• الحريري: أكثر مانجده تحت القبة هو «المنع والمصادرة والحذف».. التوسع في الحذف يخلق انطباعا سلبيا
• بدراوي: قد نستخدم كلمة «اللي بالي بالك» لوصف وزير حتى لا نُغضب «عبدالعال»
• محسن: فتحي سرور سمح بألفاظ أكثر حده داخل المجلس مثل «الفاشل والغبي والخائن»
سادت حالة من الاستياء والاستنكار في أوساط عدد من أعضاء مجلس النواب، على خلفية لجوء الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس، إلى استخدام حق «الحذف من المضبطة» أكثر من مرة، وأنتفض عبدالعال موجهًا أوامر غاضبة لحذف انتقادات النواب لوزراء الحكومة، أو وصفهم للواءات الشرطة.
وقال النائب هيثم الحريري، لـ«الشروق»، إنه "لا يعرف الوصف المناسب الذي يستطيع من خلاله تقييم أداء الوزراء، طالما أن رئيس المجلس يعتبر كلمة «فاشل» تطاول وتجاوز يستوجب التدخل بالحذف من اللائحة"، مضيفًا أن "البرلمان الحالي، وبهذه الطريقة، لا يرقى أبدا لمتطلبات الناس ولا يمثل الثورة".
وأضاف الحريري، "المسألة في النهاية تعود إلى تقدير رئيس المجلس وفقًا للائحة، ولكننا بذلك نصدر انطباع سلبي عن أن هذا البرلمان ضعيف الشخصية، ولا يقوى على مواجهة المسئولين بأعمالهم وتقييماتهم الحقيقية، والواضح الآن أنه لا يجب أن ننتظر شيء من هذا المجلس أو نعلق عليه آمال كثيرة، فأكثر مانجده تحت القبة هو المنع والمصادرة والحذف، وإذ تم استكمال العمل بنفس هذه الطريقة، فلا أعتقد أن رئيس المجلس الحالي، سيأتي علي رأس أي برلمان قادم".
اعتراض آخر على الحذف من المضبطة، أبداه النائب محمد بدراوي، الذي قال، إن "الحذف لا يقتصر على الكلمات من مضابط البرلمان فقط، وإنما يمتد للموضوعات والأفكار القابلة للطرح والنقاش"، لافتا إلى أكثر من واقعة تمت فيها المطالبة بإدراج موضوعات للمناقشة مثل: «الفساد، لجنة مناقشة تقرير المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المقال، ومقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني»، وجميعها موضوعات استبعدها عبدالعال، وتم تسويفها بشكل غير مفهوم".
وتساءل بدراوي: "كيف يتم النظر إلى تقييم أداء وزير بـ«الفشل» على أنه إهانة أو تطاول شخصي؟"، مضيفًا: "الأمر لا يعدو كونه محاسبة وتقييم للأداء وليس وصف للأشخاص"، واستكمل: "بعد كدة هنبقي نقول الوزير «اللي بالي بالك» بدل ما نقول «فاشل» أو «لا يصلح»، حتى لانُغضب رئيس البرلمان".
من جانبه، قال رامس محسن مدير المركز الوطني للدراسات البرلمانية، لـ«الشروق»، إن "برلمانات سابقة لم تشهد مثل هذا الاستخدام المتكرر لحذف كلمة أو عبارة من المضبطة، وأن رئيس البرلمان، الأسبق، أحمد فتحي سرور، سمح بألفاظ أكثر حدة من التي يعترض عليها الرئيس الحالي علي عبدالعال، وتتضمن مضابط برلمانات سابقة عبارات مثل: «الوزير الفاشل، الغبي، والخائن للمال العام، والمهدر للثروات».
ولفت محسن إلى أن التوسع في استخدام الحذف من المضبطة، لا يعطي فقط انطباع سلبي عن البرلمان، بأنه «منبطح» أمام السلطة التنفيذية ولا يقوى على انتقادها، وإنما يشير إلى أنه يتلقى أوامر بمحظورات لا يجب التعرض لها، كأداء الوزراء أو رجال الأمن وأفراد الشرطة، ويجب أن يشعر البرلمان ونوابه بقوتهم وأنهم منتخبون من الشعب.
ومؤخرًا تصدر رئيس مجلس النواب عددًا من الوقائع الشهيرة التي أثارت جدلا، وانتهت بمطالبته حذف عبارات من مضبطة البرلمان، مثل اتهام النائب خالد يوسف لواضعي اللائحة الداخلية للمجلس بـ«التدليس»، وحذف عبارات تم فيها وصف الوزراء بـ«الفاشلين»، وكلمة النائب عمرو أبو اليزيد، وحديثه عن «لواءات الشرطة» الذين لايواجهون نفس معاناة المواطن الفقير في دفع فواتير الكهرباء والمياه، ووطلب عبد العال بحذف كلمة «لواءات الشرطة» من المضبطة، كما رفض رئيس المجلس، وصف النائب عمرو أبواليزيد لوزير الصحة الدكتور أحمد عماد بأنه «فاشل»، وقال: "ممنوع تماما على النواب التحدث عن الوزراء بهذه الطريقة".
وحاول محرر «الشروق» الاتصال بالدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، للحصول على تعليق منه على قضية «الحذف من المضبطة» فلم يرد، في حين سبق لرئيس المجلس أن قال في مناقشة مع أحد النواب، إن "اللائحة تعطيه السلطة التقديرية لتحديد ما يجب حذفه من المضبطة".