النزاع بين الصين واليابان فى بحر الصين الشرقى - قضايا آسيوية - بوابة الشروق
الجمعة 28 نوفمبر 2025 10:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

كمشجع زملكاوي.. برأيك في الأنسب للإدارة الفنية للفريق؟

النزاع بين الصين واليابان فى بحر الصين الشرقى

نشر فى : الجمعة 28 نوفمبر 2025 - 6:10 م | آخر تحديث : الجمعة 28 نوفمبر 2025 - 6:10 م

نشر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة مقالا للكاتبة رغدة البهى، تحذر فيه البهى من تداعيات النزاع الإقليمى المتصاعد بين الصين واليابان على جزر سينكاكو/دياويو فى بحر الصين الشرقى، إذ يُعد نقطة اشتعال محتملة ذات أبعاد جيوسياسية خطيرة قد تؤدى إلى صراع مسلح وتدخُّل دولى (خاصة من جانب الولايات المتحدة)... نعرض من المقال ما يلى:

أصبح النزاع الإقليمى بين الصين واليابان فى بحر الصين الشرقى أحد أهم القضايا الجيوسياسية فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبات من النقاط الساخنة الأخرى للنزاعات البحرية فى المنطقة؛ فى ظل إصرار اليابان على ملكيتها وسيادتها على جزر سينكاكو (وفق التسمية اليابانية) وعدم وجود نزاع قانونى بشأنها، وذلك فى مقابل مطالبة الصين بسيادتها على هذه الجزر (دياويو وفق التسمية الصينية)؛ إذ تؤكد اليابان أن لديها أدلة تاريخية لسيادتها على الجزر التى تديرها منذ عام 1972، بينما تدفع الصين بأنها كانت جزءا لا يتجزأ من أراضيها منذ القرن الخامس عشر. كذلك تطالب تايوان (جمهورية الصين) بسيادتها على هذه الجزر، والتى تُطلِق عليها اسم (جزر تياويوتاى).

وبحر الصين الشرقى هو جزء من غرب المحيط الهادئ، يقع مباشرة قبالة شاطئ شرق الصين، وتبلغ مساحته نحو 290 ألف ميل مربع (750 ألف كيلومتر مربع)، وهو بحر ضحل إلى حد كبير، ويبلغ متوسط عمقه 1145 قدما (350 مترا) فقط. ويمتد البحر إلى جانب جزر ريوكيو فى الجزء الأعمق، وهو حوض أوكيناوا، الذى يضم قسما كبيرا يبلغ عمقه أكثر من 3300 قدم (ألف متر)، ويبلغ أقصى عمق له 8912 قدما (2716 مترا). وينتشر عدد كبير من الجزر والمياه الضحلة على الحدود الشرقية للبحر، وكذلك المنطقة القريبة من البر الرئيسى الصينى.

وتتكون سلسلة جزر سينكاكو غير المأهولة من 5 جزر و3 شعاب مرجانية، وتشغل مساحة تبلغ نحو 7 كيلومترات، وتقع شمال شرقى تايوان وإلى شرقى الأراضى الصينية وجنوبى غرب مقاطعة أوكيناوا اليابانية الجنوبية. وإداريا تخضع هذه الجزر لولاية محافظة أوكيناوا اليابانية، وتضم الجزر التالية وفق المسميات اليابانية: (جزر أووتسورى، وكيتاكوجيما، وميناميكوجيما، وكوبا، وتايشو، وأوكينوكيتايوا، وأوكينوميناميوا، وجزر توبيز).

ومع كثافة الأنشطة العسكرية الصينية من ناحية، وقيام سفن حربية تابعة للبحرية الصينية بالإبحار بين جزيرتى أوكيناوا ومياكوجيما باتجاه المحيط الهادئ، واقتراب السفن الصينية بشكل شِبْه دائم خاصةً فى السنوات الثلاث الأخيرة من المنطقة المتاخمة لجزر سينكاكو من ناحية أخرى؛ اتجهت اليابان إلى تنفيذ أنشطة المراقبة التحذيرية وجمع المعلومات وإرسال مقاتلات تابعة لقوات الدفاع الذاتى الجوية اليابانية فى مناسبات عديدة، خاصةً منذ أن أصدرت اليابان ورقتها الدفاعية البيضاء، فى يناير 2021، والتى ذكرت فيها صراحةً أن «التحديث العسكرى الصينى يشكل تهديدا أمنيا كبيرا».

ومن أحدث التطورات التى تشير إلى خطورة هذا النزاع، قيام اليابان فى 9 سبتمبر 2024، بتقديم احتجاج رسمى إلى كلٍ من السفارة الصينية فى طوكيو والحكومة الصينية، بعد دخول أربع سفن صينية مسلحة برشاشات إلى المياه المحيطة بجزر سينكاكو وعبورها الحد الإقليمى البالغ 12 ميلا الذى تطالب به اليابان، وتحذير هذه السفن من جانب خفر السواحل اليابانية بمغادرة المنطقة، وهو الاحتجاج اليابانى الثالث فى أقل من أسبوعين.

ويُمكِن وَصْف النزاع بين الصين واليابان فى بحر الصين الشرقى بأنه «نقطة اشتعال مُحتمَلَة» بين قوتين آسيويتين كبيرتين وأحد مصادر تهديد الاستقرار الإقليمى، ولاسيما أنه يأخذ شكل بندول الساعة، صعودا وهبوطا، دون حل لقضية السيادة البحرية، بل وقد يتحول هذا النزاع الإقليمى إلى صراع دولى ربما يفوق فى حدته النزاعات فى بحر الصين الجنوبى؛ ذلك أن أحد العوامل التى قد تزيد من خطر الصراع هو تكرار المواجهات القريبة بين السفن الصينية واليابانية، وأن بحر الصين الشرقى رغم تراجُع شهرة التوترات التى يشهدها؛ فإنه أكثر عرضة لاندلاع صراع مسلح قد ينشأ نتيجة حوادث غير مقصودة بين القوات الصينية واليابانية، وقد تنخرط فيه بشكل مباشر الولايات المتحدة الأمريكية حمايةً للحليف اليابانى وضمانا لإبقاء المجالين البحرى والجوى مفتوحين.

 

النص الأصلى: 

   

 

 

قضايا آسيوية قضايا آسيوية
التعليقات