السفير.. من الحلم إلى الذكرى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 8:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السفير.. من الحلم إلى الذكرى

نشر فى : السبت 7 يناير 2017 - 10:00 ص | آخر تحديث : الأحد 8 يناير 2017 - 8:57 ص

قصة «السفير» هى نفسها قصة طلال سلمان بتفصيلاتها الجميلة وعذابات التأسيس ونشوة التحقق. إنها حكاية الحلم الذى صار حقيقة، ثم بات تاريخا. وكانت تجربة طلال سلمان فى ميدان الصحافة قد تبلورت، بالدرجة الأولى، فى المجلات الأسبوعية، لذلك كان سعيه إلى إصدار جريدة يومية تحديا متعدد الوجوه، ولا سيما أن لبنان كان يشهد فى حقبة ما بعد هزيمة يونيو 1967 ازدهارا إعلاميا كبيرا، وكان يزدهى بكثير من الصحف ذات الانتشار الواسع كـ«النهار» و«الأنوار» و«المحرر» و«الجريدة» و«لسان الحال» وغيرها.

وفى هذا المناخ تمكنت «السفير» منذ صدورها من أن تخترق عالم المنافسة، والتزمت أن تقول ما لا يستطيع الآخرون أن يقولوه، لكن من موقع وطنى وقومى عربى وتقدمى فى آن.

بدأ الإعداد لإصدار «السفير» فى يونيو 1973، وتألفت المجموعة الأولى من بلال الحسن وياسر نعمة اللذين عرفا طلال سلمان وتعرفا إليه فى مجلة «الحرية» الناطقة باسم «حركة القوميين العرب»، ومن الصحفى المصرى إبراهيم عامر الذى استشهد محترقا فى سنة 1976، فضلا عن محمد مشموشى والياس عبود والرسام المصرى حلمى التونى. وبعد جهد مضنٍ صدر العدد الأول فى 26/3/1974 وهو يحمل شعار «جريدة لبنان فى الوطن العربى وجريدة الوطن العربى فى لبنان»، وإلى جانبه شعار رديف هو «صوت الذين لا صوت لهم». وتضمّن مقابلة مطوّلة مع ياسر عرفات. ومن المعلوم أن الصوغ النهائى لشعار «صوت الذين لا صوت لهم» وقع على عاتق إبراهيم عامر، بينما صمم «الماكيت» الفنان حلمى التونى الذى رسم أيضا «الحمامة البرتقالية» وبدت كما لو أنها تطوير، ووضع الخط محمود برجاوى. وكان الامتياز القانونى لجريدة «السفير» امتيازا أسبوعيا فى الأساس، ويمتلكه الياس الحويك، وقد أمكن التغلب على هذا العائق باستئجار امتياز جريدة «الهدى» الذى ورثه باسم السبع وإخوته عن والدهم الصحفى أحمد السبع. وفى أثناء ذلك انضم باسم السبع إلى «السفير» وصار من أركانها قبل أن تستدرجه السياسة إلى عوالمها.

امتاز موقف «السفير» بصفات ثلاث بارزة ومبدئية هى: رفض الحرب الأهلية، ووقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ومناوأتها اليمين اللبنانى واقترابها، فى الوقت نفسه، من اليسار وبالتحديد من برنامج الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط. وكانت تلك المرحلة قد شهدت نهوضا شعبيا عارما فى لبنان تصدره عمال مصنع غندور فى بيروت، ومزارعو التبغ فى الجنوب، وتظاهرات الاتحاد الوطنى لطلاب الجامعة اللبنانية، علاوة على اليسار اللبنانى بأطيافه وصنوفه.

صقر أبو فخر

السفير - لبنان

التعليقات