معايير درجات اللاعبين - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 5:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معايير درجات اللاعبين

نشر فى : الأربعاء 24 مارس 2021 - 8:35 م | آخر تحديث : الأربعاء 24 مارس 2021 - 8:35 م

** كيف تمنح الدرجات للاعبى كرة القدم وعلى أى أساس تكون المعايير؟
** بداية تطورت كرة القدم، عما كانت عليه فى ستينيات القرن الماضى أو قبلها. وباتت اللعبة أصعب وأكثر تعقيدا، وكما كان اللاعب يتدرب مرة واحدة أو مرتين فى الأسبوع أصبح الآن يتدرب مرتين فى اليوم. وبينما كان اللاعب يجد المساحات للتحرك والزمن للتصرف والتفكير لم يعد اللاعب الآن يجد المساحة ولا يجد الزمن. وبينما كان مطالبا بالدفاع أو الهجوم أصبح اليوم مطالبا بالدفاع وبالهجوم والاستخلاص. وقديما كان اللاعب لا يجرى كثيرا بل قليلا جدا وهو الآن يجرى كثيرا جدا.
** كل هذا يجب أن يوضع فى الحسبان عند تقدير درجة لاعب. لكن المعايير بشكل عام تتضمن دوره وتأثيره مع فريقه فى مباراة. وتحركاته وتمريراته ولمساته الإيجابية للكرة دفاعا وهجوما. وكيف يؤدى المهام التى يكلف بها، وقدر مهارته ومستوى إبداعه وابتكاره، وأهدافه أو إنقاذ مرماه من أهداف سواء كان حارسا للمرمى أو لاعبا مدافعا، ولابد من تقدير لياقة اللاعب البدنية. وفرص التهديف التى يصنعها أو التى يهدرها والأخطاء التى يقع فيها وتكلفتها. فالتقييم يكون شاملا.. ومن المهم جدا مراعاة قوة المباراة وقوة المنافس عند تقدير الدرجات فالفوز على فريق ضعيف ليس ندا قد يضعف من قدر الدرجات والعكس صحيح. وأضف إلى ذلك أرقام اللاعب فى المباراة. عدد تمريراته وتسديداته، والواقع أن كل هذا كان يمكن تقديره بعمق فى زمن الكتابة والصحافة حين كان الوقت يسمح للكاتب بمراجعة ملاحظاته عن المباراة وعن اللاعبين، وربما نجد المحلل محروما من هذا الوقت.
** الصحف الإنجليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها تضع تقديرات للاعبين، وتوضح أمام اللاعب أسباب الدرجة، وكثيرا ما تكون الدرجة غريبة، مثل 8.1 من عشرة. أو 5.4 من عشرة. وفى مبررات الدرجة تكتب الصحف البريطانية مثلا ما يلى: «فينالدوم: 6 من عشرة، لم يخطئ كثيرا ولكن بالكاد كان له تأثير على أداء الفريق، فى الحقيقة أنه تحسن كثيرا بشكل عام عن الأداء المهتز الذى قدمه فى المباراة السابقة التى شارك بها». وفى أحيان يحصل حارس المرمى أو قلب الدفاع على أعلى درجة، حتى لو سجل لاعبا مهاجما فى المباراة أهداف الفوز كلها.
** وتثير درجات اللاعبين قراء وأصدقاء وزملاء، وأدخل فى مناقشات حول ارتفاع درجة لاعب، وانخفاض درجة آخر..
كأن الحكاية نثر مجموعة درجات على اللاعبين، وتوزيع العشرات والتسعات، والأصفار.. وهذا أمر غير صحيح فهناك قواعد ومعايير تحدد كل درجة كما ذكرنا، وربما اشتهر تعبير لم يختبر للاعب ما. فكيف يمكن منح درجة لحارس مرمى لم تصله كرة واحدة أو تمنح درجة للاعب شارك لخمس دقائق؟
** عند تقدير درجات اللاعبين يتساوى الأمر عند تحليل مستواهم، فأهم قاعدة هى ألا يوجد موقف من لاعب أو من مدرب. فمن الطبيعى أن ننتقد لاعبا وهو عاجز عن التسجيل لمدة عام. وأن نمنحه حقه حين يتألق ويسجل هدفا فى مباراة. أو يحصل لاعب على صفر فى مباراة ثم الدرجة النهائية فى مباراة تالية . ومن الطبيعى أن ننتقد مدرب فى مباراة لأنه أساء التقدير والتغيير. ثم نشيد به حين يصيب ويحسن التقدير. فلا يوجد مطرب يقدم 10 أغنيات جميلة فى كل شريط، ولا ممثل يقدم فيلما رائعا كل عام. ولا صحفى يكتب مقالا بديعا كل يوم ولا يوجد لاعبا يستحق الدرجة النهائية فى كل مباراة. كلنا نصيب ونخطئ.. والمهم أن نعترف ونتعلم ونصحح ونجتهد ونعمل ونسعى دائما إلى الأفضل!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.