تجربة مهرجان كان والوعي بقيمة اكتشافات ودعم المواهب - خالد محمود - بوابة الشروق
الأحد 12 مايو 2024 10:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تجربة مهرجان كان والوعي بقيمة اكتشافات ودعم المواهب

نشر فى : الأحد 8 أكتوبر 2023 - 9:55 م | آخر تحديث : الأحد 8 أكتوبر 2023 - 9:55 م
دون شك تشكل تجربة «برنامج الإقامة» الذى ينظمه مهرجان كان السينمائى لشباب السينمائيين، حدثا مهما وملهما وداعما لمبدعى السينما الجدد من مختلف الجنسيات والتيارات.
يستضيف البرنامج لعام 2024 خمسة مخرجات ومخرجًا واحدًا، سيقيمون فى باريس لمدة أربعة أشهر ونصف ويتلقون دعمًا شخصيًا للمساعدة فى كتابة سيناريو الفيلم الروائى الأول أو الثانى، بالقطع سوف تلهم أجواء مدينة النور أفكارهم التى ربما تشكل موجة سينمائية جديدة وتوقظ أحلام ربما كانت تخشى الكشف عن نفسها.
وقد سعدت بوجود المخرجة المغربية أسماء المدير، ضمن قائمة المختارين وهى إحدى المواهب العربية البارزة استطاعت بفيلمها «أم الأكاذيب» الذى تقاسم العام الماضى جائزة L'Oeil d'or (العين الذهبية) لأفضل فيلم وثائقى مع فيلم «بنات ألفة» للمخرجة كوثر بن هنية، أن تلفت الأنظار إليها ليخطفها المهرجان فى رحلة تبنى للإبداع.
المشاركون الآخرون ليس من بينهم أمريكى ولا حتى فرنسى وهو ما يعنى عدم الانحياز لجنسية، فقط للذين يملكون القدرة على الإبهار والتجديد فى إطار رحلة الاكتشافات، فالقائمة تضم أندريا سلافيتشيك من «كرواتيا»، تشاو هاو «الصين»، جيسيكا جينيوس «هايتى»، ديانا كام فان نجوين «الجمهورية التشيكية / فيتنام»، ميلتيس فان كوالى «بلجيكا».
فكر مختلف، فانتاج هؤلاء سيكون تحت رهن مهرجان كان وتكون العروض الأولى على شاشته، بالاضافة إلى التأثر بالثقافة الفرنسية، حيث مازالت فرنسا تؤمن ان الغزو الأول والاهم لوجدان العالم هو الغزو الثقافى.
برنامج «إقامة كان» جرى إنشاؤه فى عام 2000 على يد بيير فيوت» شغل منصب مستشار كبير فى محكمة التدقيق الفرنسية» وجيل جاكوب «المديرالاسبق لمهرجان كان»، وترأسته فى البداية سيلفى بيراس بينما تديره الآن ستيفانى لاموم والتى تقول «أن هذا العام، برزت خمسة مخرجات ومخرج واحد جميعهم لديهم الرغبة فى تنفيذ مشروعهم فى تلك الاقامة، من خلال الاستفادة من مساحة المعيشة هذه مدينة باريس، التى تعد موقعًا أسطوريًا للإبداع فى تاريخ السينما».
استضاف البرنامج حتى أكثر من 250 مخرجًا سينمائيًا من حوالى 60 دولة، كثير من المشاركين من قبل أكدوا أن تجربة الاقامة على المستوى الشخصى والمهنى، كانت أساسية بالنسبة لهم، ومن بين صانعى الأفلام السابقين الذين اجتازوا برنامج الإقامة فى كان، المخرجة اللبنانية نادين لبكى وكتبت سيناريو فيلمها الطويل الأول «كراميل» خارج البرنامج. وفازت بجائزة سيزار لعام 2019 عن فيلم «كفر ناحوم»، وكذلك اسماء مثل لوكريسيا مارتيل، وكورنيل موندروتشو، وسيباستيان ليليو، وأنطونيو كامبوس، وجوناس كاربينيانو.
سيقام المهرجان فى الفترة من 14 إلى 25 مايو، ومنذ إنشائه، كانت إحدى دعوات مهرجان كان هى استكشاف الإنتاج السينمائى من جميع أنحاء العالم والمساهمة فى تجديده، وعلى مر السنين، تم وضع عدد من المبادرات. اليوم، توفر هذه المبادرات عددًا من الفرص الرائعة للمهنيين الذين يعملون لصالح الإبداع الشبابى.
أكتب عن هذه التجربة وأتمنى أن تتحقق فى القاهرة يوما ما، فهى تستحق وأراها «مدينة نور» أيضا بتراثها ونيلها، وأدعو المؤسسات الإنتاجية ورجال أعمال لدعم تمويل التجربة اذا ما تحقق الحلم وقمنا بدعوة عدد من مواهب العالم السينمائى من الشباب وقمنا بدعوتهم للعيش بالقاهرة لمدة خمسة أشهر على الاقل لغزل أفكارهم وسيناريوهاتهم الجديدة، هنا سنعيد روح ثقافتنا وتاريخنا وكياننا الجغرافى إلى الواجهة عبر شاشات هؤلاء، وذلك سيعد نجاحا كبيرا.. هل يمكن أن يحدث ذلك قريبا.
خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات