كلاسيكيات القاهرة السينمائي.. وكنوز البحر الأحمر - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 12:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كلاسيكيات القاهرة السينمائي.. وكنوز البحر الأحمر

نشر فى : الأحد 30 أكتوبر 2022 - 8:40 م | آخر تحديث : الأحد 30 أكتوبر 2022 - 8:40 م
دون شك، أصبحت «كلاسيكيات السينما» تشكل عنصرا مهما ببرامج المهرجانات السينمائية الكبرى مثل «كان، وبرلين»، وإضافة لها، حيث يحرص المنظمون على وجود باقة من الأفلام الكلاسيكية الخالدة التى ارتبط بها الجمهور لتأثيرها الكبير ومكانتها فى تاريخ السينما وذاكرتها، بجانب كونها شاهدة على فكر وصناعة ونجوم.
لهذا تسعى مهرجانات مثل «القاهرة، والبحرالأحمر» فى دوراتها الجديدة على وجود برنامج يعرض أفلام من الكلاسيكيات، وتطلب الأمر ترميم بعض التحف السينمائية الخالدة كهدف نبيل يدعم نسختها الجديدة فى عرضها، وهو ما حرص عليه هذا العام مهرجان القاهرة السينمائى بترميم ثلاثة أفلام هى «يوميات نائب فى الأرياف» 1969 للمخرج توفيق صالح، و«أغنية على الممر» 1972 للمخرج على عبدالخالق وبطولة محمود مرسى وأحمد مرعى وصلاح السعدنى و«الاختيار» 1971 للمخرج يوسف شاهين، بطولة سعاد حسنى وعزت العلايلى، وهى الأعمال التى تعرض بقسم «كلاسيكيات القاهرة».
مهرجان البحر الأحمر السينمائى أكد هو الآخر مدى اهتمامه بكلاسيكيات السينما باختياره لسبعة أفلام ستعرض ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر»، فى دورته الثانية والتى ستقام من 1 إلى 10 ديسمبر، وسوف يحتفى بمرور خمسين عاما على اثنين من أشهر الأفلام الكلاسيكية العربية بإعادة ترميمها وهما «خلى بالك من زوزو» (1972) للمخرج حسن الإمام وبطولة سعاد حسنى وحسين فهمى، وهو العمل الذى حقق أرقاما قياسية فى تاريخ السينما العربية، ويشهد على التغييرات الاجتماعية التى حلّت بمصر فى السبعينيات، و «غرام فى الكرنك»، (1967) من إخراج على رضا، ويأتى ترميمه وعرضه مرة أخرى بهدف إلهام الجيل القادم من صانعى الأفلام استكمالا لمهمة الحفاظ على تاريخ وإرث السينما العربية من النسيان، وتجرى عملية الترميم فى مدينة الإنتاج الإعلامى فى مصر.
كذلك فيلم «أسد الصحراء» (1980) رائعة المخرج الراحل مصطفى العقاد، الفيلم الذى حظى بشعبية جماهيرية عالية، يحكى قصّة القائد اللّيبى عمر المختار، الذى يؤدى دوره أنتونى كوين، ودوره البطولى فى قيادة المقاومة الوطنيّة ضمن صراعها للتحرر من الاستعمار الإيطالى الفاشى عام 1929. وسيُعرض الفيلم بدقّة عالية لأوّل مرّة، بعد ترميمه بأحدث التقنيات، ضمن احتفاءٍ يليق بعشّاق العمل وأولئك الذين لم يحظوا بفرصة مشاهدته بعد.
أنطوان خليفة، مدير البرنامج السينمائى العربى والكلاسيكى فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى قال عن حالة الشغف هذه: «البرنامج الجديد يلتزم بحفظ التراث السينمائى العريق وبعثه من جديد للأجيال الشابّة والقادمة، نجحنا فى ترميم فيلمين من كلاسيكيات السينما المصرية، بدعمٍ من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائى إيمانا بأهمّية هذا التراث السينمائى فى إلهام صنّاع السينما الواعدين، وإمتاع جماهير السينما».
الأفلام الكلاسيكية التى تركت أثرا عميقا عبر الأجيال شكّلت تاريخ السينما تتضمن أيضا، بحسب كليم أفتاب، مدير البرنامج السينمائى الدولى فى المهرجان افلام «مرّرها كما بيكهام» 2002 إخراج جوريندر شادها وبطولة بارميندر ناجرا، وكيرا نايتلى، أحدث هذا الفيلم، الذى تحل ذكراه العشرون هذا العام، ظاهرة فنية مدوية فى وقته، إذ يعتبر من أنجح أفلام كرة القدم على الإطلاق.
وفيلم «الوهم الكبير» 1937 تحفة سينمائية فارقة يزيد عمرها على 80 عاما، للمخرج جان رينوار، والتى جاءت أحداثه فى إطار الحرب العالميّة الأولى، أحد أعنف الصراعات الدمويّة فى التاريخ، حيث تُساق مجموعة من الجنود الفرنسيين إلى الأسر من قبل القائد الألمانى يوهان فون رافنشتاين. وتضم هذه المجموعة كلا من ماريشال (جان جابين) من الطبقة العاملة، ودى بويلديو من الطبقة الأرستقراطية (بيير فريسناى)، وروزنتال (مارسيل داليو) من الطبقة البرجوازية، وكارتير (جوليان كاريت) الممثل الكوميدى. وبينما تفشل خطتهم لحفر نفق للخروج من المعسكر الأول (هالباك)؛ يتم نقلهم إلى سجن (وينترسبورن) الحصين؛ ليواجهوا القائد الألمانى رافنشتاين (إريك فون ستروهايم) مرة أخرى.
وفيلم «سامبيزانجا» 1972 إخراج سارة مالدورور، حول الصراع الدائم ضد الاستعمار فى أفريقيا فى السبعينيات، عن قصة الكاتب الأنجولى خوزيه لواندينو فييرا والتى ظلّت محظورة من النشر من طرف الحكومة الأنجولية إلى أن ظفرت باستقلالها من البرتغال فى 1975.
وفيلم «أغرب من الجنّة» 1984 الذى يعد من أول أعمال المخرج الأمريكى المخضرم جيم جارموش، ويصاحب عرضه تقديم الفيلم الوثائقى القصير «أغرب من روتردام» 2021، ليكشف عن كواليس صراع المخرجة والمنتجة سارة درايفر فى تمويل فيلم جارموش؛ باعتباره أحد أكثر الأفلام جدلا. حيث تحكى فى فيلمها قصة تمويل «أغرب من الجنة» ومن المنتظر أن يُعرض الفيلمان سويَّا.
وعلى نفس النهج يعرض بـ «كلاسيكيات القاهرة» بجانب الأفلام المرممة أفلام المخرج الإيطالى الكبير بازولينى، هى الفيلم القصير «الريكوتا» 1963 الذى أخرجه كجزء من فيلم «روجوباج» مع جودار وروسيللينى وجريجوريتى، و«صقور وعصافير» 1966 و«ميديا»1969.
وضمن الكلاسيكيات هناك فيلمان للمخرج الفرنسى جان لوك جودار هما «على آخر نفس» 1960 أول أفلامه وفاتحة شهرته ومسيرته الطويلة فى السينما، و«بييرو المجنون» 1965، وهو أحد أجمل أفلامه وأكثرها تعبيرا عن أفكاره الفوضوية الرافضة للبرجوازية وقيمها قبل مرحلة اعتناق الماوية.
وهناك أيضا فيلمان للمخرج المكرم فى المهرجان، وهو المجرى بيلا تار، وهما «حصان تورينو» 2011، و«تناغمات فيكماستر» 2001، ولا شك أنهما سيجتذبان الكثير من الشباب الذى يحبون هذا النوع من السينما الخاصة التجريبية.
إن ترميم الأفلام القديمة والتجربة لا يجب أن تتوقف ومن المهم استمرارها دائما ودعمها للعرض على شاشة كبيرة.
خالد محمود
خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات