غنائم على حساب الوطن - محمد مكى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:16 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غنائم على حساب الوطن

نشر فى : السبت 2 يوليه 2016 - 9:05 م | آخر تحديث : السبت 2 يوليه 2016 - 9:05 م

لا يصدق كثير من الناس أن ما يحدث من تسريبات لامتحانات الثانوية العامة، الدولة لا تستطيع منعه، فهى تمتلك أجهزة رقابية وأمنية كبيرة وكثيرة، وتستورد معدات واجهزة خاصة لتتبع مستخدمى الانترنت، والتى كان لهم الفضل الاول فى شرارة 25 يناير، فقد ذكرت صحفية «لاستامبا» الايطالية قبل ايام ان روما تعتزم تصدير تقنيات تكنولوجية جديدة تتعلق ببرامج مراقبة وفى ــ احاديث الناس ــ هناك من يريد أن يحرج النظام ويظهر ضعفه وعدم قدرته على حماية مجرد اوراق تطبع فى مطابع حكومية، يطلق عليها المطابع السرية للامتحانات «يعنى فى بيته» فما بالك من حماية ما هو اكبر.


ويتجدد الحديث عن صراع أجهزة بحثا عن غنائم ومصالح، متجاهلة أن ما يحدث لن يجعل هناك منتصرا وفائزا بل الجميع خاسر، وغفلة تهدد سلامة نسيج المجتمع، حكاية التسريبات اليومية، تؤكد ان هناك طرفا يريد استمرارها ليس من باب التسلية، ولا اصلاح التعليم كما زعمت إحدى الصفحات التى تقوم بالتسريب، الامر خطير ووصل إلى مناقشته فى الامن القومى كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى.


ومن حسن الطالع، حتى الآن لم يقل أحد إن الإخوان هم من يقومون بالتسريبات، وإلا نالوا قوة هم لا يمتلكونها فى الواقع، فالأمر أكبر من قدرات الإخوان، التسريبات خلاف كبير على غنائم على حساب الوطن، تسريب مجلس النواب الاسبوع الماضى، ومن قبله تسريبات على شخوص سياسية واعلامية من خلال اعلاميين معروفين بولائهم للأجهزة الأمنية، مرورا بتسريبات مكاتب سيادية فى السابق، يؤكد ان هناك من يريد تحقيق مصالح، وانشاء عداوات وانتكاسات الوطن فى غنى عنها، فى ظل عجز متواصل طوال السنوات الماضية فى الموازنة يقترب من 12% وهو ما أدى إلى زيادة الدين العام حتى وصل إلى 2.8 تريليون جنيه، إلى جانب زيادة فوائد خدمة الدين العام من 20% إلى 31%.


ولو وضعت تسريبات الثانوية إلى جانب الموافقة على الموازنة التى قال عنها رئيس مجلس النواب، أن مجلسه يصحح خطأ الحكومة، إلى جانب طريقة القبض على الاعلامية ليليان داوود تدرك ان هناك من يريد تقزيم مصر، واخراجها بشكل لا يليق مطلقا عليها، اننا بالفعل من الداخل نتآمر على انفسنا، فشل متكرر وتبرير جاهز مستخدما فزاعة الامن التى اختصرت فى عناوين دون مضمون. فأين الأمن الاجتماعى من أسر طلاب الثانوية، وأين الأمن من غلو الأسعار، وأين الأمن فيما يدبر فى الملف الطبى المصرى والذى شغل حيزا من أفكار الناس الاسبوع الماضى، سواء من ضم الموازنات المالية أو دخول الخصخصة على المستشفيات الحكومية، الامن ليس وحده السياسى فقبله الصحة والتعليم والتوظيف والسلام الاجتماعى. ظاهرة تسريب الامتحانات أضرت بنصف مليون طالب فى الثانوية العامة وأكثر من 2 مليون من أولياء الأمور.


احنا رائحين فين، حتى انهيار اسعار النفط فى العالم لم نستفد منه، فقد وصل حجم الخسائر التى تعرضت لها الهيئة العامة للبترول 400 مليار جنيه وهو رقم من الممكن زيادته فى ظل ارتفاع سعر البرميل من النفط من 40 دولارا العام الماضى إلى 50 دولارا فى تقديرات العام المالى الجديد.


لو افترضنا صحة كل المبررات التى تقال عن ظروفنا واهل الشر، فنحن ايضا بحاجة إلى حلول سريعة لمشاكل يومية تتفاقم وخطرها يزيد، ولا نفرح بأرقام صماء تتحدث عن معدلات نمو 4.4% خـلال العـام المالى 2015/2016 مقارنـــة بنحـــو 4.2% خـلال العــام المالى 2014/2015. الناس لا تأكل ارقاما، ابحثوا عن عقول تمتلك خيالا، وتدرك قيمة مصر الكبيرة التى أصبحت تهزها افعال الصغار.


شابة يا أم الشعر ليلى


والجبين شق النهار


والعيون بحرين أمانى


والخدود عسل ونار


واللوالى (اللؤلؤ) بابتسامتك


يحكوا أسرار المحار


يللى ساكنة القصر عالى


إمتى يهنالى المزار


كلمينى يا صبية


طال على الانتظار


كلمتين يا مصر يمكن


هما آخر كلمتين


حد ضامن يمشى آمن


أو مآمن يمشى فين


رحم الله أحمد فؤاد نجم، وموتانا جميعا.. و«كل عام أنتم وجميع من تحبون بكل خير».

التعليقات