبين والبعيدين.
ثانيا: استعادة الإرادة العربية القومية المشتركة المستقلة القادرة، رغما عن الضغوط والابتزاز الأمريكى، على الرجوع إلى تفعيل ثوابت التنسيق والتضامن، وصولا إلى التوحيد العربى التدريجى التراكمى، فى حقول السياسة والاقتصاد والمال والأمن والصناعة الحربية والثقافة والتكنولوجيا والتواصل الاجتماعى. ما عاد مقبولا أن يتوقف أو يتباطأ زخم وحيوية المشروع التوحيدى لطاقات الأمة ولإمكانيات الوطن العربى المادية والبشرية الذى كان ملء العين والبصر طيلة القرن الماضى، والذى عمل ويعمل أعداء الأمة على إخراجه من ذاكرة ووعى وضمير شابات وشباب الأمة.
ثالثا: اتخاذ موقف واحد من محاولات زج هذه الأمة فى المماحكات والصراعات الدولية وإدخالها فى متاهات التنافسات التجارية والحروب الانتهازية العبثية فيما بين الدول الكبرى التى ستستنزف طاقاتها وثروات وطنها العربى.
رابعا: مناقشة واتخاذ موقف صارم موحد من كل جوانب الصراع مع الكيان الصهيونى خصوصا وأنه يحكمه الآن يمين مجنون ممعن بصلف وتبجح فى سياسات القتل، وإدخال الألوف فى السجون دون محاكمات عادلة، وسرقة الأراضى والمياه، وحصار الأبرياء، وانتهاك حرمة المساجد والكنائس، وهدم البيوت، ورفض عودة اللاجئين واللاجئات. كل ذلك يتم بينما كل من يقوم بتلك الموبقات الاستعمارية ويرتكب يوميا الجرائم ضد الشعب الفلسطينى يستقبل بترحاب فى عديد من بلدان العرب.
ليست تلك تمنيات، وإنما هى مطالب من قبل الغالبية الساحقة من ملايين الشعوب العربية فيما لو كان غير مبعد عن المشاركة الفاعلة الحرة فى اتخاذ القرارات المصيرية الكبرى من أجل إيقاف الاستباحات الممنهجة لسيادة وثروات الوطن العربى.
ولأنها مطالب ترتبط أشد الارتباط بتحرر واستقلال هذه الأمة وكرامتها وخروجها من حالة التخلف التاريخى الذى تعيشه فإنها مطالب تستدعى نضالا شعبيا واسعا متصاعدا، خصوصا من قبل الشابات والشباب، ضد كل من يعارض هذه المطالب أو يتلاعب بجدية تحققها فى الواقع أو يحاول تأجيلها بشتى الأعذار والمبررات.
ترى هل ستمحو السنة القادمة تجمع خزى وعار وهوان المشهد الحضارى المظلم الذى نعيشه ونئن تحت وطأته بالأخص منذ عدة عقود من السنين؟ هذا ما يحتاج إلى إرادة وتنظيم وتلاحم شعبى ورسمى تعاضدى يتحدى ويفعل ولا يتراجع.
مفكر عربى من البحرين

علي محمد فخرو  شغل العديد من المناصب ومنها منصبي وزير الصحة بمملكة البحرين في الفترة من 1971 _ 1982، ووزير التربية والتعليم في الفترة من 1982 _ 1995. وأيضا سفير لمملكة البحرين في فرنسا، بلجيكا، اسبانيا، وسويسرا، ولدي اليونسكو. ورئيس جمعية الهلال الأحمر البحريني سابقا، وعضو سابق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، وعضو سابق للمكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات الوحدة العربية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات فلسطينية. وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية المكتوبة والمرئية في دبييشغل حاليا عضو اللجنة الاستشارية للشرق الأوسط بالبنك الدولي، وعضو في لجنة الخبراء لليونسكو حول التربية للجميع، عضو في مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث.
التعليقات