عندما كان زعيما لفرع تنظيم القاعدة المتشدد خلال الحرب الأهلية السورية، لم تكن شخصية أبو محمد الجولاني الغامضة معروفة وظل متواريا عن الأنظار حتى عندما أصبحت جماعته أقوى فصيل يحارب الرئيس السوري بشار الأسد.
واليوم، أصبح أبرز قيادي في المعارضة المسلحة في سوريا بعد أن دخل تدريجيا دائرة الضوء منذ أن قطع علاقاته بالقاعدة في 2016 وغير اسم جماعته وقاد المسلحين الذين أطاحوا بالأسد بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما.
وقال الجولاني الذي يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي “المستقبل لنا”، مشددا على الدور الرئيسي الذي من المتوقع أن يقوم به مع طي سوريا صفحة حكم عائلة الأسد الذي دام 50 عاما.
وأشار الجولاني إلى جهوده لتأمين انتقال منظم، وأعلن أن مؤسسات الدولة السورية ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء المعين من قبل الأسد لحين تسليم السلطة.
وزار الجولاني مرتديا زيا عسكريا المسجد الأموي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن في البلدة القديمة بدمشق وذلك برفقة أنصاره الذين صوروا تلك اللحظات على وقع هتافات التكبير.
والجولاني هو زعيم هيئة تحرير الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة وصنفتها معظم الدول جماعة إرهابية.
وفي مسعى لطمأنة الأقليات في سوريا التي تخشى منذ وقت طويل من حكم الجماعات المتشددة، أصدر الجولاني سلسلة من الرسائل المطمئنة مع بدء المسلحين تقدمهم الخاطف قبل نحو أسبوعين ووعدهم بالحماية.
وقال جوشوا لانديس الخبير في الشأن السوري ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما “الجولاني أكثر ذكاء من الأسد. غير أدواته وغير مظهره العام وعقد تحالفات جديدة وأطلق رسالته المتوددة” للأقليات.