وصل المبعوث الجديد للأمم المتحدة، جير بيدرسون، إلى دمشق صباح الثلاثاء، في أول زيارة له منذ تسلمه مهامه، خلفا للموفد الدولي السابق،ستافان دي ميستورا، بحسب سكاي نيوز.
ويعد النرويجي جير بيدرسون، المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا منذ بدء النزاع في العام 2011 بحسب ما نقلته فرانس 24.

الشروق ترصد تسلسل زمني للمبعوثين الأممين إلى سوريا منذ نشوب الأزمة السورية في العام2011، وحتى الآن، وأهم التحديات التي واجهت كل منهم، وصولًا إلى بيدرسون والتحديات المرتقبة التي تنتظره.

بعد 7سنوات من مفاوضات جينيف.. "تعددت المفاوضات والفشل واحد"
فشلت الأمم المتحدة في إحراز أي تقدم ملموس في الملف السوري الشائك، إذ لم يفلح فريق جينيف عبر 3 مبعوثين أممين سبقوا، النرويجي، جير بيدرسون، خلال السنوات الـ8 الماضية في التوصل إلى تسوية بين الحكومة والمعارضة السورية.
في ظل انتقادات طرفي النزاع في سوريا، واتهاماتهم لمبعوثي الأمم المتحدة بـ"عدم الموضوعية"؛ تمحور الخلاف الرئيسي حول مصير الرئيس بشار الأسد الذى تطالب المعارضة برحيله فيما تصر الحكومة على أن الموضوع غير قابل للنقاش.

جير بيدرسون .. المبعوث الأممي الرابع

وتسلم النرويجي، جير بيدرسون، مهام منصبه في7 يناير الجاري، وسبقه إلى هذا المنصب ثلاثة مبعوثين هم، الأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان ، الأخضر الإبراهيمي، الإيطالي دي ميستورا.

وتأتي الزيارة الأولى للمبعوث الجديد بعد 8 سنوات من الجولات الفاشلة لفريق جينيف الأممي المعني بالتسوية السلمية بين طرفي النزاع في سوريا عبر ثلاث مبعوثين سابقين، كان التسلسل الزمني لهم كالتالي: 

كوفي أنان.. "انقسام المجتمع الدولي وراء استقالته"
كان الدبلوماسي المخضرم، كوفي أنان، الموفد الخبير الحائز على جائزة نوبل للسلام عام2001، والأمين العام للأمم المتحدة بين عامي 1997 و2006 أول مبعوثي الأمم المتحدة إلى الأراضي السورية، إذ عين في منصبه في 23 فبراير عام2012

فشل جينيف1
حمل أنان خطة دبلوماسية تتضمن 6 نقاط لإرساء السلام في سوريا ووقف الحرب الطاحنة بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، لكن محاولاته باءت بالفشل، بعد فشل مفاوضات جينيف في جولتها الأولى في يونيو2012، وسرعان ما أعلن كوفي أنان استقالته من منصبه بعد خمسة أشهر فقط من تنصيبه مبعوثًا أمميًا إلى سوريا، في 2 أغسطس2012.
أرجع كوفي أنان السبب وراء استقالته، لـ "الانقسامات المستمرة داخل مجلس الأمن، والتي أصبحت عائقا أمام الحلول الدبلوماسية وجعلت تحرك أي وسيط أكثرصعوبة" بحسب بيانه.
فيما أكدت واشنطن أن استقالة أنان تعود إلى دعم كل من روسيا والصين للرئيس السوري بشار الأسد بحسما نشرته فرانس 14 في أغسطس2012. 

الجزائري الأخضر الإبراهيمي ... استقالة جديدة
وبعدما أجهضت الانقسامات الدولية مساعي أنان، لإيجاد حل للملف السوري الشائك، تجلت تعقيداته تباعًا وعلى الفور وبعد عشرة أيام فقط، من استقالة أنان أعلن الموقع الرسمي للأمم المتحدة تنصيب الدبلوماسي الجزائري، الأخضر الإبراهيمي، مبعوثًا مشتركًا لكل من الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية إلى سوريا، بحسبما نقله الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

تاريخ دبلوماسي عريق
الإبراهيمي هو أحد أعضاء "مجموعة حكماء العالم" وهي مجموعة مكونة من أبرز الزعماء العالم أنشئت للمساعدة في إيجاد حلول سلمية للأزمات العالمية، بحسب وكالات.
تولى الاخضر الإبراهيمي مهامًا سياسية معقدة، ففي عمر 22 عاما قام بتمثيل جبهة التحرير الوطني الجزائرية في جاكرتا، ثم شغل منصب سفير الجزائر في المملكة المتحدة بين عامي 1971 و1979، فأصبح مساعدا للأمين العام لجامعة الدول العربية بين عامي 1984 1991.

وشغل منصب وزير خارجية الجزائر بين عامي 1991 و1993، ثم التحق بالأمم المتحدة ليصبح مبعوثها الأممي جنوب أفريقيا، ثم هاييتي، ونيجيريا، والكاميرون، والسودان، وفي عام 2001، عين الإبراهيمي ممثلا خاصا للأمم المتحدة في أفغانستان والعراق.

فشل جينيف2
لكن الجزائري الدبلوماسي المخضرم فشل أيضًا في إتمام مباحثات جينيف 2 في فبراير 2014 والتوصل إلى تسوية بين طرفي النزاع المسلح في سوريا، جراء الخلاف حول ملف الانتخابات الرئاسية السورية آنذاك، الذي تمحور حول إصرار المعارضة على البدء بعملية انتقالية تتولاها هيئة حكم شريطة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بينما رفض النظام أي نقاش حول مصير بشارالأسد. 

تحذيرفنزاع حول الانتخابات فاستقالة

وبعدما فشلت مباحثات جينيف 2 في فبراير 2014، حذر الإبراهيمي في مارس 2014 من إجراء انتخابات رئاسية في سوريا في ظل استمرار النزاع المسلح مما "سيضر العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي".
ثم اتهمه النظام السوري بـ"عرقلة المفاوضات"، كما حملت دمشق، الأمم المتحدة ومبعوثها الجزائري، مسؤولية "عرقلة مفاوضات جنيف 2 بين الحكومة والمعارضة"، ورفضت "تدخل أي جهة خارجية" قبل أن ينتهي الأمر باعلان الإبراهيمي استقالته بشكل رسمي، في 31 مايو2014 بعد مرورنحوعام و8 أشهر من المفاوضات، قبيل انتهاء ولايته.

ستيفان دي ميستورا... الأطول نفسًا

كان ثالث مبعوثي الأمم المتحدة إلى سوريا الإيطالي ستيفان دي ميستورا، الذي ظل في منصيه منذ يوليو 2014 وحتى أكتوبر2017.

حظي دي ميستورا بمسيرة ديبلوماسية حافلة، إذ مثل الأمم المتحدة في جنوب لبنان (2001–2004) ـ ثم مبعوثا للأمم المتحدة في العراق (2007–2009) ثم مبعوثها إلى أفغانستان بين عامي2010 و2011 بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة. 

من جينيف3 وحتى جينيف8: "سلسلةمن الفشل" 
قاد دي ميستورا مباحثات جينيف 3 في فبراير 2016 والتي فشلت بعد اختلاف طرفي النزاع على بقاء بشار الأسد في الحكم. 
ثم جينيف 4 في فبراير2017 والتي انتهت بالاتفاق على جدول أعمال يتضمن 4 عمناصر: هى "الحكم الانتقالى، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب" لم تتمكن الأمم المتحدةمن تمريرها عبر ما يزيد عن الـ3 سنوات، وصولًا إلى جينيف 8 التي انطلقت في نوفمبر2017 ثم باءت بالفشل بسبب غياب الوفد الحكومي السوري، من دون إبداء أية أسباب، لتنتهي مساعي دي ميستورا بالفشل، بعدما اتهمته دمشق بـ"عدم الموضوعية" في تعاطيه مع الأزمة السورية، ليستقيل من منصبه في أكتوبر الماضي، وأرجع السبب لـ"أسباب شخصية".