سوريا بين براثن العنكبوت - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 8:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سوريا بين براثن العنكبوت

نشر فى : السبت 17 سبتمبر 2016 - 9:10 م | آخر تحديث : السبت 17 سبتمبر 2016 - 9:10 م
يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا والذى توصل إليه وزيرا خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لايزال يتأرجح، والإغاثة صعب أن تصل إلى السكان الذين عاشوا أشهرا تحت نير القصف والقتل والإرهاب ونتمنى أن يحل السلام فى هذا الوطن العزيز على قلوب المصريين.

فلا يخفى على أحد أن اتفاقا أبرم بين واشنطن وأنقرة عن كيفية إدارة الصراع السورى، فداعش استعملت تكتيكا وهو السيطرة على المدن السورية المتاخمة للحدود التركية وذلك لتسهيل وصول المؤن والسلاح والعتاد وذلك لتوسيع دائرة الهجوم على الأراضى السورية.

وتركيا بدورها تحت غطاء التحالف الدولى لمحاربة داعش هاجمت ودمرت أعداءها الأكراد فلم يكن خفيا أن مكاسب داعش وتقدمها على الأراضى كانت تعنى خسارة وهزائم للأكراد كما أن الولايات المتحدة والدول الغربية غضت البصر عن التجارة بين داعش وتركيا خاصة البترول ولكن التدخل الروسى تعضيدا لحكومة دمشق الشرعية كسر حاجز الصمت عسكريا ودبلوماسيا وإعلاميا وكشف للعالم تواطؤ الكبار، وسرعان ما استرجع الجيش السورى أراضى وقعت فى يد الإرهابيين فتحررت مدينة بالميرا وكذلك آثارها المعروفة دوليا وفُتح الطريق لمدينة دير الزور والمناطق الشاسعة المجاورة للقاعدة العسكرية الروسية فى اللاذقية ثم تم تحرير مدينتى داريا وحلب.

الهجمات الإرهابية التى تمت فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أخيرا لفتت نظر الرأى العام إلى ما يجرى على أرض الواقع فى سوريا والعراق فما كان من الولايات المتحدة الأمريكية الغارقة فى زمن الانتخابات الرئاسية وعدم قدرتها على إرسال قوات على الأرض أجبرتها على تكثيف الهجمات الجوية وتعضيد مواقف الأكراد الذين يحاربون داعش رغم الاعتراضات التركية التى رأت أن الولايات المتحدة تخونها فتوتر الجو الدبلوماسى بين الدولتين ولو مؤقتا، فالأكراد يحلمون بتوحيد الأراضى الكردية فى سوريا والعراق وتقدمهم العسكرى ضد داعش أعاق تقدم الجيش السورى لمحاربة داعش، لذا دخلت تركيا الأراضى السورية واحتلالها لمدينة جرابلس الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات والتى تسكنها جماعات إثنية من العرب والتركمان منع توحيد الأراضى الكردية، كما يبدو مريبا تخلى داعش عن الأراضى التى احتلتها فى السابق على الحدود التركية طواعية وبدون قتال فهل داعش تتحرك وفق إرادة الغرب وتُستخدم لإسقاط النظام السورى الشرعى؟ هذه الأوضاع والخيوط العنكبوتية إلى الآن تعطى للجيش السورى فسحة من الوقت لالتقاط الانفاس وتنظيم الصفوف من الناحية العسكرية وذلك بفضل الضربات الجوية الروسية.

المعركة القادمة هى تحرير مدينة الرقة عاصمة العباسيين والخليفة هارون الرشيد ذات الأهمية الاستراتيجية لداعش 160 كم من حلب و40 كم من سد الفرات الذى يعتبر أكبر سدود سوريا والتى استولى عليها فى يناير 2014 وجعلوها المركز الرئيسى لهم فى سوريا والتى فيها قتلوا وخطفوا سكانها وصحفيون أجانب وهى مدينة الوسط بين كل الطرق المؤدية إلى العمق العراقى شرقا والعميق السورى غربا وهذه المعركة ستوضح أكثر وأكثر النيات الغربية تجاه سوريا، فالساعة تدق عقاربها وطهران ودمشق يراقبان الموقف بكثير من الهدوء والكل يصب لصالح السياسة الروسية، بينما الولايات المتحدة وحلفائها ليس عندهم خيار إلا ردود فعل عن ما سيحدث على الأرض. وأى حركة غير محسوبة سيكون لها توابع سلبية. فالرقة مدينة سورية وسكانها سوريون ( قبل الحرب 220 ألف نسمة )، ولن تكون يوما ضمن الأراضى التركية فاستراتيجيتهم أثبتت فشلها كذلك التناقضات الأخلاقية بين ما هو ظاهر وما هو باطن والتعتيم الإعلامى الذى فرضوه ظهر وانجلى أمام شعوبهم وشعوبنا. أما نحن فنتمنى السلام واسترجاع العافية للشعب السورى.
الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات