البقرة الحمراء.. متى يقرر الاحتلال الإسرائيلي ذبحها؟ وما علاقتها ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 7:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البقرة الحمراء.. متى يقرر الاحتلال الإسرائيلي ذبحها؟ وما علاقتها ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى؟

بسنت الشرقاوي
نشر في: الإثنين 1 أبريل 2024 - 9:57 م | آخر تحديث: الإثنين 1 أبريل 2024 - 10:01 م
مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية بحق سكان غزة يومها الـ178، عادت قصة البقرة الحمراء إلى السطح مجددا، حيث تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا) الروايات عنها مع إعلان حاخامات إسرائيل المتطرفين عن اقتراب ذبحها في الثاني من نسيان العبري الذي يوافق عيد الفطر المبارك.

ويأتي ذلك بعدما أعلن كبار الحاخامات عن تنظيم "معهد الهيكل" التابع للاحتلال الإسرائيلي، مؤتمرًا لمناقشة التحضيرات الدينية المتعلقة بإقامة طقوس ذبح البقرة الحمراء، ويهدف هذا المؤتمر، وفقًا للمعتقدات الدينية اليهودية، إلى تطهير آلاف اليهود من "نجاسة الموتى".


•لماذا وأين؟
تعوّل جماعات الهيكل المتطرفة، على أن إقامة طقس التطهر بذبح وحرق البقرات الخمس الحمراء، يمكن أن يفتح المجال لمئات آلاف اليهود المتدينين لاقتحام المسجد الأقصى، والذين يمتنعون عن ذلك في هذا اليوم التزاما بالمنع الحاخامي الرسمي.

وحسب المزاعم، فإنه بمجرد ظهور تلك البقرة؛ سيأتي ميعاد نزول "المخلص"، ويتم بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى بعد هدمه، ثم تُذبح كأول أضحية داخل الهيكل؛ ليصبح الشعب اليهودي مهيئًا للدخول إليه.

وكان معهد الهيكل، نشر في شهر فبراير الماضي، أثناء الحرب، إعلاناً طلب فيه كهنةً متطوعين لتدريبهم على طقوس التطهر بالبقرة الحمراء، ووضع شروطًا خاصة للمتطوعين، ويفترض أن تتم هذه العملية في قطعة أرضٍ سبق أن استولت عليها هذه الجماعات لغرض الذبح على جبل الزيتون مقابل الأقصى.

ويأتي المؤتمر بعد أن بلغت البقرات الخمس السن المفروض لعملية التطهير، وهو سنتان.

•من أين نشأت مزاعم ذبح البقرة الحمراء؟
البقرة الحمراء، هي إحدى المعتقدات اليهودية التي عمل عليها اليهود المتطرفون سرا، تمهيدا لهدم المسجد الأقصى.

وولادة "البقرة خالصة الاحمرار" في الديانة اليهودية، يرجع أصله لاعتقاد اليهود بأنه قبل ألفي عام، وفي حقبة المملكتين الأولى والثانية، تم مزج رماد بقرة حمراء صغيرة ذُبحت في عامها الثالث، وجرى خلط دمها بالماء، واستُخدم في "تطهير" الشعب اليهودي.

ويقول اليهود، إنه قبل ذلك قد جرى التضحية ببقرة حمراء في زمن الهيكل الأول، وبثمان بقرات في زمن الهيكل الثاني، وأنهم يستعدون لمرحلة الهيكل الثالث، المرتبطة بولادة البقرة العاشرة الحمراء، التي قالت جميعة "معهد الهيكل" إنها ولدت في عام 2018.

وحسب المزاعم اليهودية فإنه بمجرد ظهور تلك البقرة سيأتي موعد نزول من يسمى بـ"المخلص"، ثم يعقبه نهاية الزمان.

والبقرة الحمراء تعني بالعبرية "بارا أدومَّا"، وينتظرها اليهود من أجل هدم المسجد الأقصى المبارك، وبناء الهيكل الثالث المزعوم.

ويجب أن تكون بقرة ذات لون شعر أحمر كامل، من دون لون آخر، ولم تحمل ولم تُحلب ولم يوضع برقبتها حبل وقد ولدت ولادة طبيعية وربيت على ما يقال إنها أرض إسرائيل.

وقررت الجماعات المتطرفة ذبح البقرة الحمراء والتطهر برمادها بحسب الموعد المسجل في النصوص الدينية المقدسة وهو يوم الثاني من نيسان العبري، والذي يصادف هذا العام يوم العاشر من أبريل المتوقع أن يصادف عيد الفطر المبارك.

•متى تقرر إسرائيل ذبح البقرة الحمراء؟
يبقى التأكد من البقرة المختارة لذبحها محل شك ففي سبتمبر من عام 2018، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية لأول مرة خبر ولادة "بقرة حمراء"، يزعمون أن نهاية العالم ستأتي بعد ولادتها، وذلك بحسب المعتقدات اليهودية.

وقتها نشر "معبد الهيكل اليهودي"، على صفحته على يوتيوب، فيديو يظهر عجل صغير أحمر، قالت إنه سيتعرض للفحوصات الشاملة للتأكد من تطابقه مع ما تنص عليه العقيدة اليهودية.

العجل خضع لفحوصات مستفيضة عقب أسبوع من ولادته، من قبل الخبراء التوراتيين، الذين أعلنوا أنه "مرشح حقيقي" لأن يكون العجل التوراتي الموعود، كما أن عملية فحص العجل ومطابقته بالنبوءة التوراتية تستغرق 3 أشهر؛ للتأكد مما إذا كانت هي فعلاً البقرة الموعودة أم لا.


لكن في أكتوبر عام 2022 أحضرت إسرائيل خمس بقرات حمر أخريات إلى مستوطنة شيلو شمال رام، بعدما تم ولادتهم بالهندسة الجينية في ولاية تكساس الأمريكية، ليخضعوا لرعاية خاصة هناك ومراقبة على مدار الساعة، وهذه البقرات محل الحديث الآن.

وفي منتصف يوليو عام 2023، وتحت عنوان «حدث تاريخي: بقرة حمراء في إسرائيل»، كشفت القناة السابعة العبرية على موقعها عبر الإنترنت، عن وصول «بقرة حمراء» إلى موقع «شيلوه القديمة» الواقع الى الشمال من قرية ترمسعيا شمال رام الله.

وفي شهر يوليو من نفس العام، كشفت تقارير إسرائيلية عن أن "معهد الهيكل" جلب العجول استعداداً لحرقها فوق جبل الزيتون المقابل للمسجد الأقصى.

وعن تحديد موعد ذبحها فنقلت صحيفة القدس العربي الأسبوع الماضي، عن معروف الرفاعي المتحدث باسم محافظة القدس ومستشار المحافظ لشئون الإعلام، عن وجود تردد في تحديد موعد إقامة طقوس الذبح.

وأوضح الرفاعي، أن الحاخام عزرية اريئيل، ابن يسرائيل تريئيل مؤسس «معهد الهيكل»، قال إنه حتى الآن لم يتم التأكد بصورة نهائية من أن هذه الأبقار صالحة شرعًا للبدء باستخدامها في الخطوات العملية، وأن المتابعة والمراقبة لا تزال مستمرة.

وذكرت الصحيفة، أنه نسب إلى الحاخام عزرية أن «احمرار» البقرات أفضل مما كان عليه قبل حوالي العام، و«يبدو أن السبب في ذلك هو الصدمة التي عاشتها البقرات خلال نقلها جوا إلى إسرائيل، بالإضافة إلى اختلاف الظروف المناخية بين أمريكا وإسرائيل».

وأضاف أن «هذه الأبقار تعمل على تغيير شعرها كل 6 أشهر، وهذا يعني أن هناك فرصة إضافية كي يكسوها الشعر الأحمر مرة أخرى، كما يعني أن هناك ضرورة لـ 12 شهرًا على أقل تقدير من النقاشات والمتابعات، قبل الانتقال إلى المراحل العملية».

وأشار إلى أن القائمين على هذا المشروع «لم يناقشوا حتى الآن المكان المحدد على جبل الزيتون لذبح البقرة الحمراء، وإذا ما كانت هناك ضرورة للقيام بذلك بخط مستقيم في اتجاه الشرق، وهذه المسألة مهمة والإجابة عليها يمكن أن تساهم في تجاوز بعض العوائق"، مشيرًا إلى أن المكان الأفضل يبقى موقع كنيسة المبكى السيدي على المنحدر الغربي لجبل الزيتون.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك