المامبا السوداء.. أهمية معرفة ما يفعله السم في جسم الإنسان - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:57 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المامبا السوداء.. أهمية معرفة ما يفعله السم في جسم الإنسان

محمد نصر:
نشر في: الأحد 15 سبتمبر 2019 - 9:53 ص | آخر تحديث: الأحد 15 سبتمبر 2019 - 9:53 ص

يجب ألا يخدعك الاسم، وتعتقد أنه من السهل تمييزها، فهي لا تسعى للتفاعل مع البشر، ونادرا ما تكون سوداء، فقط عندما تفتح فمها الأسود مصدره فحيحها، ستتأكد من وقوفك أمام واحدة من أكثر الأفاعي السامة في العالم، المامبا السوداء الخجولة والمراوغة والتي إذا ما حوصرت أو كانت في مواجهة فإنها في تلك الحالة تكون قد أيقنت أن الخناق قد ضاق عليها وينبغي عليها أن تهاجم بسمها القاتل.

عادة ما يكون لونها بني غامق، يقترب من لون الزيتون، القارة الإفريقية هي موطنها، وتتواجد في جنوب وشرق أفريقيا، تتسبب بسمها - الذي قد يتفوق على سم الكوبرا- في أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالثعابين في جنوب إفريقيا.

في نهاية شهر مايو الماضي، توفى قاض من جنوب إفريقيا بعد تعرضه للعض من مامبا سوداء، أثناء قضاء إجازته في زامبيا.

في مقالة على موقع "theconversation"، يقول الدكتور ريان بلومنتال أخصائي الطب الشرعي، والأستاذ المساعد في قسم الطب الشرعي بجامعة بريتوريا بجنوب إفريقيا، إنه نظرا لأن البيانات في القارة بأكملها محدودة، لا يوجد إحصاء دقيق للوفيات الناتجة عن المامبا السوداء، ويرجع ذلك لأن معظم هذه الوفيات تحدث في المناطق الريفية من إفريقيا والتي تفتقر عادة للبنية التحتية الصحية وغيرها من الموارد وبالتبعية الافتقار إلى خدمات فعالة تتعلق بالسموم يعني أن الكثير من هذه الوفيات في المناطق الريفية في إفريقيا لم يتم تشخيصها بشكل صحيح، ومن المحتمل أن يتم دفن ضحايا لدغات الأفاعي دون تشريح شرعي شامل.

لقتل إنسان بالغ لا يتطلب الأمر سوى قطرتين من سم المامبا السوداء التي تولد مع اثنين إلى ثلاث قطرات من السم في كل ناب من أنيابها التي تقع في الفك العلوي، ويصل طولها في الثعبان البالغ إلى 6.5 مم، وتحوي ما بين 12 و 20 قطرة، وهو ما يعني أنه حتى المامبا السوداء الصغيرة لا تقل خطورة عن البالغة.

لا يُعرف الكثير عن الصدمات والأعراض المرضية الناتجة عن لدغات المامبا السوداء، وما يفعله السم داخل جسد الضحية، والمعلوم فقط هو أنه سم عصبي ويسبب التسمم القلبي، وهذا يعني أن له تأثيرًا مباشرًا على الأعصاب والقلب، وكلما ازدادت المعرفة حول طبيعة عمل هذا السم بدقة داخل الجسد، فقد تكون المستشفيات والعيادات لديها استعداد أفضل لعلاج الذين تعرضوا للعض.

ويشرح الدكتور بلومنتال، أهمية معرفة ما يفعله سم المامبا في جسم الإنسان، ويسرد ما حدث في لقائه الثالث مع أحد ضحايا المامبا السوداء: "لقد بحثت أنا وزملائي مؤخرًا حالة شاب تعرض للعض من مامبا سوداء في جنوب إفريقيا، وقد وصل إلى المستشفى بعد 20 دقيقة من تعرضه للعض مصابا بسكتة قلبية مصحوبة بإصابة الدماغ بنقص الأكسجين".

ويقول: "في هذه الحالة الأخيرة، كان زملاء الشاب المتوفين متأكدين من أن الأفعى كانت مامبا سوداء، وهو ما وفر لنا كأخصائيين في الطب الشرعي، فرصة ممتازة للتحقيق في المسألة بدقة، ففي كثير من الأحيان يتعذر على الضحايا تحديد نوع الثعبان الذي قام بلدغهم بشكل صحيح"،

ويشير إلى أن سم المامبا السوداء معقد، فهو يعمل على النهايات العصبية المرتبطة بالحركة، المنطقة التي تتصل فيها الأعصاب بالعضلات لذلك سوف يؤدي إلى الشلل، وهو سم قلبي أيضا، مما يعني أنه له تأثير مباشر على القلب.

ماذا يجب أن تفعل إذا لدغتك المامبا السوداء أو أي شخص آخر؟

من أولويات التعامل في تلك الحالة هي نقل الضحية إلى منشأة طبية مناسبة في أقرب وقت ممكن، وضرورة أن تتركز الإسعافات الأولية على الحفاظ على الوظائف الحيوية، مثل الدعم التنفسي، ومحاولة إبقاء الضحية مستقرة وهادئة للحد من أي حركة لا داعي لها، ومحاولة إزالة العناصر المقيدة على سبيل المثال الخواتم والملابس خاصة تلك القريبة من موقع اللدغة.

تشمل الإسعافات الأولية للدغات المامبا السوداء تقنية الاستيقاف بالضغط، وهي ربط أقرب مكان للدغة بضمادة مرنة عاصبة فوق موضع اللدغة بحيث تشكل حاجزا ما بين اللدغة والقلب.

تشتمل الإجراءات الطبية على المراقبة المستمرة للمريض والتأكد من أن الشعب الهوائية مفتوحة، وعلاج الأعراض والحقن الفوري والعاجل بالمصل المعالج، عن طريق الوريد لأن الامتصاص ضعيف عبر العضلات، ومن الهام أيضًا عدم الحقن في موقع اللدغة أو حولها، وفي حالات قليله، يتم وضع الضحية على جهاز التنفس الصناعي، لأولئك الذين لا يستطيع القلب والرئتان فيهما توفير الأوكسجين للجسم.

هذا المزيج من الدعم التنفسي والمضاد قد ينقذ حياة الشخص. بمرور الوقت، سيخفف المضاد من شلل العضلات ويضع الضحية على طريق الشفاء.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك