ــ العثور على 6 جثث لأسرة واحدة داخل شاحنة غارقة فى تكساس.. وانفجاران بمصنع كيميائى فى الولاية
ــ مساجد «هيوستن» تتحول إلى ملاجئ لمئات المنكوبين
أعلن المركز الوطنى للأعاصير بالولايات المتحدة، مساء أمس، أن العاصفة المدارية «هارفى» التى ضربت ولاية تكساس ضعفت لتتحول إلى منخفض جوى، وسط تقديرات بأن الخسائر الاقتصادية الناجمة عنه تقدر بنحو 90 مليار دولار، فيما تقع مدينة هيوستن، رابع أكبر مدن أمريكا من حيث عدد السكان، تحت ضغط فى ظل وصول عشرات الآلاف إلى مراكز الإيواء بالمدينة هربا من المنازل والطرق، التى غمرتها المياه.
وقال المركز إن الإعصار «هارفى» على مسافة 15 كيلومترا جنوب غربى الإسكندرية فى لويزيانا، وأن أقصى سرعة للرياح بلغت 55 كيلومترا فى الساعة، مضيفا أن السيول العنيفة ما زالت مستمرة فى جنوب شرق تكساس وأجزاء من جنوب غرب لويزيانا، وأن خطر الأمطار الغزيرة انتهى فى منطقة جالفستون.
وتابع: «لكن السيول الكارثية التى تهدد الأرواح ستستمر فى هيوستن وحولها وفى بومونت وبورت آرثر شرقا حتى جنوب غرب لويزيانا فى الأيام القادمة».
وأعاد المطاران الكبيران، «جورج بوش» و«وليام بى. هوبى» بمدينة هيوستن فتح أبوابهما، أمس، رغم أن قدرتهما لا تزال محدودة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفيما ولم تهبط أو تقلع أى طائرة من المطارين بعد، قال المتحدث باسم مطارات هيوستن إن «نهاية الأسبوع ستشهد العديد من الرحلات فى المطارين».
إلى ذلك، وقع انفجاران ترافقا مع تصاعد دخان أسود فى مصنع «أركيما» الكيميائى بمنطقة كروسبى فى ولاية تكساس، بعدما غمرته المياه نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات التى رافقت الإعصار هارفى، بحسب بيان للشركة المشغلة للمصنع.
وفى سياق متصل، عثرت السلطات المحلية فى هيوستن على جثث 6 من أفراد أسرة واحدة داخل شاحنتهم بعد أن كانوا فقدوا منذ الأحد الماضى إثر الفيضانات الناجمة عن الإعصار «هارفى»، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى 35 قتيلا.
وقال عمدة مقاطعة هاريس، إد جونزالس: «يمكننا أن نؤكد وجود مجموعة من 6 قتلى داخل هذه الشاحنة»، هم شخصان و4 من أحفادهما، الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 16 عاما.
وحوصرت الشاحنة البيضاء فى مياه موحلة قبل أن يقذف بها التيار، وقد تمكن سامى سالديفار، سائق الشاحنة، من الخروج منها، لكنه عجز عن مساعدة والديه وأحفادهما الأربعة.
إلى ذلك، فتحت الطائفة المسلمة أبواب مساجدهم فى هيوستن أمام مئات المشردين جراء تبعات الإعصار الذى ضرب مناطقهم على مدى 5 أيام.
وأجبر الإعصار والأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عنها آلاف الأشخاص داخل الولاية على ترك منازلهم بحثا عن مآوى آمنة، وتمكن المئات منهم من الحصول على ملاجئ فى ما لا يقل عن 12 مسجدا بمنطقة هيوستن الكبرى، وفقا لموقع «روسيا اليوم» الإخبارى.
وأوضح مدير الجمعية الإسلامية لهيوستن الكبرى، مسرور جواد خان، فى مقابلة إذاعية، ا: «إننا نرحب بكل شخص يريد الحصول على إيواء فى مساجدنا»، مضيفا أن «ما لا يقل عن 12 مسجدا فى المنطقة تم تحويلهم إلى ملاجئ عاملة 24 ساعة كل يوم للمشردين، الذين يحصلون فيها على الطعام والماء والخدمات الضرورية».
فى المقابل، وجه العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعى انتقادات لإدارة كنيسة لايكود، التى تعتبر أكبر كنيسة فى المنطقة، على خلفية قرارها بإغلاق أبوابها طيلة مدة وقوع الكارثة.
وأشار النشطاء إلى أن الكنيسة الضخمة قادرة على احتضان 16 ألف شخص، معتبرين أن هذه الخطوة «غير منطقية».
من جهة أخرى، توقعت شركة «آر.إم.إس» المتخصصة فى تقييم المخاطر، أمس، أن يبلغ إجمالى الخسائر الاقتصادية التى سببها إعصار «هارفى» فى الولايات المتحدة ما بين 70 مليارا و90 مليار دولار.
وأوضحت الشركة أن معظم الخسائر نجمت عن السيول التى اجتاحت منطقة هيوستون، وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
وقالت الشركة فى تقديرات أولية، إن شركات التأمين لن تغطى غالبية تلك الخسائر، نظرا لأن تأمين القطاع الخاص ضد السيول محدود.
وفى الأسبوع الماضى، أكدت «آر.إم.إس» أن أضرار الرياح المصاحبة للإعصار قد تسببت بخسائر تأمين تقل عن 6 مليارات دولار على الأرجح. فيما يتوقع بعض المحللين فى «وول ستريت» وصول الخسائر المؤمن عليها جراء العاصفة إلى نحو 20 مليار دولار.
يذكر أن «هارفى»، وهو أقوى إعصار يجتاح ولاية تكساس منذ 50 عاما، أودى وفق آخر حصيلة للقتلى بحياة نحو 36 شخصا وشرد أكثر من 32 ألف آخرين.