لم تمنح قوات الاحتلال الإسرائيلي، العروسين عبد الله أبو نحل ومريم الديب، الكثير من الوقت ليكملا أحلامهما وفرحتهما بالزفاف الذي قررا أن يعقداه وسط الحرب والدمار، على أمل أن يتعاونا حتى يمضي العدوان ويكملا حياتهما معا.
بعد ثلاثة أيام من ارتباطهما، اغتالت صواريخ الاحتلال بقايا الفرح والأحلام التي عاشها عبد الله ومريم بعد زواجهما وهما يمنيان نفسيهما بمستقبل أجمل بعد الحرب.
• فرحة لم تكتمل
عبد الله ومريم كانا ينزحان برفقة نحو 20 فردًا من عائلتهما "أبو نحل" في مدينة رفح، التي أعلنها الاحتلال منطقة آمنة وطلب من سكان القطاع النزوح إليها ليستهدفهم هناك.
واستشهد العروسان مع عدد من أفراد عائلتهما -مساء السبت الماضي- بعدما أغارت طائرات الاحتلال على شاليه لجؤوا إليه في منطقة خربة العدس شمال رفح.
والد مريم، بدا حزينًا وهو قرب مكان استهداف ابنته، وهو يقول: لم يمهلها الاحتلال شيئا لفرحتها، يومان على زفافها قبل القصف، حسبنا الله ونعم الوكيل.
وذكر أن ابنته كانت طالبة في السنة الثالثة ومتميزة بالجامعة الإسلامية وكانت من أوائل الطلبة وحافظة للقرآن.
• وقائع المجزرة
وقال أحد أفراد العائلة المكلومة في إفادته عما جرى: إنّ نحو 23 فردًا من عائلة "أبو نحل" نزحوا إلى مدينة رفح بحثًا عن مكانٍ آمن، مع اشتداد القصف الإسرائيلي على المناطق الشمالية من القطاع.
وأضاف أنّهم نزحوا إلى شاليه عائلي في منطقة "خربة العدس" شرق مدينة رفح، وكانوا ينتظرون انتهاء الحرب للعودة إلى منازلهم، لكن الاحتلال باغتهم بغارة أدت لاستشهاد وفقدان جميع من بداخله، وفقا للمركز الفلسطيني للإعلام.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي استراحة عائلية بمنطقة "خربة العدس" في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كان يقطن فيها العروسان.
وأشارت مصادر محلية إلى أن العروسين لم يكونا وحدهما، فقد استُشهد معهما آخرون من عائلتهما، ولم تعثر فرق الدفاع المدني إلا على 7 أشخاص ما بين شهيدٍ وجريح، بينما ظل مصير بقية النازحين غير معروف بسبب شدة القصف، بحسب قناة "تي آر تي" التركية.