تاريخ الطعام (26): من هي زينب التي نعشق أصابعها؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 6:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تاريخ الطعام (26): من هي زينب التي نعشق أصابعها؟

حسام شورى
نشر في: الجمعة 31 مايو 2019 - 11:15 ص | آخر تحديث: الجمعة 31 مايو 2019 - 11:15 ص

عندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي الذي تفضله وتبدأ في التهامه.. هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية طويلة تضرب بجذورها أحياناً عبر آلاف السنين؟! فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان الآن في مصر والعالم قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الصيد والقنص والطهي.. بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب.
وفي هذه السلسلة «تاريخ الطعام» الممتدة طوال شهر رمضان المبارك.

وتستعرض «الشروق» معكم حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.

«صوابع زينب» هي من أعرق الحلويات الشرقية، ويكاد لا يوجد «حلواني» لا يبيع الحلوى التي عشقها أغلب المصريين، فهي ذهبية اللون مقرمشة الطعم مغطاه بقليل من العسل، لم يطرق عليها أي تغيير منذ ظهورها الأول وحتى الآن، ولكن من هي زينب التي نعشق أصابعها؟ ولماذا سميت تلك الحلوى بهذا الاسم؟

فى العصر الفاطمى كانت بيوت المصريين لا تخلو من مكونات عمل «صوابع زينب»، وقيل إنه عندما أصبحت هنالك محلات متخصصة فى الحلويات فى هذا العصر كانت «صوابع زينب» هي المنتج الرئيسى الذى تفتح من أجله هذه المحلات، وهناك عدة روايات عن أصل هذه التسمية...

1- الرواية الأولى:
في عام 1260 بعد انتصار الظاهر بيبرس على المغول في معركة عين جالوت، عاد إلى مصر واستقبله المصريين بالترحاب، فأمر بيبرس بتصنيع حلوى وتوزيعها على كل أهالي القاهرة للاحتفال بالنصر.

ومن بين الحلويات التي صنعت، كانت حلوى ظهر عليها أثار صوابع من صنعها، فأعجب بيبرس بهذه الحلوى وبمذاقها وأراد أن يعرف اسمها، ولم يكن لها اسم، فأسال بيبرس الطباخ عن من صنعها، فارتبك الطباخ من الموقف، وظن أن الحلوى لم تعجب الأمير، وأن شكلها آثار غضبه.

فحاول الطباخ الخروج من الموقف الذي ظنه محرجا قائلا «عفوا يا مولاي هذه أصابع زينب» ليلقي بالمسؤولية على السيدة التي اعدت الحلوى، فظن الأمير إن اسم الحلوى «أصابع زينب» وأمر بإحضار زينب، وبعد أن تحدث معها ورأى جمالها أعجب بها وتزوجها لتصبح الأميرة زينب.

2- الرواية الثانية:
الرواية الثانية تقول إنه في العصر المملوكى كانت هناك سيدة عرفت بأعمال البر والإحسان وكان اسمهما «نفيسة البيضاء»، وكانت صاحبة أكبر تكية وسبيل ومدرسة فى العصر المملوكى، وكانت صاحبة أموال كثيرة، وذائعة الصيت حتى أن نابليون بونابرت زارها بنفسه خلال حملته على مصر بعدما سمع أخبارا كثيرة عنها، وأشاد بها وبعقلها وبجمالها، وأهداها جوهرة ثمينة تقديرا لها.

وكانت لدى نفيسة البيضاء طباخة ماهرة تسمى زينب، وفى يوم من الأيام رأت زينب أن سيدتها مهمومة، فأرادت أن تدخل البهجة والسرور عليها فصنعت لها حلويات بالدقيق والسمن مقلية فى الزبدة، ثم سقتها بعسل النحل، وشكلتها على هيئة صوابع، وقدمتها للسيدة نفيسة البيضاء التى أعجبتها هذه الصوابع جدا.

وأصبحت نفيسة تقدم هذه الحلوى لضيوفها من الأغنياء والأعيان، وعندما كان يسأل أحد عن اسم هذه الحلويات كانت تقول «اسمها صوابع زينب» نسبة للطابخة، ومن فرط حب نفيسة البيضاء لصوابع زينب قررت توزيعها على أهل القاهرة فى مناسبة المولد النبوى الشريف من كل عام، ومنذ ذلك الوقت عرف المصريون صوابع زينب وأحبوها.

3- الرواية الثالثة:
هذه الرواية قد تبدو غريبة؛ لأنها دموية ما يدعو إلى الاستغراب أن يكون الدم سبب في تسمية حلوى!
وترجع قصتها إلى السيدة زينب بنت الحسين بن علي، حينما كانت في الرابعة من عمرها استشهد والدها الحسين في كربلاء، فعادت جثته وأسرعت الطفلة إلى احضتان والدها وتشبثت به حتى أن جنود معاوية بن أبي سفيان فشلوا في إبعادها عن جثة أبيها مما اضطرههم لضرب أصابعها بالسيف لإنهاء هذه الضمة فقطعوها.
وأصبح هذا الموقف الدموي العنيف حديث العامة، ويقال إن تم تسمية حلوى «أصابع زينب» بهذا الاسم تعظيما لما فعله الأمويين في زينب بنت الحسين، إلا أن آخرون يقولون إن الاسم أطلقه محبيها من آل البيت على حلوى كانت توزع في المناسبات.

وغدا حكاية طبق جديد...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك