«حزبا» الحرية والعدالة - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:10 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«حزبا» الحرية والعدالة

نشر فى : الأربعاء 19 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 19 يونيو 2013 - 8:00 ص

من جديد، يعود حزب الحرية والعدالة، لهوايته المفضلة، فى إطلاق تصريحات شديدة اللهجة، ثم يخرج بكل هدوء ليؤكد للرأى العام أن هذه التصريحات لا تمثل إلا صاحبها وتعبر عن رأيه الشخصى، وأنها لا تعبر أبدا عن الموقف الرسمى للحزب. وربما يكون ذلك مقبولا، إذا كانت التصريحات قد خرجت من شاب متحمس من شباب الحزب، أو حتى قيادة من القيادات الصغيرة، ربما نفهم ذلك ونتقبله، فى إطار حداثة التجربة الحزبية لجماعة الإخوان المسلمين، أما أن يكون صاحب التصريحات نائب رئيس الحزب، وزعيم الأغلبية فى المجلس التشريعى (مجلس الشورى) وتكون التصريحات فى مكان رسمى مع توجيه ما يشبه الأوامر للمسئول عن المستهدف من التصريحات فأعتقد أن الحزب وقياداته مطالبون بوقفة طويلة، ومراجعة ما يفعلون، لأنه عندما يكون حزب فى موقع المسئولية التنفيذية والتشريعية، فهو فى واقع الأمر يمثل البلاد، وأن الكلام فى هذه الحالة يكون محسوبا على الدولة المصرية. 

 

طبعا، كان أمرا جيدا أن يتخلص الدكتور سعد الكتاتنى رئيس الحزب من تصريحات الدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب بشأن دولة الإمارات العربية، لأن التصريحات كانت جارحة وخالية من أى لياقة، ولا تفيد الدولة المصرية فى شىء سوى المزيد من تأزيم الموقف مع دولة عربية، العلاقات معها بالأساس متأزمة، لأكثر من سبب، من بينها أسباب خاصة بجماعة الإخوان المسلمين، والتى يعبر عنها الحزب، إلى جانب أن الدولة عبر جهود كثيرة تحاول رأب الصدع، إلا إذا كان ذلك من السياسات المتفق عليها داخل الحزب والجماعة، باعتبار أن الرسالة تكون قد وصلت، وفى ذات الوقت يخرج من يؤكد أن هذا ليس موقف الحزب، وإن كنت أستبعد هذا الاحتمال، لأن المواقف التى عبر عنها الدكتور العريان كانت ثقيلة على الجماعة، وانتهت بخروجه من مؤسسة الرئاسة، لأنها لم تحتمل ما كان يقوله نائب رئيس الحزب الحاكم. 

 

وتبقى القصة برمتها، شاهدة على ارتباك أداء الحزب بشأن غالبية القضايا التى يواجهها، سواء على مستوى الشأن الداخلى، أو بخصوص العلاقات الدولية، لأن الجزء الأكبر من العمل السياسى، وخاصة فى الأحزاب، لا يتجاوز التصريحات وإعلان مواقف الحزب بشأن الأحداث الجارية، وعادة تصدر الأحزاب بيانات رسمية للتعبير عن مواقفها، خاصة فى القضايا المعقدة والحساسة، وقد فعل الحرية والعدالة ذلك كثيرا، لكنه أيضا يبدو منفلتا فى تصريحات قادته، والتى تشعرنا أحيانا أننا أمام حزبين، لا حزبا واحدا، فحينما يتحدث الدكتور عمرو دراج، نشعر أننا أمام حزب ليبرالى واع وذكى ومدرك لحساسية الوضع العام، فمثلا تحدث الدكتور دراج عن أزمة القضاة كاشفا أن الأمور ستمر وأن الشورى لن يناقش القانون، باعثا برسالة تطمين للقضاة، والهدف طبعا تهدئة الأمور وهذه وظيفة السياسة، لكن أيضا هناك فى حزب الحرية والعدالة من صرح فى مواجهة الدكتور دراج بأن الشورى سيناقش القانون وسيقره، وكأنه يهدفه إلى إشعال الموقف، فيرتبك الرأى العام ولا يفهم فى أى اتجاه يسير الحزب الحاكم؟ فى اتجاه حزب الكتاتنى ودراج العاقل الباحث عن التهدئة أم حزب الغطرسة وإشعال المواقف؟

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات