نتنياهو هو من فشل فى امتحان السلام وليس الفلسطينيون - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 5:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نتنياهو هو من فشل فى امتحان السلام وليس الفلسطينيون

نشر فى : الأربعاء 26 أبريل 2017 - 9:30 م | آخر تحديث : الأربعاء 26 أبريل 2017 - 9:30 م
قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فى مقابلة مع شبكة فوكس نيوز إنه «يتعين على الفلسطينيين أن ينجحوا فى امتحان السلام»، ويتعلق الامتحان هذه المرة بمسألة «تمويل الإرهاب»، حيث يطلب نتنياهو من السلطة الفلسطينية ومن رئيسها وقف تحويل الأموال إلى الأسرى الفلسطينيين، الموجودين فى السجون الإسرائيلية، وإلى عائلات المخربين. ويهدف الدعم العلنى لرئيس الحكومة لموقف تتحفظ عنه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من بين أمور أخرى، إلى الدفع قدما بتشريع من جانب الحزب الجمهورى فى الكونجرس، يفرض على الولايات المتحدة وقف تقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية إذا واصلت تقديم دفعات مالية للأسرى.

إن موقف نتنياهو الثابت هو أن الفلسطينيين هم الذين لا يلتزمون بشروط المفاوضات، وفى كل مرة يُخرج من جعبته شرطا إضافيا ــ ضروريا ــ لا يمكن من دونه تحريك عملية السلام، مثل لعبة بوكر صعبة يجرى خلالها تغيير قواعد اللعبة طوال الوقت.
لقد استُخدمت المطالبة بالاعتراف بالدولة اليهودية حتى الآن كعقبة هدفها كبح أى محاولة للتقدم فى العملية السياسية. ومن غير المستبعد أن يكون نتنياهو، فى ضوء خطة كيرى التى أدت، وفقا لما نشر، إلى ضعف معارضة الفلسطينيين لهذه المسألة، بحثا عن ذريعة جديدة للمحافظة على الجمود السياسى، خاصة عندما تلوح فى الأفق بوادر مبادرة أمريكية جديدة.
من جهة أخرى فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى يتجاهل التعاون المهم مع السلطة الفلسطينية.
فى الأسبوع الماضى فقط، وأثناء عملية للجيش الإسرائيلى فى نابلس، اعتقلت الشرطة الفلسطينية اثنين من المستعربين [فرقة مرتبطة بالجيش الإسرائيلى يعمل أفرادها فى الخفاء متنكرين بزى فلسطينى]، وأعادتهما إلى إسرائيل مع سلاحهما وأدوات الاتصال والسيارة التى كانا يستعملانها. ومثل هذه العملية مفروغ منها فقط فى إطار تعاون أمنى وثقة بين إسرائيل والسلطة. لكن شخصا رافضا مثل نتنياهو لن يعرض الأوجه الإيجابية فى علاقة إسرائيل بالفلسطينيين، لأنه إذا فعل ذلك، فلن يستطيع الاستمرار فى طمس الفوارق بين السلطة و«حماس» وسائر «الحيونات الضارية» التى تحيط بإسرائيل.
وعلى الرغم من «الامتحانات» التى يريد نتنياهو أن يمر بها الفلسطينيون مرارا وتكرارا، فإن الذى فشل دائما فى امتحان السلام هو نتنياهو نفسه، خاصة أنه يتزعم رئاسة حكومة الدولة اليهودية منذ 8 سنوات متتالية، وهو لم يقم خلالها بأى شىء من أجل أن يدفع جديا التقدم نحو اتفاق ممكن. والعكس هو الصحيح، فقد بذل نتنياهو كل ما فى وسعه من أجل عرقلة أى عملية كان يمكن أن تتيح حدوث حوار حقيقى مع جيراننا. وفى المقابل سمح لعناصر اليمين المتطرف، وخاصة لرئيس حزب البيت اليهودى نفتالى بينت، بالسيطرة على مجريات الأمور.

 

التعليقات