للمنتخب 35 دقيقة وللسنغال 55 ! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 مايو 2024 5:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

للمنتخب 35 دقيقة وللسنغال 55 !

نشر فى : السبت 26 مارس 2022 - 8:10 م | آخر تحديث : السبت 26 مارس 2022 - 8:10 م

** المباريات الكبيرة صعبة، ومواجهة فريق كبير وعنده شخصية صعبة. وهكذا كانت مباراة الذهاب مع السنغال، التى بدأها منتخب مصر بهدف فى الوقت الرائع، فى الدقيقة الرابعة، بجملة هجومية بدأها السولية وشارك بها تريزيجيه، وأنهاها محمد صلاح، والهدف له على الرغم من احتسابه هدفا عكسيا سجله ساليو سيس.. فالهدف لصلاح بتحركه فى العمق وبقراره بالتسديد بقوة وخفة حركية وجسدية، لتضرب الكرة فى العارضة وترتد ثم تعود من جسد سيس إلى مرمى ميندى..
** لعب المنتخب الوطنى بأسلحته التى يملكها دائما أمام المنتخبات القوية، لعب بالخفة والرشاقة والسرعة فى نقل الهجمة وبتبادل الكرة. وفعل ذلك لمدة 35 دقيقة موزعة على الشوطين، بواقع 20 دقيقة فى البداية و15 دقيقة فى النهاية، وبين الدقيقتين تراجع للدفاع عن الهدف. لكنه لم يتراجع بإرادته، وإنما بقوة ضغط منتخب السنغال. وظل هذا هو الحال حتى الدقيقة 72 عندما شارك مرموش بدلا من مصطفى محمد، فأصبحت مواقف الهجوم المصرية أكثر نشاطا وسرعة وخطورة مقارنة بمواقف سابقة ظلت ساكنة.
** الإستحواذ كان للسنغال بنسبة 56 % مقابل 44 % لمصر. ولكن الأرقام التى يحللها الجميع ويستند عليها الجميع، لم تكن تحمل الصورة التى كانت بالملعب. 10 تسديدات لمصر و9 للسنغال. 3 تسديدات لكل فريق فى قلب المرمى. الفرص الحقيقية 1 لمصر وصفر للسنغال. ضربات حرة مباشرة 19 للسنغال و12 لمصر. ضربات ركنية 4 لمصر و4 للسنغال. 113 محاولة هجوم للسنغال و92 محاولة هجوم لمصر. 3 تصديات للشناوى و3 تصديات لميندى. عرضيات 28 للسنغال. 13 لمصر.. ما هذه الأرقام؟ أتساءل لأن الفريق السنغالى بدأ يضغط بعد الدقيقة 25 من المباراة، وظل كذلك حتى الدقيقة 72 من المباراة. وبين الزمنين، خيم القلق على الجماهير بالاستاد وعلى الملايين خارجه.. ففى أوقات كثيرة لعبنا فى ملعبنا ولم نغادره، وربما غادرته الكرة بتمريرات طولية إلى لا أحد لتعود مرة أخرى إلى السنغاليين.
** فى الصراع الجماعى، أوضح أنه لا يوجد تقصير من أى لاعب فى منتخب مصر، فيما يتعلق بالإرادة والسعى إلى امتلاك الكرة، لكن لكل لاعب طاقات وقدرات بدنية ومهارية. ولذلك نجح لاعبو السنغال فى امتلاك الكرة والسيطرة عليها فى ملعبنا. بفضل مهارات إسماعيلا ساروبونا سار وإدريسا جاى، وميندى وشيخ كوياتيه وساديو مانى وفامارا ثم أحمدو ديانج وساليو سيس. على حساب خط الوسط المصرى الذى بذل جهدا، الننى، والسولية، وفتحى، وإن تفاوتت الأدوار والقدرات بالنسبة للثلاثة فى التغطية والسرعة والاستخلاص. وكانت نقطة الضعف هنا هى الوجود فى مساحة تعترض لاعب سنغالى دون إستخلاص الكرة منه مبكرا قبل أن يمضى بها نحو منطقة الجزاء.
** أضف إلى ذلك أن التراجع للدفاع من جانب لاعبى المنتخب أمام ضغط السنغال ترتب عليه مسافة كبيرة بين الفريق كله وبين صلاح وتريزيجيه. فلم تكن التمريرات الطويلة تمريرات ولكنها كانت رميا للكرة إلى الأمام. وهو ما تغير قليلا فى ربع الساعة الأخير من المباراة.
** لقد انتهى الشوط الأول بتقدم منتخب مصر بهدف للاشىء.. ويبقى فى الشوط الثانى أن يمتلك المنتخب وسيلة تجعل اقتراب منتخب السنغال إلى ملعبنا ومنطقة مرمانا أصعب وأقل مما كان عليه الحال فى استاد القاهرة.. وأهم شىء هو مدى قدرة المنتخب على استغلال اندفاع أسود التيرانجا فى الهجوم المبكر وترك مساحات فى وسط الملعب قد تسمح بهجوم مضاد يشكل خطورة بسرعة صلاح ومرموش!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.