الهجوم على الإمارات خلال زيارة هرتسوغ هو نموذج لتمرير الرسائل - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 12:55 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الهجوم على الإمارات خلال زيارة هرتسوغ هو نموذج لتمرير الرسائل

نشر فى : الإثنين 7 فبراير 2022 - 9:50 م | آخر تحديث : الإثنين 7 فبراير 2022 - 10:34 م
فى غضون أسبوعين ونصف الأسبوع، أُطلقت مسيّرات وصواريخ من اليمن فى اتجاه الإمارات ما لا يقل عن أربع مرات. فى إحدى المرات قُتل مدنيون وتضررت شاحنات نفط. المتمردون الحوثيون الذين يعملون بالوكالة عن إيران، وبتوجيه منها، وقّتوا الأسبوع الماضى هجمتهم مع الزيارة الأولى للرئيس يتسحاق هرتسوغ إلى الإمارات.
أيضا الرسائل الشفهية من إيران والحوثيين كانت واضحة جدا. لقد حسّن الإماراتيون علاقاتهم قليلا مع طهران، وانسحبوا من التدخل العلنى فى الحرب الأهلية فى اليمن (إلى جانب السعودية والحكومة الأصلية هناك)، بعد الهجوم الإيرانى على منشآت نفطية فى السعودية، فى سبتمبر 2019، لكنهم فى الأشهر الأخيرة يساعدون كتيبتين تعملان إلى جانب الحكومة اليمنية. أيضا إسرائيل متهمة بتزويد السعودية والمؤيدين لها فى الحرب بالسلاح. هذه هى خلفية الهجمات الأخيرة على الإمارات والتهديدات العلنية بأن المسيّرات والصواريخ ستصل إلى إسرائيل فى المستقبل.
عندما يفتح الجيش الإسرائيلى الخرائط، يبدو واضحا أن إسرائيل تقع فى مرمى هجوم مشابه من طرف الميليشيات الموالية لإيران، والموجودة فى العراق وسورية، وأيضا فى اليمن. هذا هو سبب التعامل بجدية مع هذه التهديدات كدليل على خطة عمل مستقبلية من جهة إيران. فى هذه الأثناء،
وبعد القصف الذى استقبل به الحوثيون هرتسوغ، تحدثت تقارير سورية عن هجوم إسرائيلى استهدف منطقة دمشق، والذى أتى بعد فترة تهدئة استمرت قرابة الشهر، جرى خلالها تعداد عشر طائرات شحن وصلت من طهران إلى العاصمة السورية. وتركز الهجوم على المنطقة التى تحتفظ فيها إيران وحزب الله بمخازن سلاح لم يُهرَّب بعد إلى لبنان.
التحدى الإيرانى فى أثناء زيارة هرتسوغ لم يعرقل استمرار الحملة الدبلوماسية الإسرائيلية فى الخليج. فأول أمس وصل وزير الدفاع بنى جانتس إلى البحرين فى زيارة رسمية، بعد أكثر من عام على إبرام اتفاقات أبراهام. جاء جانتس إلى البحرين لتوقيع مذكرة تعاون أمنى. وتقول أوساط وزير الدفاع إن هذا الاتفاق سيُظهر إلى العلن الأمور التى عادة ما كانت الدولتان تقومان بها فى الماضى من تحت الطاولة. ومن المحتمل أن تبيع إسرائيل البحرين سلاحا فى المستقبل. والانطباع فى المؤسسة الأمنية أن البحرين تعمل بمباركة جارتها السعودية. التقاطع بين الزيارات العلنية وبين الهجمات المتوالية من إيران، بواسطة اليمن، يزيد فى حدة ما تحتاج إليه الإمارات الآن من إسرائيل، وبصورة أقل البحرين: مساعدة دفاعية واسعة النطاق ضد المسيّرات والصواريخ. وسبق أن تحدث قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين فى ديسمبر الماضى عن مثل هذه الصفقة المحتملة.
الباحث فى معهد دراسات الأمن القومى اللواء فى الاحتياط آساف أوريون قال لـ«هاآرتس» إن فى إمكان إسرائيل أن تبيع لشركائها الجدد مجموعة كاملة من الوسائل، من الرادارات إلى بطاريات الصواريخ الاعتراضية من طراز القبة الحديدية، والتى تشكل معا الرد الإسرائيلى على الصواريخ. كما تستعين السعودية والإمارات بصواريخ باتريوت الأمريكية، لكن أداء المنظومات الإسرائيلية يبدو أفضل بكثير. وستكون عمليات البيع مشروطة بآلية تضمن عدم وقوع هذه المنظومات الإسرائيلية فى أيدٍ غير صحيحة. يعتقد أوريون أن هناك فرصة ممتازة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل ودول الخليج، بينما هذه الأخيرة بحاجة إلى مساعدة.
يجرى تبادُل الرسائل فى الخليج على وقع المفاوضات الدائرة فى فيينا بين إيران والدول الكبرى. وفى تقدير الموفد الأمريكى للمفاوضات روبرت مالى (الذى لا يشارك فيها شخصيا)، أن المفاوضات دخلت فى مرحلة «اللحظة الأخيرة»، فبعدها لن تكون العودة إلى الاتفاق النووى الأصلى مطروحة، فى ضوء التقدم الذى سجله الإيرانيون فى برنامجهم النووى. ويدّعى مالى أنه بقيت أسابيع قبل استنفاد المفاوضات بصيغتها الحالية.
محلل عسكرى
عاموس هرئيل
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
التعليقات