شهدت قاعة الكلمة بساقية عبدالمنعم الصاوي بالزمالك، عرض الفيلم التسجيلي القصير «أوتار مصرية»، للمخرج عمرو حسين، في تمام الساعة السابعة من مساء أمس الخميس، أعقبه مناقشة للفيلم بحضور صناعه، شارك فيها العديد من الحاضرين بأسئلتهم.

وشهد الفيلم التسجيلي القصير «أوتار مصرية» تناولا مفصلا لتاريخ آلة السمسمية الموسيقية فى مدن القناة الثلاث (الإسماعيلية، بورسعيد، والسويس)، وإبراز الدور الوطنى والنضالى لـ"السمسمية" على مر العصور منذ حفر قناة السويس فى القرن الـ19 الميلادى وحتى نصر أكتوبر 1973.

ومن خلال فيلمه التسجيلى، الذي بلغت مدته سبعة وعشرون دقيقة، وثق المخرج عمرو حسين تاريخ السمسمية ورجالها وأبطالها، ممن ألفوا ولحنوا وغنوا، وممن صنعوا بطولاتهم الخالدة، إذ التقى أبطالا ما زالوا على قيد الحياة، كانوا ممن شاركوا فى صنع أمجاد السمسمية فى الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، حكوا ورووا حكايات المجد والفخار.

ونقل الفيلم التسجيلي القصير كيف تحولت السمسمية بعد العدوان الثلاثي على مصر وحتى حرب أكتوبر، إلى سلاح مواجهة يثير الحماس ويشد العزائم، حيث صار أبطال المقاومة يلتقطون بنادقهم نهارا، وسمسميتهم ليلا يرددون الأغاني الحماسية على إيقاعات السمسمية، فيمتلئون بالرغبة في مواجهة الغزاة وإجلائهم عن بلادهم.

"غنى يا سمسمية...لرصاص البندقية ** ولكل إيد قوية... حاضنة زنودها المدافع ** غنى للمدافع... واللى وراها بيدافع ** ووصى عبد الشافع... يضرب في الطلقة مية ** غنى للجنود... وسمير وعلى ومسعود، وغباشى لأجل يعود.. وف إيده النصر هدية"، كانت إحدى أغنيات الفيلم الرئيسية التي غناها الكابتن غزالى، أيقونة المقاومة الشعبية فى السويس، للسمسمية تلك الآلة الوترية المكونة من خمسة أوتار، التى صاحبت نضال المصريين وكفاحهم ضد المحتل، والتى عبرت عن ملاحم النضال.

وخلال الفيلم التسجيلي حرص المخرج عمرو حسين، على عرض صور الأبطال أعضاء فرقة "أولاد الأرض" من الفدائيين الذين كانوا يغنون على أنغام السمسمية ويقومون ببطولاتهم الفدائية، مصحوبة بأسمائهم، وهم: إبراهيم حسن بدران، ومبروك السيد مرجان، وفرج محمد دردير، ومحمد مازن عثمان، ومنصور نصارى محمد، وصلاح عبد الحميد.

وبعد انتهاء عرض الفيلم التسجيلي القصير بساقية الصاوي، بدأت المناقشة التي أعقبته بعدة أغاني وطنية من غناء وعزف الفرقة الموسيقية المشاركة بالفيلم بقيادة يحيى مولر، مدرب الأغنية الشعبية بقصر ثقافة الإسماعيلية، حيث تفاعل معهم الحضور وراحوا يصقفون ويرددون معهم الأغاني، التي يبدو أنها لاقت إعجابهم الشديد.

وأدار المخرج عمرو حسين حلقة النقاش، التي شهدت مشاركة واسعة من قبل الحضور، بعضهم أظهر إعجابه الشديد بالفكرة الرئيسية للفيلم التسجيلي القصير خاصة في ربط تلك الآلة الموسيقية فترة النكسة وحرب الاستنزاف وحتى حرب 1973، فيما عبر آخرون عن إعجابهم بالفرقة الموسيقية المشاركة، والتي تكون من 5 أفراد بقيادة يحيى مولر، متمنين من المخرج أعمال أخرى من هذا القبيل.