حزب الله سيحاول استعادة قوته - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 14 يناير 2025 11:22 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حزب الله سيحاول استعادة قوته

نشر فى : السبت 30 نوفمبر 2024 - 8:40 م | آخر تحديث : السبت 30 نوفمبر 2024 - 8:40 م

أنهى اتفاق وقف إطلاق النار فصلا من القتال الحالى فى الصراع الطويل مع حزب الله، لكنه فتح المعركة التى ستحدد موعد المواجهة المقبلة، وهى المعركة ضد جهود الحزب فى استعادة قوته.
خرج حزب الله من الحرب مجروحا ومتألما.. وكذلك، خسر سيطرته الكاملة على الحزام الحدودى فى الجنوب اللبنانى، على الأقل مؤقتا، والأهم من هذا كله، لقد خسر مكانته. وتلقّت الصورة التى رسمها لنفسه، بأنه القادر على فرض قواعد اللعبة على محيطه ضربة قوية.. ولم تعد إيران تعقد الآمال على نجاحه فى ردع إسرائيل، وحتى «حماس»، أصبح من الصعب عليها الاعتماد على وعوده، بعد أن تراجع عن وعده بالاستمرار فى القتال ما دام مستمرا فى غزة.
المقصود بهذا الكلام ليس الإشادة بإنجازات الجيش الإسرائيلى (التى تستحق ذلك)، ولا من أجل مزيد من الإحراج للعدو، بل للإشارة إلى المشاعر التى تسود حزب الله، والتى ستغذى الحوافز والدوافع فى قيادة الحزب، من الآن فصاعدا.
إن حجم الأذى والإحراج سيكون موازيا لحجم الرغبة القوية للحزب فى التمركز مجددا فى المناطق التى انسحب منها، ومن أجل ترميم منظومته، ومهاجمة إسرائيل من جديد واسترجاع كرامته.
وتشكل المواجهة مع المساعى التى سيقوم بها حزب الله، من أجل التسلح من جديد، تحديا حقيقا لإسرائيل. من السهل الإعلان أن «ما كان لن يتكرر»، لكن عندما لا يكون الجيش الإسرائيلى موجودا فى الميدان، فإن أى «خرق» من حزب الله سيثير ترددا بشأن كيفية الرد عليه.
سيضع حزب الله إسرائيل أمام اختبارات صعبة. فهو سيمارس نشاطه تحت غطاء مدنى، وبحماية السكان والمساعى الإنسانية. وعبر خطوات صغيرة، ومن دون استفزازات، وفى الأوقات التى تريد إسرائيل المحافظة على الهدوء (افتتاح الموسم السياحى، وبداية العام الدراسى، واتفاقات التطبيع، أو التركيز على إيران، وغيرها).
أيضا، الخوف من عودة اشتعال الوضع بسبب الأثمان السياسية والأمنية والاقتصادية، فضلاً عن ضغوط واعتبارات تتعلق بجدول الأعمال القومى، أمور كلها يمكن أن تدفع صنّاع القرار إلى تفضيل المحافظة على الهدوء على مصلحة منع تسلّح حزب الله.
بناءً على ذلك، من الصحيح أن نضع، منذ الآن، قواعد صارمة يلتزم بها قادة المنظومة الأمنية. كذلك، يجب وضع آليه لمتابعة ما يجرى، وتقديم تقارير أسبوعية تتعلق بما يقوم به العدو، والعمليات التى نُفذت ضده، ومراقبة ذلك من خلال لجنة متفرعة من لجنة الخارجية والأمن، وقبل كل شىء، تحديد موارد تخصَّص بصورة دائمة لهذه المهمة.
يتعين على إسرائيل الافتراض أن حزب الله سيحاول مفاجأتها واسترجاع كرامته، هذا هو الافتراض الأساسى الذى يجب أن يوجّه خطط الجيش الإسرائيلى فى فترات الهدوء.
مئير بن شابات
يسرائيل هيوم
مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات